بعد ساعات من انطلاق بثها، توقفت قناة العرب الإخبارية التي يملكها الثري السعودي الأمير الوليد بن طلال، السبب حسب جريدة أخبار الخليج المقربة من الحكومة البحرينية هو "عدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية (...) ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها"، في حين اكتفت إدارة القناة بالقول إن التوقف كان لأسباب إدارية وفنية. القصة التي تهمنا، هي أن "العرب" قررت أن يكون أول ضيف في برامجها التي تبث على الهواء مباشرة معارض بحريني انتقد قرار حكومة بلاده بسحب الجنسية من 72 شخصا، ويبدو أن الاختيار أغضب حكومة المنامة فقررت أن تلجأ إلى أسهل الحلول وهو وقف بث القناة التي لجأت إلى أراضيها بدل أن تحط على الطرف الآخر من الجسر الذي يفصل السعودية عن البحرين، لأن جرعة الأكسجين في البحرين أكبر، كما اعتقد صاحب الاستثمار، أو كما أشار عليه من أشرفوا على تجسيد المشروع. العرب قناة سعودية، يملكها سعودي، ويديرها إعلامي سعودي، وهي تركز على السعودية تحديدا من خلال مكتب الرياض الذي يعتبر أهم مكاتبها على الإطلاق، والأرجح أنها تهدف إلى تسريع بعض التحولات في المجتمع السعودي دون أن تتجاوز الخطوط المرسومة بوضوح، وقد تساعد أيضا على استعادة جزء من الجمهور السعودي الذي خطفته قنوات أخرى تصنف على أنها معادية للمملكة. العقدة إذن هي الحرية، فالعرب أرادت أن تثبت لمشاهديها من اللحظة الأولى، أن تواجدها بالبحرين لن يحد من استقلاليتها، ولهذا اختارت أن تستضيف معارضا بحرينيا، لكنها سقطت في الامتحان، وتعرضت للمنع. صحيح أن البحرين تخضع للنفوذ السعودي، لكن الأسرة الحاكمة هناك لها خطوطها الحمراء هي الأخرى، وربما كان حريا بالعرب أن تبدأ باستضافة معارض سعودي، أو حتى بشخصية محايدة تحلل مسألة انتقال السلطة هناك بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي النهاية الشجاعة هي في نقد السعودية وليست في إثبات الاستقلالية عن البحرين. كل ما سنحتفظ به عن قناة العرب هو هذه القصة، أما القصة الأخرى فلم تعد تهمنا.