5 أسئلة لمدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، الدكتور محند برقوق: هل تعكس العمليات العسكرية النوعية والفعالة التي يقوم بها أفراد الجيش في الفترة الأخيرة تطور القدرات العسكرية للجيش؟ أضن أن التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب أصبحت نموذجا عالميا معترفا به، وما يقع من عمليات نوعية تؤكد تلاحم المجتمع مع مختلف المؤسسات الأمنية، كما يعكس وبشكل واضح نجاعة الاستعلام الأمني وجدية الفعل الأمني المكافح للإرهاب. ألا تعتقدون أنه بمقتل أمير تنظيم »جند الخلافة« فإن مصير هذا التنظيم سيكون نفس مصير الجماعة الإسلامية المسلحة »الجيا« وبعدها الجماعة السلفية للدعوة والقتال ثم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي تراجع نشاطه بشكل محسوس في السنوات الأخيرة؟ اعتقد أن التجربة الجزائرية تؤكد أن مكافحة الإرهاب تشمل على عدة مستويات منها القضاء على القيادات ولكن أيضا مكافحة المصفوفة العقائدية التي تحركها والتي يجب في اعتقادي أن تكون قائمة على استراتيجية مكافحة الفكر المتطرف الجديد الذي تمثله هذه المغمورة من فكر أصبح يعتبر من تطرف الجيل الخامس الذي لا يؤمن بالدولة ولا بالمواطنة ولا يرتبط بالقيم. في أية خانة تدرجون الزيارات المتواصلة والمكثفة التي يقوم بها نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق قايد صالح، للوحدات القتالية عبر مختلف ولايات الوطن؟ إن الجيش الجزائري سليل جيش التحرير بتجربته وخبرته وقدراته يعتبر جيش من أقوى الجيوش على المستوى الجهوي، وبالنظر للتحديات والتهديدات الراهنة للأمن في الساحل وشمال إفريقيا على خلفيات انهيار ليبيا و مالي وانتشار الجماعات المسلحة وتهريب السلاح بالإضافة إلى تواجد عسكري في الجوار، وعلى اعتبار كل هذه المعطيات لقد أصبح أكثر من ضروري دعم الحيطة الإستراتيجية للوطن وتعزيز القدرات القتالية للمؤسسات الأمنية وتعزيز التجانس الوطني ودعم المناعة الوطنية وهو في اعتقادي هدف الزيارات الميدانية التي يقوم بها الفريق قايد صالح والمندرجة في إطار عملية دعم حالة التأهب والجاهزية لحماية حدودنا البرية المترامية بهدف مجابهة الأخطار التي تفرزها الحركيات الأمنية لجوارنا الساحلي والمغاربي. كيف تقرؤون الرسائل التي وجهتها افتتاحية مجلة "الجيش" في عددها الأخير للمعارضة عبر التأكيد على ضرورة عدم إقحامها في السياسة. إن المفهوم الأول في السياسة هو الدولة والمنطق الأساسي للمؤسسات العصرية عبر العالم بما في ذلك مؤسسة الجيش الوطني الشعبي هو القيام بواجباتها الدستورية على غرار تعزيز منطق الدولة وتأمين الحدود وحمايتها وضمان السلامة الترابية للوطن ناهيك عن حماية المصالح العليا للوطن. والجيش الوطني الشعبي سلسل جيش التحرير مؤسسة دستورية يشهد لها الجميع باحترافيتها وجديتها وشعبيتها.
يرى البعض أن الأداء الفعال والمثمر لأفراد الجيش في الفترة الأخيرة يندرج في إطار إعادة النظر في العقيدة العسكرية للجيش خاصة في ظل التوترات الأمنية على حدودنا الجنوبية الشرقية، ما تعليقكم؟ الجيش الوطني الشعبي متواجد عبر كافة أرجاء الوطن بخارطة انتشار فعالة وحيطة استراتيجية تعكس عمق التجذر الوطني تبرهن على مدى ارتباط المؤسسة العسكرية مع المجتمع ومدى مساهمتها في الدفاع عن الدولة ومصالحها. وأضن أن قراءة بسيطة في الأشرطة الإخبارية كافية لندرك مدى نجاعة هذه مؤسسة في المحافظة على أمن البلاد.