انتقد الوزير الأول أحمد أويحيى لجوء المواطنين إلى الاحتجاج للتعبير عن انشغالاتهم، حيث قال إنه لا يمكن للعنف أن يكون طريقا نحو حل أزمة السكن، وفي تعليقه على المواجهات الأخيرة بديار الشمس قال أويحيى إنه ليس لدى الحكومة عصا سحرية حتى تحل مشاكل المواطنين بين ليلة وضحاها. عاد الوزير الأول في تصريح مقتضب خصّ به الصحافة أمس على هامش افتتاح السنة القضائية الجديدة، إلى الأحداث الأخيرة التي عرفها حي ديار الشمس بالعاصمة والتي خلفت العديد من الجرحى إلى جانب اعتقال العشرات من المحتجين، وقد شدّد أويحيى من لهجته عندما أورد بأنه من واجب الدولة وأعوانها أن يسهروا على تطبيق القانون في مثل هذه الحالات، وفي تقديره فإن المواطن مخطئ عندما يعتقد بأن العنف سيكون بوابة مناسبة لحل مشاكله بما في ذلك السكن، كما جاء على لسانه في تعليقا على تلك الأحداث قوله: »إن المواطن يظن أن مشاكل ستحل من خلال اللجوء إلى العنف«. ومن هذا المنطلق كشف أحمد أويحيي بأن الدولة شرعت في برنامج يشمل 300 ألف وحدة سكنية للقضاء على السكنات الهشة، مشيرا إلى أن ولاية الجزائر استفادت من برنامج لإعادة الإسكان بحيث سيتم توزيع الحصة الأولى المتكونة من 5 آلاف وحدة سكنية جديدة قبل حلول شهر فيفري من العام المقبل. وفي رسالة مشفّرة إلى الجهات التي تقف وراء تحريك هذه الاحتجاجات سواء كانت عن قصد أو دون قصد، أضاف الوزير الأول معبّرا عن انشغال الحكومة قائلا: »نحن لا نملك عصى سحرية حتى نتمكن من منح سكنات في اليوم ذاته بمجرد وقوع مظاهرة«، وعلى هذا الأساس طالب أحمد أويحيى بضرورة »أن يتحلى الجميع بهدوء أكثر«، وفي حال لم يتم احترام هذا المبدأ فإنه »من واجب الدولة في مثل هذه الحالات أن تسهر على احترام القانون« على حد تعبير رئيس الجهاز التنفيذي. وكان الوزير الأول قد توعّد خلال عرضه برنامج حكومته أمام نواب البرلمان شهر ماي الماضي بالضرب بيد من حديد كل إخلال بالنظام العام، حيث أشار حينها إلى أن الدولة لن تقبل بمزيد من الفوضى عندما تحدّث عن تزايد ظاهرة قطع الطرقات كلما تعلق الأمر بالتعبير عن غضب المواطنين حيال السلطات المحلية.