تعهدت وزيرة الثقافة خليدة تومي بتوفير كافة الإمكانيات الخاصة بإنشاء مكتبة رقمية متعددة الوسائط ب«نادي الإعلام الثقافي» في «قاعة الأطلس» بالعاصمة، وذلك خلال مشاركتها مساء أول أمس في ندوة «لنحافظ سويا على مكاسب ثورة نوفمبر». وأوضح مسؤولو الديوان الوطني للثقافة والإعلام أنه من شأن هذه المكتبة السماح للطلبة والباحثين والمهتمين بالاطلاع على التاريخ ومسار الثورة التحريرية من خلال توفير كتب ومذكرات وأفلام وثائقية وسينمائية ومخطوطات تكون مرجعا للأجيال الجديدة. واقترح منشط الندوة سمير مفتاح على الوزيرة الدعم لإنشاء فرقة مسرحية مثل تلك التي كانت موجود في عهد الثورة التحريرية، بالإضافة إلى فرقة موسيقية تحمل اسم الفنان الراحل علي معاشي، مع استحداث موقع إلكتروني يعرف الجيل الجديد بالثورة ويكون واجهة للتاريخ الجزائري القديم والحديث. وقابلت تومي هذه المقترحات بقولها إنها ستقدم كافة التسهيلات المادية والمعنوية لتجسيد هذه المشاريع قريبا، وهو ما اعتبره الديوان الوطني للثقافة والإعلام «مكسبا تاريخيا وهاما جدا». من جهتها، دعت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط خلال الندوة التي حضرها مهتمون وباحثون وكتاب، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بتاريخ الثورة الجزائرية وترسيخها في أذهان الجيل الصاعد، مع تجاوز جميع الخلافات الشخصية وتوحيد الكلمة، خصوصا في الفترة الحالية التي تشهد نقاشا واسعا حول ضرورة رد الاعتبار للتاريخ الجزائري مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال. من ناحية أخرى، أكدت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط على ضرورة الحفاظ على رسالة شهداء الثورة التحريرية، وتحسيس الشباب بقيمة الثورة وصناعها، ودفعهم إلى الفخر بما قدمه الشهداء من تضحيات ما كان للأجيال الحالية أن تعيش في كنف الحرية والاستقلال لولاها. وأوضحت المتحدثة أنه لا يجب أن توضع الجزائر في مقارنة مع أي بلد غربي وخاصة فرنسا. أما مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ سليمان حاشي، فدعا جميع الفئات الفاعلة في الجزائر من مؤرخين وعلماء نفس وباحثين في علم الآثار ليتجندوا لدراسة تاريخ الثورة بعمق ومن جميع الجوانب. وصبت جميع باقي مداخلات المشاركين في اتجاه واحد من أجل العناية أكثر بتاريخ الجزائر والثورة التحريرية بالشكل الذي يجعل الشباب والأجيال تعتز ب«أعظم حركات التحرر في العالم».