مذكرات يومية تحذر قيادة الجيش من التنظيم يتزايد قلق السلطات العسكرية والأمنية من خطر اختراق عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الأراضي الجزائرية عبر الحدود الليبية. ويتزامن ذلك مع تداول أخبار عن عودة مقاتلين في صفوف "داعش" ينحدرون من منطقة المغرب العربي، إلى بلدانهم الأصلية، في إطار إستراتيجية توسيع دولة "الخلافة" التي أعلن عنها التنظيم بزرع خلايا تابعة له في المنطقة. كشف مصدر عسكري جزائري ل"الخبر" عن وصول "مذكرات يومية إلى القيادة المركزية للجيش، من الوحدات العسكرية المتواجدة بالحدود الجزائرية الليبية"، تعلم بوجود "محاولات اختراق للأراضي الجزائرية من قبل عناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيمات إسلامية مسلحة تدين بالولاء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش". وأوضح المصدر أن قوات الجيش كثفت من حضورها على الجبهة الشرقية، من خلال "إرسال تعزيزات عسكرية إضافية لضبط كافة التحركات المشبوهة باتجاه الأراضي الجزائرية"، مشيرا إلى أن "تواجد عناصر في ليبيا من تنظيم "داعش" الأكثر دموية وتطرفا من بين التنظيمات الإسلامية المسلحة، يشكل مصدر قلق كبير للسلطات العسكرية الجزائرية". ولحد الساعة، لا يزال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بقيادة عبد المالك دروكدال، يدين بالولاء لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري، رافضا الانضمام إلى دولة الخلافة التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم "داعش" في سورياوالعراق. وقد نشرت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيانا على الأنترنت، في 14 جويلية الماضي، ترفض فيه دولة الخلافة المعلن عنها ذاتيا في الشام، وهو ما جاء لينفي ما ورد على لسان قاضي فرع القاعدة المغاربي للمنطقة الوسطى، أبو عبد الله عثمان العاصمي، الذي أصدر شريطا صوتيا، في بداية شهر جويلية الماضي، يؤيد "داعش". أما في تونس وليبيا، فتثار من حين لآخر رسائل من تنظيم أنصار الشريعة في البلدين مؤيدة لما تقوم به "داعش"، لكن دون إعلان الولاء لهذا التنظيم. بيد أن عدم تحمس أكبر التنظيمات الإرهابية المسلحة في الجزائر لمبايعة تنظيم "داعش"، جعل من هذا الأخير يبحث عن إستراتيجية أخرى لإيجاد موطئ قدم في المنطقة. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن مصدر إسلامي، اتجاه تنظيم "داعش" لتوظيف أفراد في المنطقة يقيمون "خلايا" تابعة له بدول شمال إفريقيا ومنها الجزائر وليبيا والمغرب وتونس. وقال المصدر للصحيفة، في عدد أمس، إنه "يجري إنشاء خلايا في شمال إفريقيا عن طريق عودة المقاتلين بسورياوالعراق إلى بلدانهم الأصلية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل مصدر قلق للأنظمة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم "داعش" يتودد لأنصار الشريعة في ليبيا التابع لتنظيم القاعدة في ليبيا وتونس، وطالبه بالانضمام لهم وأداء قسم الولاء للقائد أبو بكر البغدادي. وأضاف: "القيادة المركزية الأمريكية رصدت اجتذاب "داعش" للعديد من الخلايا الصغري في تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، لذلك يمكن استخدام هذه الخلايا في أي لحظة لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة". وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها إلى انضمام مجموعة واحدة لتنظيم "داعش" وهو تنظيم "لواء عقبة بن نافع"، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم أسفر عن مقتل 15 جنديا من الجيش التونسي على الحدود مع الجزائر في جويلية الماضي. ووفق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية،المغربي محسن عبد الواحد، فإن مشروع "داعش" في إقامة "الخلافة "دون ولاء أنصار الشريعة في ليبيا والقاعدة في اليمن، يكون مجرد حبر على ورق، وتكون دولة "داعش" مقتصرة على حدود العراق".