رفعت الجزائر حالة التأهب بالحدود الجنوبية بعد تسجيل أول حالة وفاة بفيروس »إيبولا« في الجارة مالي، ومعلوم أن المناطق الجنوبية للوطن، تعد البوابة الأولى لعبور الوباء، لأنها الأكثر استقبالا للاجئين القادمين من الدول الإفريقية هربا من الحروب والفقر، إلى جانب المهاجرين غير الشرعيين والذين يتسللون إلى التراب الوطني دون أي قيد أو شرط، ولا يخضعون لأي رقابة طبية، مما يجعل البلاد في »خانة الخطر«. دفعت حالة الوفاة الأولى في مالي بفيروس »إيبولا« السلطات الجزائرية إلى رفع حالة التأهب لمنع وصول الوباء بعد أن بات قريبا من الحدود الجنوبية من خلال مجموعة من الإجراءات المتخذة أولها يتمثل في إخضاع الوضع الصحي في دولتي مالي والنيجر المجاورتين للجزائر وذلك لمتابعة دقيقة لمعرفة مدى انتشار الفيروس واحتمال انتقاله إلى البلاد. أما الإجراء الثاني فهو تقديم مساعدة عاجلة لمالي لمواجهة انتشار الفيروس، حيث طلبت وزارة الصحة من نظيرتها المالية موافاتها بتشخيص دقيق للوضع وكذلك احتياجاتها المستعجلة لمواجهة الفيروس لمساعدتها في محاصرته من طرف لجان ولائية مشتركة بين وزارتي الداخلية والصحة في ال 48 ولاية. إجراءات احترازية لضبط الحدود ومناطق العبور أكدت مصادر مطلعة أن أمر المراقبة الذي يعمل عليه اللجان يتم من خلال توفير آلية ترصد حرارة الجسم، والتي من شأنها تحديد المشتبه بإصابتهم بالفيروس، مضيفة أن إجراءات احترازية ستتخذ على مستوى معبري باب سبتة ومليلية، واللذين يعبر منهما مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين، كما تعمل السلطات جاهدة على توفير بعض وسائل المراقبة والتتبع مخافة أن يتسلل بعض الأفارقة المصابين بالداء. وقلّل مصدر مسؤول من وزارة الصحة من المخاوف التي عبر عنها مواطنون من أن الحدود الجنوبية تعد نقطة سوداء ومصدر خطر قائم، لأن المغرب لم تسجل به أية حالة وبائية، رغم أن مهنيي الصحة، بالمدينة، طالبوا بتخصيص إمكانيات إضافية منها إحداث مستشفى ميداني قرب نقاط الحدود لعزل أية حالة مشبوهٌ بإصابتها بالمرض. وأوضح المسؤول الأول عن مصلحة المراقبة الصحية عبر الحدود، أن الطائرات الجزائرية قبل إقلاعها من مطارات داكار، وقادوقو، نيامي وبماكو، تخضع لعمليات تطهير شاملة بمواد خاصة لضمان تطهيرها من أي حشرات تنقل المرض، قبل أن يتم تعقيمها بمواد خاصة. وكإجراءات احترازية، ذكر المتحدث أن جميع المسافرين إلى الدول الإفريقية تتم أيضا مراقبة دفاترهم الصحية قبل الإقلاع، للتأكد إن كان المسافر قد أخذ اللقاح، وفي حال غياب الدفتر الصحي، يقدم المسافر تصريحا شرفيا يؤكد فيه أنه أخذ اللقاح حرصا على سلامته، والأمر نفسه بالنسبة لطاقم الطائرة كما يتم توزيع مطويات على المسافرين لتحسيسهم بأعراض المرض أجهزة مراقبة بالمطارات لكشف المصابين لحسن حظ الجزائريين أن المطارات الدولية في الجزائر لا ترتبط بخطوط نقل مباشرة مع الدول الإفريقية التي تعد بؤر لهذا المرض كغينيا وسيراليون وليبريا