أعلنت مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انشقاقها عن تنظيم عبد الملك درودكال وتأسيس تنظيم جديد أطلقت عليه اسم »جند الخلافة« كفرع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بأرض الجزائر، ويتزامن ذلك مع تحركات إقليمية ودولية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لضرب مواقع »داعش«. أكدت كتائب إرهابية منشقة عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، وقالت في بيان لها تناقلته مواقع »جهادية« مساء أول أمس الأحد أن قاعدة قد انحرفت عن منهج الجهاد بعد مقتل أسامة بن لادن و ان أيمن الظواهري الذي انحاز للجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا قد اخطأ حين رفض مبايعة البغدادي، وقال البيان ان الكتائب ستؤسس تنظيما جديدا تحت مسمى »جند الخلافة في ارض الجزائر« بقيادة خالد أبي سلمان، ويأتي الانشقاق في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في سياق تقارير أمنية واستخباراتية تناقلتها العديد من المنابر الإعلامية والمواقع الاليكترونية تتحدث عن اختراق ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا باسم »داعش« التراب الجزائري. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد رفض في وقت سابق تزكية دولة الخلافة التي أعلن عنها زعيم »داعش« أبو بكر البغدادي، وقال في بيان تناقلته مجموعة »سايت« المتخصصة في متابعة مواقع الإسلاميين المتشددين علي الانترنت، أنه يرفض دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء من العراقوسوريا وجدد تنظيم عبد الملك درودكال مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتضمن البيان الذي نشر علي مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات للبغدادي لأنه لم يتشاور مع القيادات »الجهادية«، وقال بيان تنظيم درودكال: »نؤكد أننا لا زلنا علي بيعتنا لشيخنا وأميرنا أيمن الظواهري فهي بيعة شرعية ثبتت في أعناقنا ولم نر ما يوجب علينا نقضها وهي بيعة علي الجهاد من أجل تحرير بلاد المسلمين وتحكيم الشريعة الإسلامية فيها واسترجاع الخلافة الراشدة علي منهاج النبوة«. وجاء بيان الفرع المغاربي للقاعدة مباشرة بعدما أعلن زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إبراهيم عواد البدري الذي يلقب نفسه ب »أبو بكر البغدادي« أو»الخليفة إبراهيم«، نفسه خليفة بعد تأسيس ما اسماها بدولة الخلافة علي أراض استولي عليها في سوريا وخلال تقدم سريع في أجزاء من العراق. وجاء رد جماعة عبد الملك درودكال أيضا مباشرة بعد نشر تسجيل صوتي على الانترنيت لقيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلنت من خلاله مبايعة »داعش«، ووجه انتقادات ضمنية لتنظيم القاعدة الأم الذي لم يعلن بعد دعمه الصريح لدولة العراق والشام، كما رفض وصف الموالين لهذا التنظيم الجديد بالخوارج، وأكد »الشيخ أبو عبد الله عثمان العاصمي«، وهو قاضي الجماعة بمنطقة الوسط، بحسب ما جاء في التسجيل، تأييده لمن سماهم »المجاهدين« في »داعش«، مضيفا أن عناصر الفرع المغاربي للقاعدة »يريدون وصل حبل الود بيننا وبينكم، فأنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة ولكم دائما دعاءنا سهم لكم«، وواصل يقول: »إننا لا زلنا ننتظر أفرع القاعدة من هنا وهناك، أن يبيَنوا موقعهم ويعلنوا نصرتهم لكم..«، وهي إشارة واضحة إلى زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي لم يعلن موقفه بكل صراحة من الجماعة المسلحة التي فرضت نفسها في المشهدين السياسي والأمني بالعراق، ويأتي هذا الدعم، يضيف قاضي جماعة درودكال، بناء على »نداء أبي محمد العدناني (المتحدث باسم الجماعة) لأفرع القاعدة بان يصرَحوا ببيان رسمي ضد من يتهمون داعش بالخوارج«. الإعلان عن تشكيل فرع ل »داعش« في الجزائر، يؤكد مرة أخرى حقيقة الصراعات على الزعامة التي يواجهها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويطرح من جانب أخر تساؤلات كثيرة حول خلفيات ذلك، خاصة وأنه يتزامن مع تقارير إعلامية وأمنية سبقت ذلك وتحدثت بإسهاب عما أسمته احتمال اختراق »داعش« للتراب الجزائري، وكانت بعض التقارير الأمنية والاستخباراتية قد تحدثت في وقت سابق عن لقاءات جمعت بين أبو عياض ومختار بلمختار المكنى بالأعور زعيم كتيبة »المرابطين« وهذا في ليبيا للتنسيق من أجل تأسيس تنظيم إرهابي جديد أطلق عليه اسم تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد المغرب »دامس«. ويطرح الكثير من المراقبين والمختصين في الشأن الأمني تساؤلات حول خلفية الإعلان عن فرع ل »داعش« في الجزائر في هذا الظرف الإقليمي والدولي الذي يتسم بتحركات فرنسية وأمريكية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لضرب مواقع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو تنظيم يلفه الكثير من الغموض سواء بسبب الظروف التي ولد فيها أو بسبب كثافة ومستوى تسليحه والانتصارات الفجائية التي حققها خلال الفترة الأخيرة وفي ظرف وجيز.