أكد عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور محمد العربي الزبيري أن الأفلان استمد مرجعيته الفكرية من الحركة الوطنية في الجزائر والتي كانت لها أوجه عديدة للدفاع عن الوطن، مضيفا أن بيان أول نوفمبر هو حوصلة ذكية لأدبيات أطراف الحركة الوطني في الجزائر، داعيا إلى الحرص على ما تضمنه بيان أول نوفمبر لوأد الآفات الدخيلة على الأفلان ومحاربة الآفات الاجتماعية. أوضح الدكتور الزبيري في محاضرة ألقاها أمس خلال الندوة التكوينية الجهوية التي نظمها قطاع التكوين للأفلان بولاية الأغواط حول المنطلقات الفكرية ومرجعيات حزب جبهة التحرير الوطني أن قيمة الشعوب تقاس بما نسجله في سجلات التاريخ وهو ما فعله حزب جبهة التحرير الوطني، حيث أكد أهمية إبراز تاريخ الجزائر وإيديولوجية الأفلان، معتبرا أن بيان أول نوفمبر هو حوصلة ذكية لأدبيات أطراف الحركة الوطنية في الجزائر. وقال الدكتور زبيري أنه لم تضبط ما هي الحركة الوطنية وترك المجال لغيرنا، مشيرا إلى أنها أولا هي حركة وطنية في الجزائر وليست الحركة الوطنية الجزائرية كما يسميها البعض، وأضاف قائلا »عندما نحلل هي بكل بساطة النشاط الذي يقوم به أبناء الوطن للدفاع عنه ورعايته وكل ما يفيد الوطن هو حركة وطنية«، مؤكدا أن هذه الحركة كانت له أوجه متعددة، وجه عسكري بدأ مع هزيمة الجزائر في 1830 وظلت متواصلة إلى غاية 1962، ووجه سياسي »لا نعرف عنه الشيء الكثير«. وذكر الدكتور الزبيري ببعض الشيوخ الذين قادوا الحركة الوطنية في الجانب السياسي امثال الشيخ عثمان بن حمدان خوجة الذي كان مدعوما بالمثقفين وأصحاب السلطة، وكذا الشيخ لخضر بن الحسين البرجي والشيوخ الذين كانوا يعملون على تأسيس الجيوش لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، متطرقا إلى الحديث عن العريضة التي كتبها الشيخ برحال والتي تضمنت 18 نقطة والتي قدمها للحكومة الفرنسية سنة 1891، مفندا أن تكون الحركة الوطنية قد نشأت بعد الحرب التوسعية الأولى أي سنة 1918 كما تدعيه فرنسا. وأضاف الدكتوؤ الزبيري أن بداية القرن العشرين ظهرت أقلام أمثال عمر بن قدور عمر راسم وتواصل النضال السياسي وهو غير معروف لكن الفرنسيين يعرفون ذلك، على حد قول الدكتور الذي قال بأن بيان أول نوفمبر كان حوصلة ذكية لأطراف كل الحركة الوطنية والذي جمع أفكار هؤلاء في بيان واحد الذي يتغذى من الحركة الوطنية. وشدد المحاضر على ضرورة إيصال رسالة نوفمبر إلى أبناءنا باعتبار أن الهدف الأول منه هو تحرير البلاد من نير الاستعمار، أما الهدف الثاني فيتمثل في إعادة بناء الدولة الجزائرية وليس إقامة الدولة الجزائرية لأن حزب جبهة التحرير الوطني لا يبرر الاحتلال وأن الجزائر كانت دولة قائمة قبل 1830، داعيا في نفس الوقت إلى »جعل البيان بين أعننا ونرى ما حققناه من هذا البيان«، مضيفا بأن صياغة البيان تم بفضل كبار المثقفين المشبعين بالفكر النضالي. ومن جهة أخرى، اعتبر الدكتور الزبيري أن شمال إفريقيا كان بلدا واحد وأن الجزائريين هم من ظلوا حريصين على وحدة الشمال الإفريقي لأنهم يعتقدون أن هذا البلد واحد. وانتقد الدكتور الزبيري عدم الحرص على بيان أول نوفمبر، واستطرد قائلا »لو كنا حريصين عليه لما جاءت هذه الآفات الاجتماعية«، داعيا إلى محاربة الفساد وغيرها من العادات الدخيلة على حزب جبهة التحرير الوطني.