ونيجريا، غير أن السلطات الصحية على مستوى المطارات تراقب صحيا مسافري الدول الإفريقية عبر الرحلات التي تتوقف في الجزائر، قبل استئناف رحلاتها إلى دول أخرى. وق تم تزويد المطارات الدولية بنظام للكشف عن الفيروس من خلال معرفة درجة الحرارة في الجسم لدى المسافرين، حيث هذا يهدف النظام لتعزيز الإجراءات الوقائية التي سبق أن اتخذتها الجزائر على مستوى حدودها البرية ومطاراتها ومرافئها للتصدي لاحتمال انتقال إلى البلاد. وكان وزير الصحة واستصلاح المستشفيات قد أكد أن الإجراءات تمثلت في إقامة جهاز طبي على مستوى المطارات من أجل الوقاية، موضحا أنه بحسب المختصين فإن فيروس ايبولا الذي ظهر في بلدان استوائية والذي ينتشر حاليا في عدد من بلدان افريقيا الغربية لا يمكنه البقاء في الجزائر نظرا للطقس الذي تتميز به وبيئتها ونمط معيشة الجزائريين. وكانت السلطات الطبية قد جندت فرقا لتتبع وترصد المرض، ببعض المطارات وكذلك بالمعابر الحدودية الجنوبية والشرقية مع مالي والنيجر وموريتانيا وليبيا، ولم تولِ كثيرا من الاهتمام للمعابر الحدودية الشمالية، إلا أن مصدرا طبيا عليما أكد أن الأمور أصبحت تتطلب أيضا وجود طواقم في المطارات، خاصة مع ظهور حالات بأوربا، كما أن هناك بعض الأفارقة الذين ينتمون إلى دول ينتشر بها الفيروس، لا يستعملون الطرق المعروفة والمعابر القانونية. وأكدت مصادر مطلعة أن المراقبة الطبية شبه منعدمة، إذ لا يخضع الوافدون من الدول الإفريقية إلى أي فحص، وأن الوزارة الوصية لم توفر في المنطقة أي أجهزة لرصد الوباء. إيبولا يطرق أبواب الجزائر ووزارة الصحة تكتفي بالنفي يرى المسؤولون في وزارة الصحة على رأسهم الوزير عبد المالك بوضياف أن الإجراءات المتخذة عبر مختلف النقاط التي يمكن أن تكون بؤرا لدخول المرض إلى الجزائر، كفيلة بمنعه، كتفعيل جهاز الترصد والكشف المبكر على مستوى جميع المصالح الإستشفائية، إلى جانب تخصيص وحدات للعزل والمتابعة الصحية على مستوى 48 ولاية من أرض الوطن، بما فيها القريبة من المعابر الحدودية البرية، وكذا إعداد استمارة استبيانيه لتقديمها للمسافرين الأجانب القادمين من الدول التي يمسّها الوباء، نظرا لتسجيل تطورات للفيروس خارج الحدود التي تفشى فيها، كما أعطت مصالح الوزير بوضياف تعليمات صارمة لأطباء القطاعين العمومي والخاص لتحويل الحالات المشكوك فيها أو الحاملة لعلامات المرض إلى مصلحة العزل الموجودة بكل ولاية، حيث يتم أخذ عينات وإرسالها إلى المخبر الوطني لمعهد باستور. كما أكد مصدر من مديرية الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الجزائر وضعت جهازا للمراقبة والإنذار للوقاية من حمى إيبولا، مستبعدا في ذات الصدد تعرضها إلى هذه الإصابة بسهولة مع الإشارة إلى تشديد الإجراءات للوقاية من هذا الوباء القاتل *********** المختص في علم الأوبئة والفيروسات بمعهد باستور فوزي درار خطر انتقال فيروس إيبول للجزائر ضعيف لكنه محتمل قلل الدكتور المختص في علم الأوبئة