دروكدال: "إعلان الخلافة لم يبن على الشورى مع القيادات الأخرى" أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، رفضه للخلافة الإسلامية التي أعلن عنها المدعو البغدادي، حيث أكد زعيمه عبد المالك دروكدال عدم شرعية هذه الخلافة، لأنها لم تبن على الشورى مع القيادات الجهادية الأخرى، مجددا مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. ويبدو أن التنظيم، أخذ وقتا طويلا لاسترجاع أنفاسه بعد نبأ إعلان البغدادي للخلافة الإسلامية في العراق، حيث صمت لأيام عديدة قبل أن يكسر هذا الصمت، ويعلن رفضه للخلافة التي حسبه بنيت على باطل، لأنه لم يتم فيها مشاورة القيادات الجهادية الأخرى، وهي الخطوة التي تنم عن وجود صراع في الأفق بين مختلف التنظيمات الجهادية التي تسعى لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، في شمال إفريقيا، الساحل والشرق الأوسط. وجاء هذا الموقف، في بيان نُشر أول أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رفض تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء من العراق وسوريا، وأعلن جناح القاعدة في شمال إفريقيا، مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقالت مجموعة "سايت" المتخصصة في متابعة مواقع الإسلاميين المتشددين على الانترنت إن البيان المنسوب لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي انتقد تنظيم البغدادي لأنه "لم يتشاور مع القيادات الجهادية"، وقال البيان "نؤكد أننا لا زلنا على بيعتنا لشيخنا وأميرنا أيمن الظواهري فهي بيعة شرعية ثبتت في أعناقنا، ولم نر ما يوجب علينا نقضها وهي بيعة على الجهاد من أجل تحرير بلاد المسلمين وتحكيم الشريعة الإسلامية فيها واسترجاع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة". وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتخذ من الجزائر قاعدة له في البداية، لكنه توسع في منطقة الساحل بشمال إفريقيا خاصة في شمال مالي، حيث يتولى زعيمه عبد الملك دروكدال القيادة المركزية لتنظيم القاعدة إلى جانب عدد من الجماعات المتشددة الأخرى في المنطقة. وجاء موقف القاعدة معاكسا لموقف جماعة بوكو حرام النيجيرية، التي بادرت إلى الاعتراف بدولة الخلافة، وهنأت تنظيم "داعش"، على ما وصفته ب«النصر" معلنة مبايعتها له واستعدادها للعمل إلى جانبه، ما يعني انقسام أكبر الحركات الجهادية في الرأي. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد أعلن الشهر الماضي قيام خلافة على أراض استولى عليها خلال الأزمة الأمنية السورية مكنته من إحداث تقدم سريع في أجزاء من العراق، وفي تحدي مباشر للقاعدة أصبح زعيم تنظيم الدولة الإسلامية يحمل لقب "الخليفة"، ووجه رسالة يدعو فيها المسلمين في كل مكان إلى الانضمام للجهاد.