أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أنه سيتم إعادة تنظيم الجمعيات ذات الطابع الديني بموجب مرسوم رئاسي سيصدر قريبا، قائلا إن الهدف من ذلك هو تأمين الجزائر وتحصينها في ممارستها الدينية ضد التيارات المتطرفة، وأضاف أن بلادنا في منأى من عدوى استعمال الدين لأغراض سياسية عبر ما يسمى ب »الربيع العربي«، كما أنها أصبحت جزيرة محصنة ضد محاولات التخريب والتدمير ذلك بفضل مساعدة الأئمة والمساجد في الدفاع عن المرجع الديني الوطني. أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية خلال نزوله ضيفا على حصة »ضيف التحرير«، أن مرسوما رئاسيا سيصدر قريبا من شأنه إعادة تنظيم إنشاء الجمعيات ذات الطابع الديني، مما سيسمح بالتكفل بالنشاط الديني داخل المساجد وخارجها وكذا في أماكن العبادة غير الإسلامية، وأضاف أن النشاط الديني سيتم ضبطه وتأطيره بموجب قوانين الجمهورية وصرامة الإدارة وتفاني الأئمة، موضحا أن الهدف من ذلك هو تأمين الجزائر وتحصينها ضد التيارات المتطرفة. وجود تسلل مسيحي صهيوني يحاول إيجاد مكان له بالجزائر وأكد الوزير أن الجزائر محصنة من عدوى استعمال الدين لأغراض سياسية، مشيرا في هذا الصدد إلى نتائج ما يسمى ب»الربيع العربي«، وعن سؤال حول التيارات الإسلاموية المتطرفة الأجنبية التي تحاول التسلل إلى الجزائر من خلال الجامعات، أكد عيسى أن هناك تعاون وطيد مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمواجهة هذه التيارات، وقال في ذات السياق إنها تيارات ظهرت جراء انحرافات دينية إسلامية وغير إسلامية مثل الاحمدية والتكفيرية والبهائية والشيعة، مضيفا أن هناك أيضا التسلل المسيحي الصهيوني الذي يحاول إيجاد مكان له بالجزائر، وأضاف قائلا إنها تيارات استغلت الاضطرابات الحاصلة في العالم العربي والإسلامي عبر ما يسمى بالربيع العربي لتعزيز تواجدها في الجزائر ومحاولة زعزعة استقرار البلد، وأكد أن الجزائر تمكنت بمساعدة الأئمة والمساجد من الدفاع عن مرجعها الديني الوطني، مشيرا إلى أن المذهب المالكي المتبع في الجزائر يبقى مرجعا مفتوحا ومعتدلا يقبل المذهب الاباضي والحنفي وحتى الحنبلي، وأعرب عن ارتياحه لكون هذا المرجع حصن الجزائريين وعزز صفوفهم. وقال عيسى إن الأئمة مدعوون للعمل لتكون المساجد مراكز إصغاء للشباب المعرضين للتجنيد بالمساجد، مؤكدا أن هذا التجنيد في حركات مسلحة ومتطرفة دولية لا يعني عددا كبيرا من الجزائريين الواعين أكثر فأكثر بسبب ما عاشته البلاد خلال التسعينات، وأضاف قائلا » إننا جد حذرين وندافع عن الأمن الفكري عن طريق المساجد، وبفضل توحيد جهودنا مع مؤسسات الدولة أصبحت الجزائر جزيرة محصنة ضد محاولات التخريب والتدمير، وأشار إلى أن السلطات الجزائرية تتوفر على كل المعطيات حول كل من اختاروا تيارات متطرفة مثل الشيعة. وعن سؤال حول ممارسة الديانات الأخرى في الجزائر، قال ضيف الثالثة الذي هو أيضا رئيس اللجنة الوطنية لتسيير الديانات الأخرى من غير الإسلام، إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكد على جزائر تعددية، ولاحظ أن رئيس الدولة اعتمد مسعى جبهة التحرير الوطني الذي دعا الجزائريين اليهود ليعودوا إلى جزائرهم ولا يزكوا المستعمر خلال ثورة أول نوفمبر ,1954 وأضاف انه سلوك ديني ووطني يندرج ضمن قوانين الجمهورية بما أن الدستور ينص على أن الإسلام هو دين الدولة الذي يضمن حرية المعتقد. فتح كنيس يهودي أمر تجاوزه الزمن وفيما يخص أماكن العبادة المستعملة كمكتبات بلدية أو غيرها، أشار إلى أن الأمر ليس تحويلا عن مهمتها الأصلية وأن هذا الأمر يحظى بموافقة أسقفية الجزائر العاصمة، وبخصوص المعابد اليهودية المغلقة بالجزائر، أوضح الوزير انه لم يتم تقديم أي طلب لإعادة فتحها، وفي حالة تلقينا طلبا في هذا الاتجاه -يقول الوزير-سوف نعرضه طبقا لقوانين الجمهورية والأمر رقم 0602 الذي ينص على أن عدد أي جالية غير مسلمة يجب أن يكون واضحا ومصرحا به ومسجلا وان الطلب يجب أن يكون معقولا، واستطرد يقول إن عدد الجالية اليهودية في الجزائر قليل جدا وان فتح كنيس يهودي أمر تجاوزه الزمن حسب ما فهمته من خلال رسائل واردة من سلطات دينية دولية.