والفيروسات بمعهد باستور فوزي درار من خطر احتمال انتقال فيروس ايبولا إلى الجزائر بحكم بعدها عن مناطق انتشار هذا الفيروس، مؤكدا أن البيئة الحاضنة له غير متوفرة في الجزائر دون أن ينفي بصفة قاطعة احتمال انتقال حالات قادمة من البلدان التي تأكد وجود الفيروس فيها. وأوضح درار، أن فيروس أيبولا يمتاز بانتشاره في البيئات الرطبة والمناخات الاستوائية كما ينتقل عن طريق بعض الحيوانات، مؤكدا أن الدراسات لا تزال جارية لمعرفة كيفية انتقاله عن طريق الحيوانات، مشيرا أن خطورة هذا الفيروس تكمن في سرعة انتشاره في جسم الانسان وتكاثره في الدم واحتمال انتقاله إلى الإنسان عن طريق الإفرازات البيولوجية والإسهال والعرق. وعن اعراض هذا الداء، أكد درار أنها لا تختلف عن أي حمى عادية مصحوبة في بعض الأحيان بالقيء والإسهال ولا يمكن تبينه إلا بعد مرور 7 ايام من بداية الأعراض، مؤكدا أن الحمى الأخرى عادة ما تشفى في 10 أيام اما فيروس أيبولا فقد يصل بالمصاب إلى نزيف دموي حاد قد يكلف الانسان حياته جراء الجفاف وانخفاض نسبة الماء في جسم الإنسان، أما عن المناطق التي تعرف انتشار هذا الفيروس، قال الدكتور درار إن الداء يقتصر على بعض الدول الافريقية البعيدة جغرافيا عن الجزائر، ولا توجد خطوط جوية مباشرة بينها وبين الجزائر، كما أن الحدود البرية وجفاف البيئة يقللان من احتمال انتقاله عبر الصحراء. كما أضاف أن احتمال انتقال داء إيبولا لا يخرج عن طريق الجو، مؤكدا أن العدوى به داخل الطائرة مستبعدة، خاصة وأن دولتي مالي وموريتانيا المحاذيتين للجزائر، لم تثبت لحد الآن وجود حالات إصابة بهما وأن الحالات المؤكدة لحد الآن لم تخرج عن ليبيريا وسيراليون وغينيا. في حالة ظهور إصابة بفيروس إيبولا الحماية المدنية تلتزم بالتكفل التام بضحايا الوباء أكد المدير الفرعي للإسعافات الطبية بالمديرية العامة للحماية المدنية المقدم سعدي احسن أن الحماية المدنية ستتكفل تكفلا تام في حالة ظهور إصابة بفيروس ايبولا، وقد قامت وزارة الصحة بمراسلة المديرية العامة للحماية المدنية من أجل تزويدها بالقائمة الكاملة للمستلزمات التي تحتاج لها عبر48 ولاية من أجل مواجهة وباء إيبولا وهي،20 ألف قناع يستعمل في الجراحة، 10 آلاف قناع من نوع FFP2 10 ألاف مئزر طبي، 10 آلاف بدلة طبية واقية، 10 آلاف قبعة واقية من الجراثيم، 10 آلاف نظارة طبية «خاصة» واقية، كما تعمل الجماية المدنية حاليا بالتنسيق مع وزارة الصحة على وجه السرعة بتكوين أطباء الحماية المدنية على التعرف على وباء «إيبولا» وكيفية الوقاية منه ومعرفة الأعراض الأولى للمرض. و قامت المديرية العامة للحماية المدنية بمراسلة كل وحداتها الولائية بشكل مستعجل من أجل توفير طواقم طبية وكذا سيارتين للإسعاف على مستوى كل ولاية مزودة بتجهيزات خاصة من أجل التكفل بنقل المرضى المصابين بوباء «إيبولا» إلى المستشفيات المرجعية لوضعهم في غرف العزل إلى غاية تلقيهم العلاج اللازم. إلى ذلك فإن المستشفى المزود بغرف العزل لاستقبال مرضى «إيبولا» هو مستشفى الهادي فليسي «القطار» في انتظار أن يتم إصدار قائمة بأسماء المستشفيات الأخرى التي يمكن لها أن تستقبل المرضى المصابين بوباء «إيبولا« . ************* ما هو مرض فيروس إيبولا؟ مرض »فيروس إيبولا« هو مرض فيروسي حاد كان يعرف باسم حُمى إيبولا النزفية وهو ناتج عن ثلاثة من خمسة أنواع من الفيروسات، فيروسان منها قادران على إصابة البشر، ولكن يتحول الإنسان الى مجرد ناقل للمرض أي أن أعراضه ربما لا تظهر، بمعنى آخر يمكن أن يصاب بها المرء ولكنه لن يلاحظ ذلك، و ال3أنواع أخرى يمكن أن تسبب درجات متفاوتة من المرض، وللأسف فإن فيروس »إيبولا زائير« هو السلالة الأكثر فتكا منه، ويعتبر هذا النوع هو السبب الحقيقي وراء الحمى المندلعة هذه الأيام، والتي حصدت أرواح 90 بالمائة من الحالات المصابة. كيف ينتقل الايبولا حذر أطباء ومختصين من خطورة وباء »إيبولا« خصوصا بعد أن أعلنت هيئة الصحة العالمية فشل كل الجهود في حصار الوباء الذي تتجاوز نسبة الوفيات بين المصابين به 50 بالمائة، وضرب 7 دول في غرب أفريقيا قبل أن يعرف طريقه إلى إسبانيا والولايات المتحدة، حيث تم اكتشاف ثلاث حالات أثارت فزع الأمريكيين. ونبه المختصون إلى أن أخطر ما في وباء الايبولا أن فيروساته تنتقل بأسرع من الصوت لأنه شديد العدوى، يكفى المصافحة وملامسة مقابض الأبواب والتماس السريع مع أي من مرضاه، والوجود معهم في وسيلة مواصلات واحدة لانتقال العدوى التي تماثل أعراضها الأولى أعراض الأنفلونزا، لكنها لا تلبث في غضون أيام معدودات أن تؤدى إلى ضعف شديد فى العضلات، وتوقف مفاجئ في أداء وظائف الكبد والكلي، يتبعه نزيف داخلي شديد يظهر في الأذن والفم والأنف. أصل المرض؟ ليس واضحا تماما من أين نشأ الفيروس وما هو مصدره الأصلي، على الرغم من أنه يُعتقد أن الخفافيش كانت تأوي الفيروس في مسالكها الهضمية، ولذلك فمن المرجح أن الفيروس قد انتقل إلى الحيوانات الأخرى التي آوته أيضا في أمعائها أو مسالكها الهضمية، ثم انتقل الفيروس إلى البشر مع عمليات صيد وأكل الحيوانات المصابة، ويُعتقد أن كلا من الخفافيش والخنازير والكلاب تنقل وتحفظ الفيروس. الأرقام الحقيقية حول التفشي الحالي للوباء ؟ أعلن ظهور المرض رسمياً في مارس بغينيا، ومنذ ذلك الحين، انتشر المرض إلى ليبيريا وسيراليون، ونيجيريا، أيضا أصيب بالفيروس اثنان من الأمريكيين كانوا في أفريقيا، وكان من المخطط نقلهم إلى مستشفى جامعة ايموري في أتلانتا من أجل الحصول على علاج أفضل مما هو متوفر في غرب أفريقيا، وأيضا من أجل فهم أفضل لهذا المرض. ونشرت منظمة الصحة العالمية اليوم بيانا قالت فيه إن عدد ضحايا حمى إيبولا غرب إفريقيا ارتفع الى 887 شخصا، بالإضافة إلى إصابة 1603 آخرين بالعدوى وهذا هو أكبر اندلاع للفيروس منذ اكتشافه على الإطلاق فحوالي 60 شخصاً من المتوفين كانوا من العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين كانوا يسعون للسيطرة على المرض.