عاد الحديث مجددا عن تسريب وثائق سرية للدبلوماسية المغربية على شبكة الانترنيت، وفي وقت تلتزم فيه السلطات المغربية الصمت وأحيانا اتهام البوليساريو والجزائر بالوقوف وراء ذلك، تكشف الوثائق عن علاقات قوية تجمع بين مسؤولين مغاربة في أعلى هرم نظام المخزن بلوبيهات صهيونية وعلاقات بين يهود أمريكا الذين يدعمون الرباط في سياستها الاستعمارية في الصحراء الغربية، والمسؤول الأول على جهاز الاستخبارات المغربية. كشفت الصحيفة الاسبانية »ألموندو« أن المغرب يواجه منذ أكتوبر الماضي ظاهرة تسريب وثائق سرية ونشرها على الشبكة العنكبوتية على طريقة الموقع العالمي »ويكيليكس«، الذي أثار منذ أشهر ضجة عالمية بعد تسريبه وثائق سرية لوزارة الخارجية الأمريكية، وقالت الصحيفة الاسبانية في مقال نشرته أول أمس صحيفة »تلكال« المغربية أن حسابا مجهولا على تويتر نشر معلومات سرية تتعلق بالدبلوماسية المغربية، ومن بين الوثائق المسربة نجد »المئات من وثائق تابعة للدبلوماسية المغربية، مراسلات لشركات أو لها صلة بالعلاقات العامة، لصحافيين مغاربة وأجانب وعملاء لمصالح الاستعلامات الخارجية«، فبعض الوثائق يرجع تاريخها إلى سنة 2008، لكن أغلبها وثائق حديثة منها وثيقة تعود إلى أكتوبر الماضي..«. ورغم خطورة هذا »الوكيليكس« المغربي، إلا أن ما تم تسريبه على شبكة الإنترنيت لم يثر ردود فعل كبيرة، سواء بالنسبة لوسائل الإعلام المغربية أو الدولية، وحتى ردود الفعل المغربية الرسمية تكاد تكون منعدمة، عدا تصريحات للوزيرة المغربية المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية، التي لجأت إلى الأسلوب الأسهل من خلال اتهام جهات مؤيدة لجبهة البوليساريو قالت أنها مدعومة من الجزائر، والغريب في الأمر أن المعلومات المسربة لم يتم تكذيبها بشكل رسمي، رغم أن تسريب هذه الوثائق يثبت هشاشة النظام المغربي ومنظومته الأمنية. فمحتوى هذه الوثائق المسربة يكشف من جانب أخر حالة الارتباك التي يواجها النظام المغربي في التعامل مع النزاع في الصحراء الغربية، حسب ما أكدته جريدة »تلكال« المغربية الناطقة بالفرنسية التي أشارت أيضا استنادا إلى نفس الوثائق إلى العلاقات القائمة بين مسؤولين في أعلى هرم النظام المغربي ولوبيهات صهيونية، وعن تلقي ديوان رئيس الاستخبارات المغربية دعوة للمشاركة في المؤتمر السنوي للجنة اليهود الأمريكيين الذي جدد بدوره دعمه المباشر للاحتلال المغربي للصحراء الغربية. وقبل فترة أثارت بعض وسائل الإعلام موضوع التسريبات لوثائق سرية تابعة لوزارة الخارجية المغربية، ومن بين هذه الوثائق مراسلات لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار مع مستشاره الإعلامي رشيد باحة، وحتى وإن فضلت السلطات المغربية سياسة الصمت ولم تؤكد أو تفند ما نشر من وثائق سرية، فإن الإجراءات التي قامت بها الخارجية المغربية مؤخرا لتأمين المراسلات وتحديث أنظمتها المعلوماتية، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك صحة التسريبات، خاصة وان »كريس كولمان 24«، الاسم المجهول وصاحب حساب التويتر المجهول كان قد أكد بأن الهدف من تسريب الوثائق هو إحراج الدبلوماسية المغربية.