الإلتهاب الوريدي المسمى »التخثر الوريدي العميق« مرض خطير لأنه يمكن أن يتطور ويسبب إنسدادا وغيره من المضاعفات الخطيرة المهددة للحياة، في هذا الموضوع يتطرق الدكتور خالد بوكري المختص في الأمراض الصدرية،إلى بعض الطرق التي تساعد على تشخيص المرض والتدابير التي يجب إتخاذها لعلاجه في أقرب وقت ممكن وتفادي المضاعفات. يؤكد الدكتور خالد بوبكري أن الإلتهاب الوريدي يعد السبب الثالث للوفيات بعد الجلطة الدماغية، أما أعراضه الرئيسية فهي ثلاثة، ألم وتورم و ثقل في الساق، يقول محدثنا الدكتور خالد بوبكري المختص في الأمراض الصدرية والأوعية الدموية و الباطنية و الطب البديل ، هذه الأعراض تحدث عادة على مستوى الساق، ويجب إستشارة الطبيب على وجه السرعة ومن دون تأخير إذا كان واحد علي الأقل من الأعراض الثلاثة يحدث في أوقات الراحة أوعند المشي، إذا يمكن أن تزداد الحالة سوءا بسرعة، موضحا أن أعراض الإلتهاب الوريدي تعتمد على حجم الجلطة التي تسد الوريد ومدى التهابه، فكلما كانت الجلطة كبيرة، كان الإنسداد كبيرا و الآثار أوضح في هذا الجزء من الساق و التخثر الوريدي العميق يتشكل عادة في الأطراف السفلية » الساقين« إلا أنه يمكن أيضا أن يصيب الأوردة الأخرى في الذراع أو. في بعض الأحيان لا تصاحب الإلتهاب الوريدي أي أعراض مرئية ومع ذلك فقد يتطور و يؤدي إلي الإنصمام الرئوي نتيجة المضاعفات الشائعة للمرض التي يتم تشخيصها فقط من قبل الأطباء. ¯ ما هو الإلتهاب الوريدي أو التخثر الوريدي العميق؟ هو إنسداد حاد للأوردة العميقة بسبب تخثر الدم، وهي مشكلة مختلفة عن الدوالي التي تصيب الأوعية الدموية الطبيعية يستعين بها الجسم لوقف النزيف عند حدوث إصابة في الأوعية الدموية، هكذا، وبعد تمزق أحد الأوعية يتخثر الدم في بضع ثوان وتتشكل الجلطة لوقف النزيف، لكن أحيانا يحدث تخثر الدم دون سبب فيضر بالدورة الدموية ككل. ¯ ومتى يحدث هذا؟ يحدث الإلتهاب الوريدي، عندما تتكون جلطة دموية في الوريد وعادة ما تكون في منطقة الساقين فتعرقل جزئيا أو كليا تدفق الدم إليها، إذا انفصل جزء من الجلطة أو كلها عن الجدار الوريد، يمكن للدم أن يحمل هذه الجلطة إلي القلب ويسبب إنسداد الشريان الرئوي أو أحد فروعه، ما يؤدي إلى الإنسداد الرئوي أن يؤدي إلي الوفاة. ¯ماهي عوامل الخطر المسببة للإلتهاب الوريدي؟ هي كثيرة أولها التقدم في السن،على الرغم من أن الأشخاص الأصغر سنا يمكن أن يصابوا بهذا المرض أيضا، قلة الحركة و الجراحات، أو كثرة الأسفار الجوية يمكن أن تزيد كذلك من المخاطر، وبعد سن 60 يرتفع خطر الإصابة بالإتهاب الوريدي أضعافا وآكثر من ذلك بعد سن 70 هذا ل ايعني أنه لا يؤثر أيضا في الشباب، فإذا حدثت مثلا حالات تخثر في الأسرة هذا يعني وجود عامل وراثي للإصابة بالجلطة، و بالتالي بالإلتهاب الوريدي، كذلك النساء المصابات بما يعرف بالأرجل الثقيلة أو القصور الوريدي هن الأكثر عرضة بالإصابة بالمرض، بالإضافة إلى ذلك جميع الأمراض التي تسبب الإلتهابات، مثل السرطان و إضطرابات المفاصل، و السمنة، وفشل القلب التي تعتبر هي أيضا عوامل الخطر للإصابة بالمرض، دون أن ننسى العمليات الجراحية التي تتطلب مراقبة خاصة، لأنها يمكن أن تؤدي إلي تلف أو تقرع الأوعية الدموية. ¯ إذن حسب ما جاء في شرحك هناك ثلاثة أنواع من الإختلالات قد تفسر حدوث الإلتهاب الوريدي؟ نعم هناك تلف الأوعية بعد الجراحة و الولادة و القسطرة إلى غير ذلك، فرط التخثر، وهناك العديد من الأسباب المحتملة، مثلا أسباب وراثية، تشوهات دموية، أمراض إلتهابية على سبيل المثال »السرطان« الذي بسببه ترتفع نسبة الإصابة بالمرض 7 إلى 8 مرات أكثر وإختلال الهرمونات وتناول حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني، التدخين، السمنة وكل الحالات التي تسبب تباطؤ في الدورة الدموية، بمعنى، ركود الدم المرتبطة مثلا بعدم القدرة على الحركة بسبب الإصابة في العظام أو الأعصاب أو النوم لفترات ظويلة أو السفر في الطائرات لمسافات طويلة. ¯ كيف يكون العلاج ؟ في حال ظهور أعراض الإلتهاب الوريدي آلم، تورم في الساق و ثقل، على المرأة المصابة أن لا تحاول تدليك المنطقة المصابة بل عليها أن تلجأ إلي الطبيب على الفور فبإمكانه تأكيد الإصابة بالتخثر الوريدي العميق من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، في حال تأكد التشخيص يتم وصف العلاج من دون تأخير، و يهدف إلي إذابة الجلطة الدموية التي تسد الوريد و بالتالي منع إنتقالها من خلال مجرى الدم إلى الرئتين. وغالبا ما تكون الأدوية، مضادات التخثر وهي مواد تمنع تخثر الدم الطبيعي، و قد يطلب الطبيب من المريضة أن تلبس الجوارب الخاصة، لفترة يحددها هو، هذه الجوارب تضغط على المنطقة المصابة تساهم في تسكين الآلام وجريان الدورة الدموية، بعد ذلك يمكن أن يتم وصف أدوية، يمكن أن تحتوي على مضادات التخثر أو يتم إستخدام » الوارفاين« مضاد التخثر و حده و هو علاج يؤخذ عن طريق الفم لأشهر عدة أو حتى سنوات لمنع تكرار الإلتهاب الوريدي و يتم تحديد مدة العلاج من قبل الطبيب المعالج علي أساس عوامل الخطر المحيطة بالمريضة. ¯كيف يمكن الوقاية منه ؟ يجب على المريضات المعرضات بالإصابة بالإلتهاب الوريدي اللواتي يعانين عدم القدرة علي الحركة، أن يحرصن على إتباع الإجراءات الوقائية كافة لتجنب الإلتهاب الوريدي، في بعض الحالات بعد الجراحة على سبيل المثال ، قد يصف الطبيب علاجا وقائيا مضاد للتخثر لمنع حدوث أو تكرار الإلتهاب الوريدي ويطلب كذلك إرتداء الجوارب الضاغطة في النهار أو الليل لمدة 6 ساعات، عليها ارتداء ها منذ الصباح الذي يسبق موعد الرحلة و ليس فقط في قاعات الإنتظار غالبا وعليها الإكثار من شرب الماء بمقدار لتر واحد لكل 6 ساعات من السفر كما ألفت انتباه المريضة إلى أن الحمل وخصوصا الربع الثالث منه الفترة الأخطر التي يرتفع فيها إحتمال الإصابة بالإلتهاب الوريدي و أنصح المرأة الحامل بإرتداء جوارب الضغط بشكل عام يمكن لكل فرد أن يعمد إلي إتباع بعض القواعد للتمتع بحياة صحية، من أجل الوقاية من مرض الإلتهاب الوريدي كتكثيف النشاط البدني والتخلص من الوزن الزائد و تجنب التدخين، المشي السباحة، وركوب الدراجات هي أنشطة بدنية من شأنها أن تساهم في الحد من خطر الالتهاب الوريدي بصفة عامة، فأي نشاط بدني هو محارب للسمنة أي أنه له تأثيرا وقائيا وهنا لا يمكنني تأييد الإعتقاد السائد بأن من أصببت بالإلتهاب الوريدي، عليها أن تلجأ إلى الراحة وعدم الحركة، فالمشي يعززنشاط العائد الوريدي ويجدد الدورة الدموية .