بدأت معالم سيناريو انتشار فروع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمنطقة المغرب العربي والساحل جنوب الصحراء تتضح، فاعلان »درنة« الليبية أول إمارة لتنظيم »داعش« يعزز الاعتقاد بوجود مخطط جهنمي يستهدف أمن كل المنطقة، شبيه بالمخطط الذي يجري تنفيذه في سورياوالعراق تحت نفس العنوان. تحولت »درنة« الليبية إلى أول إمارة تابعة لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فإن سيطرة التنظيم المسمى »مجلس شورى شباب الإسلام« الأسبوع الماضي على مدينة »درنة« الليبية الواقعة شرق بنغازي على شواطئ الأطلسي، هي خطوة لتكون جزءا مما يطلق عليه الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا باسم » داعش«، فمظاهر ذلك بدأت تظهر للعيان خاصة بعد العملية الاستعراضية التي نظمها هذا التنظيم وبنفس الرايات وبنفس الأسلوب والطريقة التي أصبحت معروفة في أجزاء من سورياوالعراق. وقال آرون زيلين الباحث بالمركز الأمريكي انه بالرغم من أن قادة تنظيم »داعش« لم يعلقوا على هذه الخطوة أو أكدوا ضم هذه الأراضي إلى أراضي ما يسمونه بتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن تحرك »مجلس شورى شباب الإسلام« يشير إلى التوجه المستقبلي لتلك التنظيمات إزاء التوسع على عكس سياسة تنظيم القاعدة في السابق. يذكر أن أعضاء مجلس شورى شباب الإسلام نزلوا في أفريل الماضي إلى شوارع مدينة »درنة« مرتدين زيا عسكريا حاملين أسلحة آلية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية وزعموا أنهم سيشكلون قوات الأمن الجديدة في المدينة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وبعد شهر واحد أي في ماي بدأ أعضاء التنظيم في القيام بدوريات أمنية كما قاموا بتطبيق الحسبة والحدود وفي شهر جوان اصدر مجلس شباب الإسلام بيانا أعلن فيه تأييده لتنظيم أبو بكر البغدادي، وكانت الأنباء قد ترددت عن وصول 15 عضوا من تنظيم »داعش« إلى »درنة« قادمين من سوريا، ويقول زيلين انه على الرغم من عدم إصدار »داعش« بيان في هذا الصدد إلا أن محاولة مجلس شورى شباب الإسلام في السيطرة على أراض في ليبيا قد تكون نموذجا لتوسع تنظيم فيما هو بعد سورياوالعراق، وخلص يقول أنه على العالم أن يدرك حقيقة أن طموحات »داعش« التوسعية لا حدود لها ولا ينبغي تجاهلها. وحصلت لقاءات منذ فترة جمعت عدد من القيادات الإرهابية الليبية بمشاركة قيادات في تنظيمات إرهابية من الجزائروتونس على غرار زعيم أنصار الشريعة في تونس أبو عياض، وقائد كتيبة الملثمين في الجزائر، مختار بلمختار المكنى بالأعور، وهذا لتنسيق المواقف من أجل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد المغرب »دامس«، وأصبح من قبيل المسلم به وجود تنظيم »داعش« على التراب الليبي، وكانت بعض المواقع على شبكة الانترنيت قد نشرت جانبا من استعراض عسكري كبير لكتائب مسلحة في »درنة« الليبية وبنفس الطريقة التي يقوم بها تنظيم »داعش« في العراقوسوريا، وتعتبر »درنة« مركزا لتجنيد المقاتلين الذين شاركوا في حروب في العراق وأفغانستان وسوريا، وكان تنظيم أنصار الشريعة قد أعلن درنة »إمارة إسلامية« ودعا إلى تجمع جماهيري في »ساحة الصحابة« وسط المدينة لإبلاغ السكان بقرار مبايعته »داعش«، الذي ترافق مع عرض عسكري ل »شرطة الإسلام«، هدفه إظهار الانضباط والسيطرة. لقد أصبح ظاهرا للعيان أن ليبيا تحولت إلى ميدان لتنفيذ مخطط جديد يستهدف بعض دول المنطقة، خاصة الجزائر ومصر، فظهور »داعش« وتشكيل إمارة لها في »درنة« الليبية، سيتحول، في ظل فوضى السلاح التي تعرفها ليبيا منذ سنة ,2011 غياب أي مظاهر للدولة وللقانون في هذا البلد، يؤشر في الواقع إلى بدأ تنفيذ مخططات رهيبة في المنطقة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، وهو ما يضع أمن واستقرار بعض دول المنطقة، خصوصا الجزائر في مرمى قوى دولية مختلفة، فضلا عن التنظيمات المتطرفة التي تستعمل لتنفيذ أجندات خفية.