ارتقى ليلة اول امس، الفنان توفيق دعمان و فرقته حضرة رجال تونس بالجمهور الحاضر في ثاني سهرات المهرجان الثقافي للعيساوة الذي تحتضنه دار الثقافة مبارك الميلي (ميلة) على مدار ساعتين من الزمن من خلال أدائه الصوفي الراقي. و قد تمكنت هذه الفرقة القادمة من جمهورية تونس الشقيقة و التي تشارك للمرة الثانية في فعاليات هذا المهرجان من شد اهتمام الجمهور الغفير الحاضر و ذلك بفضل الإيقاع العالي لأعضاء الفرقة الذين قدموا عديد الوصلات الغنائية بانسجام كبير صنعت الفرجة بين الحضور. و أدت الفرقة التونسية أغاني » يا الله» و »فارس بغداد» و »ياالشاذلي يا بلحسن» و غيرها من الوصلات المأخوذة من الموروث الصوفي المغاربي العيساوي و التي شكلت أقوى لحظات هذا العرض الذي انسجم فيه السماع الصوفي مع الحركة الرشيقة و بخار الجاوي علاوة على تجاوب الحضور الذي لم يتوان عن التصفيق بحرارة على الفرقة التي يقودها الشيخ توفيق دغمان الذي يعد أحد أبرز رموز الأداء العيساوي الصوفي الحالي في تونس. و يعود تأسيس الفرقة التي تضم 22 عضوا إلى عشر سنوات خلت حيث شاركت في العديد من المهرجانات المغاربية و الدولية و ذلك بفضل اعتمادها على أهازيح وطبوع التراث التونسي الأصيل و توظيفها للسماع الصوفي بشكل راق يجعله محل إقبال من طرف السامعين. و عقب نهاية الحفل صرح الشيخ توفيق دغمان بأن فرقته »تسعى أساسا إلى تحقيق الإنسجام فنيا بين طبوع مختلف الطرق الصوفية الموجودة في تونس مثل السلمية و القادرية و ذلك بغية الحفاظ على التراث الصوفي المحلي وتحبيبه للأجيال الصاعدة ». وتضم الفرقة مجموعة مميزة من الأصوات الشابة القوية مثل محمد خليل دعمان و غسان بن براهيم و محمد علي الحطاب ونور الديم اللمي و هو الأمر الذي منح فرقة حضرة رجال تونس القدرة على الإقناع و الحضور الجميل على الركح. وستشهد السهرة الثالثة للمهرجان مشاركة كل من جمعية النور من ميلة و جمعية القنادسة من ولاية بشار إلى جانب فرقة الجمعية لثقافة أسوار من غرداية.