نضم أول أمس المئات من الشباب وأبناء منطقة عين صالح وتمنراست والمنيعة بولاية غرداية مسيرات سلمية واعتصامات للتنديد باستغلال الغاز الصخري في الجنوب، والتعبير عن مخاوفهم من ما يسببه من أضرار بيئية وصحية، حيث طالب المحتجون بالتدخل العاجل للسلطات العليا في البلاد والتراجع عن هذا المشروع. قام حوالي 500 شاب من ولاية تمنراست أغلبهم من الطلبة بمسيرة تطوف الشوارع الرئيسية لمدينة تمنراست احتجاجا على استغلال الغاز الصخري بمنطقة عين صالح، وقد انطلق المحتجون من مدخل المدينة من المركز الجامعي »الحاج موسى أخاموك«مرورا بوسط المدينة في اتجاه الطريق المؤدية إلى مقر ولاية تمنراست رافعين شعارات تندد باستخراج الغاز الصخري وتطالب بتوقيفه قبل الرجوع إلى الجامعة عبر الطريق الملتفة حول المدينة. ويأتي تنظيم هذه الحركة الاحتجاجية بعد تلك التي نظمت قبل يومين والمتمثلة في تجمع أمام مقر الولاية تفرق بعده المحتجون بعد إبلاغهم من طرف السلطات المحلية بأنه سيتم تنظيم لقاءات معهم بمقر المركز الجامعي حول مسالة استغلال الغاز الصخري. وبالموازاة يتواصل بعين صالح التجمع السلمي أمام مقر الدائرة من قبل السكان الرافضين »لاستغلال الغاز الصخري« بالنظر لما »يسببه من أضرار بيئية وصحية«حسبهم. ومن جهته أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي دحمان حمزة ضرورة »التوقيف المؤقت والفوري لمشروع الغاز الصخري« . ودعا في بيان له» إلى إجراء لقاء مع النخبة المفوضة من المحتجين للوصول إلى الرأي التوافقي والذي من شأنه أن يخدم المصالح العليا للبلاد والحفاظ على الهدوء وعدم ترك الفرصة للاستغلال السياسي لهذا الاحتجاج«. وكان رئيس المجلس الشعبي الولائي قد تنقل إلى مدينة عين صالح رفقة والي الولاية للوقوف على الحراك الذي تشهده المنطقة بخصوص استخراج الغاز الصخري و»الحفاظ على الهدوء والاستقرار" هناك حسب البيان. وقد عقد مكتب المجلس الشعبي الولائي حسب نفس المصدر اجتماعا طارئا يوم الأربعاء بتمنراست تم خلاله »الاجماع على التدخل العاجل من طرف السلطات العليا للبلاد لتوقيف استغلال الغاز الصخري«. وقد انطلقت هذه الاحتجاجات منذ منتصف الأسبوع الماضي وتطورت بعدها إلى حد غلق الطريق رقم 1 في شطره الرابط بين عين صالح والمنيعة (غرداية) من قبل المحتجين وأعيد فتحه أمام حركة المرور بعد تدخل أعوان الدرك الوطني. وقد أسفر هذا التدخل عن توقيف 5 أشخاص ليفرج عنهم بعد الاتفاق على عدم غلق الطريق من طرف المحتجين لتتحول بعده مظهر الاحتجاج إلى تجمع أمام مقر الدائرة والذي هو متوال إلى غاية اليوم. وتزامنت احتجاجات عين صالح مع مسيرة سلمية واعتصامات بالمنيعة بولاية غرداية نظمها أكثر من مائة شخص حيث اعتصم اكثر من مئة شخص اعتصاما أمام مقر دائرة المنيعة، وكان الاعتصام متبوعا بمسيرة سلمية للتنديد باستغلال الغاز الصخري بمنطقة تيديكلت بعين صالح حسب ما استفيد من المتظاهرين. وتأتي هذه الحركة تضامنا مع المحتجين بعين صالح »للتنديد بعملية استخراج الغاز الصخري الضار بالبيئة وبالطبقة المائية الأبيانية« كما أكده العديد من المتظاهرين الذين رفعوا شعارات رافضة للمشروع. وبعد اعتصام استمر لمدة ساعة جاب المحتجون شوارع المدينة حاملين الراية الوطنية ورافعين لافتات كتب على بعضها عبارة »لا للغاز الصخري« وذلك قبل أن يتفرقوا بهدوء.