دعا أمس، مجاهدون ممن شاركوا في الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي الشباب الجزائري إلى الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة والعمل على صون وحماية الوطن من كل الأخطار المحدقة بها . وفي تصريحات على هامش الحفل الذي أقيم بقصر الشعب بمناسبة إحياء الذكرى ال 60 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 طالب هؤلاء المجاهدون من الشباب الإطلاع على تاريخ الثورة التحريرية «المليء بالبطولات والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية والعيش في كنف الحرية والكرامة». في هذا الإطار أكد المجاهد يوسف الخطيب قائد الولاية الرابعة التاريخية على ضرورة كتابة و تدوين تاريخ الثورة التحريرية للأجيال الصاعدة معتبرا هذا التاريخ «أمانة الشهداء لابد من تبليغها للشباب»، وأشار في هذا السياق إلى أن مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية التي أسسها هدفها تسجيل شهادات المجاهدين الذين لازالوا على قيد الحياة واصفا هذا الهدف ب»«.المهمة المستعجلة»، ودعا الشباب إلى الإطلاع والبحث في تاريخ الثورة التحريرية مذكرا أن أغلب المجاهدين إبان ثورة الفاتح نوفمبر كانوا شبابا ومعدل سنهم آنذاك 20 سنة. من جانبها أوضحت المجاهدة زهور ونيسي أن إحياء الذكرى ال 60 لاندلاع الثورة التحريرية فرصة للتذكير أنها «مرجعية مشرفة للشعب الجزائري و للأجيال القادمة وثورة إنسانية كانت الوحيدة من نوعها في التاريخ المعاصر»، وشددت على ضرورة أن تكون هذه الثورة « الجدار الذي نحتمي به حضاريا اتجاه مختلف الأحداث» التي تعيشها المنطقة والعالم. من جهة أخرى أبرزت المتحدثة أنه «يجب على الشباب أن لا يجهل تاريخ الثورة وأن ينظر إلى الماضي و يبحث عن الإيجابيات فيه» مشيرة إلى أن الحداثة «ليست قطيعة مع الماضي و لا يمكن أبدا أن يبنى مستقبل بدون حاضر و لا حاضر بدون الماضي». بدوره يرى المجاهد على هارون أن الثورة التحريرية أتت بثمارها و الجزائر تعيش اليوم في كنف الاستقلال والحرية ولديها مؤسسات «رغم أننا كان بمقدورنا أن ننجز أكثر مما أنجزناه»، وتأسف علي هارون لكون الشباب الجزائري اليوم يجهل تاريخ ثورته والكثير من تفاصيلها، مشددا على ضرورة كتابة التاريخ بكل موضوعية، نفس الدعوة وجهها المجاهد رضا مالك للشباب الجزائري مبرزا أهمية شرح التاريخ و تدريسه لهذه الفئة من المجتمع «التي له أشياء كثيرة تتعلمها وتفهمها لكي تقوم بواجبها اتجاه وطنها كما قام به أسلافهم.