طالب، أمس، الإتّحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين، "إيجيسيا" بتحويل دعم الدولة للسلع الواسعة الاستهلاك، إلى دعم العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل بمنح مالية، باعتبار أنّ هذا الدعم يشجّع على ظاهرة التهريب، كما صرّح الناطق الرسمي باسم "إيجيسيا"، بأنّ أزيد من 15 طنّا من الذهب المغشوش المستورد تروّج بالأسواق المحليّة فيما ينشط أزيد من 10 آلاف من الأجانب في مجال التجارة الموازية. على هامش اللّقاء الجهوي المنظّم بوهران، أمس، والذي حضره ممثّلون عن مكاتب الإتّحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين، من 7 ولايات من الغرب، طالب الناطق الرسمي، باسم »إيجيسيا« بولنوار الحاج الطاهر، بتحويل دعم الدولة للسلع المقدّر بالملايير شهريا، لدعم مباشر للعائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، على اعتبار أنّ هذا الدعم الذي خفّض من أسعار السلع مثل الخبز والحليب والفرينة، استفادت منه شبكات تهريب هذه السلع عبر الحدود نحو الدول المجاورة، وكذا الأغنياء، وبالتّالي فإنّه لن يكون له جدوى، مشيرا إلى توسّع نشاط التهريب بشكل لافت للانتباه من وإلى الجزائر، وهذه الظاهرة التي شملت مختلف السلع مثل الوقود الذي تشير الإحصائيات إلى أنّه تمّ حجز أكثر من مليون لتر خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية، أي ما قيمته أزيد من 100 مليار دج، زيادة على التمور والجلود والماشية ومختلف المواد الغذائية، وموازاة مع ذلك، يتّم تهريب المخدّرات التي يدخل منها أزيد من 50 % عبر الحدود الغربية، فضلا عن قطع الغيار المقلّدة والسجائر المغشوشة والتي أصبحت تخصّص لها مصانع تعمل في الخفاء لتروّج بضائعها المضروبة نحو الأسواق الجزائرية، وحسب إحصائيات إتّحاد التجّار دائما، فإنّ ما يزيد عن مليون و300 ألف تاجر غير شرعي ينشطون بمختلف أسواق الوطن في ظلّ ضعف آليات التنظيم والمراقبة، وقيمة الضرائب التي تمثّل 17 % والتي يدفعها المستهلك وتشجّع على التجارة الموازية، مطالبا بتخفيضها، إضافة إلى إحصاء أكثر من 50 ألف ينشطون في تجارة الممنوعات مثل الذخيرة والمخدّرات والمفرقعات، في إطار شبكات منظّمة أصبحت تستعمل أساليب حديثة في التهريب وتقحم الأطفال والنساء في عملياتها، وطغى هذا النشاط على المعادن النفيسة، إذ تمّ الإشارة إلى ترويج أزيد من 15 طنّ من الذهب المغشوش بالأسواق الموازية، عن طريق استيرادها غير الشرعي من إيطاليا وتركيا وسوريا، أي ما قيمته أكثر من 30 مليار دج، ولم يبلغ حجم التجارة الموازية هذا الحدّ فحسب، ليتوسّع نشاطها إلى الأجانب الذين بلغ عددهم في التجارة المقنّنة 7 آلاف فقط، في حين ارتفع عدد التجّار غير الشرعيين منهم إلى 10 آلاف أجنبي، وحسب إتّحاد التجّار دائما فإنّ التجارة الموازية والمنتعشة من نشاط التهريب، أصبحت تعادل 10 مرّات التبادلات الرسمية ما بين الجزائر والبلدان المجاورة. على صعيد آخر، تعمّق الشرخ الواقع داخل اتّحاد التجّار والحرفيين الجزائريين إيجيسيا إلى درجة الضرب تحت الحزام، ونقل الصراع إلى حلبة القضاء، خصوصا بعد سحب الثقة من الأمين العام صالح صويلح بالأغلبية وانتهاء عهدته في سبتمبر الفارط، حسب تصريح جناح بن عبيد عبد العلي، على لسان الناطق الرسمي في ندوة صحفية أمس، بوهران، والذي فتح النّار على مخاصميه متّهما صالح صويلح بتأسيس هيئة ليست من صلاحيات "إيجيسيا" وتشكّل خطورة على الاقتصاد الوطني، ويتعلّق الأمر بالفدرالية الوطنية لمصدّري النفايات الحديدية، والتي تمّ اعتبارها مقنّنة لتهريب النفايات وجني أرباح طائلة من ورائها، كما طالب إيجسيا بعدم تعامل جميع الجهات معه إلى غاية أن تفصل العدالة في قضايا الخصام.