حالات من الاكتظاظ تشهدها المؤسّسات التّربوية خلال هذه الأيام لأولياء تلاميذ معوزّين طمعا في الحصول على منحة التمدرس المقدّرة ب 3000 دج كما أودعوا، نظرا لقّلة ذات اليد، طلبات على مستواها للاستفادة من الكتب المدرسية مجّانا، وبالمقابل ملأت قوائم الجمعيات الخيرية المعتمدة وغير المعتمدة بأسماء الأسر المعوزّة التي أنهكها الدّخول المدرسي، وهو ما وقفت عليه »صوت الأحرار« خلال هذا الاستطلاع. لاتزال عديد العائلات المعوزّة بانتظار الحصول على منحة التمدرس المقدّرة ب 3000دج، المخصّصة لفئتهم، حيث يتواجد أولياء التّلاميذ منذ الدّخول المدرسي الجاري على مستوى مختلف المؤسّسات التربوية أين يتلقّون جوابا واحدا »كي يجاوبونا نمدّولكم«، وهو ما وقفت عليه »صوت الأحرار« خلال تواجدها بإحدى الابتدائيات بحي بلكور الشّعبي لسيّدة أكّدت أنّها تقود رحلة ماراطونية يوميّة باتّجاه المدرسة حيث تدرس ابنتها لتلقّي المنحة كون زوجها عاطل عن العمل ولكنّها تتلقّى في كلّ مرّة وعودا بالحصول عليها في القريب العاجل. حالة مشابهة يعيشها ربّ عائلة يعيل خمسة أبناء جميعهم يدرسون بالطّورين الابتدائي والمتوسّط، قلّة ذات اليد منعته من توفير جميع أدواتهم المدرسية ناهيك عن أثمان الكتب التي أكّد أنّها أضحت صعبة المنال كون زوجته ماكثة بالبيت وأجرته الشّهرية بالكاد تغطّي الأكل والشّرب، محدّثنا أعاب بيع المؤسّسات التربوية للكتب المدرسية الخاصة بالسّنة الثانية ابتدائي بينما كانت تمنحها لهم مجّانا خلال المواسم الدّراسية الفارطة، وهو ما ضاعف من معاناتنا، يضيف المتحدّث. بعض الأساتذة ممّن تحدّثوا ل»صوت الأحرار« أكّدوا أنّ سبب تأجيل صرف منحة التمدرس على العائلات المعوزّة يعود لدخول المقتصدين في إضراب مفتوح دعت إليه اللّجنة الوطنية لموظّفي المصالح الاقتصادية التابعة للاتّحاد الوطني لعمّال التّربية والتّكوين »اونباف«، ولاقى استجابة واسعة على المستوى الوطني، ممّا تسبّب أيضا في عرقلة السّير الحسن للدخول المدرسي كتعذّر تسجيل العديد من التّلاميذ لغياب الوصولات الخاصّة بذلك وبيع الكتب المدرسية. قوائم الجمعيات الخيرية المعتمدة منها أو الحرّة ملأت عن آخرها بأسماء العائلات المعوزّة، وهي تعتزم توزيع الأدوات المدرسية وما يلزم الدّخول المدرسي خلال الأيام القليلة المقبلة، مدّة جعلت الأسر الفقيرة تترقّب أيّ مساعدة تأتيها من هنا أو هناك، خاصّة وأنّ إضراب النّقابة مفتوح إلى إشعار آخر وعددهم 16 ألف موظف بكافة المؤسسات التربوية مطالبون بالتوقّف الكلّي عن مهام المحاسبة، المالية والادارية خلال أيّام الإضراب إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المرفوعة إلى وزارة التربية الوطنية المتمثلة أساسا في تسليمهم المنحة البيداغوجية، وبأثر رجعي، ابتداء من سنة ,2008 منحة المسؤولية الشخصية والصندوق، إدماج موظفي المصالح الاقتصادية من حاملي الشهادات العلمية في مناصب مكافئة، إلى جانب استحداث منصب مقتصد مكون، على غرار الأسلاك الأخرى.. وغيرها من المطالب، ليبقى التّلاميذ وحدهم من يدفعون الثّمن...