أكد عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور محمد العربي الزبيري بيان أول نوفمبر 1954 والحركة الوطنية في الجزائر تمثل بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني المرجعية الأساسية والمنطلق الفكري الرئيسي لها، مشيرا إلى أن بيان نوفمبر تضمن أفكار مختلف أطياف الحركة الوطنية، داعيا مناضلي وإطارات الأفلان إلى الحرص على إيصال رسالة نوفمبر للأجيال القادمة. شدد عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور الزبيري في محاضرة ألقاها أمس خلال الندوة التكوينية الجهوية التي نظمها قطاع التكوين للأفلان بولاية سطيف حول المنطلقات الفكرية ومرجعيات حزب جبهة التحرير الوطني، على أن بيان أول نوفمبر 1954 والحركة الوطنية في الجزائر تعتبران المرجعيات الأساسية للأفلان، حيث دعا مناضلي وإطارات الحزب إلى إيصال رسالة أول نوفمبر للأجيال القادمة وصون رسالة الشهداء لاستكمال مسيرة البناء بعد تحرير الجزائر من نير الاستعمار واسترجاع سيادتها. واعتبر الدكتور الزبيري أن قيمة الشعوب تقاس بما نسجله في سجلات التاريخ وهو ما فعله حزب جبهة التحرير الوطني، مبرزا في نفس الوقت أهمية تاريخ الجزائر وإيديولوجية الأفلان، معتبرا أن بيان أول نوفمبر هو حوصلة ذكية لأدبيات أطراف الحركة الوطنية في الجزائر، مضيفا أن الحركة الوطنية هي حركة وطنية في الجزائر وليست الحركة الوطنية الجزائرية كما يسميها البعض، وأضاف قائلا »عندما نحلل هي بكل بساطة النشاط الذي يقوم به أبناء الوطن للدفاع عنه ورعايته وكل ما يفيد الوطن هو حركة وطنية«، مؤكدا أن هذه الحركة كانت له أوجه متعددة، وجه عسكري بدأ مع هزيمة الجزائر في 1830 وظلت متواصلة إلى غاية ,1962 ووجه سياسي »لا نعرف عنه الشيء الكثير«. وشدد المحاضر على ضرورة إيصال رسالة نوفمبر إلى أبناءنا باعتبار أن الهدف الأول منه هو تحرير البلاد من نير الاستعمار، أما الهدف الثاني فيتمثل في إعادة بناء الدولة الجزائرية وليس إقامة الدولة الجزائرية لأن حزب جبهة التحرير الوطني لا يبرر الاحتلال وأن الجزائر كانت دولة قائمة قبل ,1830 داعيا في نفس الوقت إلى »جعل البيان بين أعيننا ونرى ما حققناه من هذا البيان«، مضيفا بأن صياغة البيان تم بفضل كبار المثقفين المشبعين بالفكر النضالي، مشيرا إلى أن بيان نوفمبر شارك في صياغته كافة أطياف الحركة الوطنية بمختلف مشاربهم حيث تم جمع مختلف الرؤى والأفكار التي توجت ببيان نوفمبر الذي يعد المنطلق الجوهري والأساسي لحزب جبهة التحرير الوطني. وعاد الدكتور الزبيري إلى الحديث عن بداية القرن العشرين، أين ظهرت أقلام أمثال عمر بن قدور عمر راسم وتواصل النضال السياسي وهو غير معروف لكن الفرنسيين يعرفون ذلك، على حد قول الدكتور الذي قال بأن بيان أول نوفمبر كان حوصلة ذكية لأطراف كل الحركة الوطنية والذي جمع أفكار هؤلاء في بيان واحد الذي يتغذى من الحركة الوطنية، معتبرا أن شمال إفريقيا كان بلدا واحد وأن الجزائريين هم من ظلوا حريصين على وحدة الشمال الإفريقي لأنهم يعتقدون أن هذا البلد واحد. كما انتقد الدكتور الزبيري عدم الحرص على بيان أول نوفمبر، واستطرد قائلا »لو كنا حريصين عليه لما جاءت هذه الآفات الاجتماعية«، داعيا إلى محاربة الفساد وغيرها من العادات الدخيلة على حزب جبهة التحرير الوطني. وفي ذات المحاضرة، ذكر عضو اللجنة المركزية ببعض الشيوخ الذين قادوا الحركة الوطنية في الجانب السياسي أمثال الشيخ عثمان بن حمدان خوجة الذي كان مدعوما بالمثقفين وأصحاب السلطة، وكذا الشيخ لخضر بن الحسين البرجي والشيوخ الذين كانوا يعملون على تأسيس الجيوش لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، متطرقا إلى الحديث عن العريضة التي كتبها الشيخ برحال والتي تضمنت 18 نقطة والتي قدمها للحكومة الفرنسية سنة ,1891 مفندا أن تكون الحركة الوطنية قد نشأت بعد الحرب التوسعية الأولى أي سنة 1918 كما تدعيه فرنسا.