تشهد السعودية والبحرين والكويت تصعيدا خطيرا تزايدت وتيرته بحدّة خلال الأيّام القليلة الماضية من المرجّح حسب مراقبين أن يتّجه إلى مزيد من التصعيد خلال الأيّام القليلة القادمة، وهو ما دفع بعض المحلّلين إلى الحديث عن انطلاق ما يوصف بالرّبيع العربي الثاني في منطقة الخليج رغم محاولات بعض وسائل الإعلام الخليجية الثقيلة التعتيم على الأوضاع مقابل التركيز على بلدان أخرى ومواصلة التضليل والتحريض· لقي أربعة شبّان مصرعهم في محافظة القطيف السعودية في احتجاجات عارمة بدأت منذ مساء الأحد، ويستمرّ تشنّج الوضع في السعودية شأنها شأن الكويت التي عرفت هجوما على مجلس الشعب ويستمرّ الاحتقان الشعبي فيها· وفي البحرين أطلقت قوّات الأمن مساء الخميس الغازات المسيلة للدموع على المئات من المتظاهرين الذين حاولوا الخروج في مسيرة بمنطقة عالي جنوب غرب العاصمة البحرينية المنامة بعد تشييع جنازة رجل صدمته سيّارة تابعة للشرطة البحرينية· ويأتي هذا التوتّر بعدما حمّل تقرير اللّجنة المستقلّة لتقصّي الحقائق الحكومة البحرينية مسؤولية الانتهاكات التي حصلت أثناء حركة الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية التي شهدتها البلاد· وكان المشاركون في المسيرة يردّدون شعارات مناهضة للنّظام ويطالبون بإقالة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولّى هذا المنصب منذ 42 عاما، ويندّدون باستمرار قمع المسيرة· ويرى المراقبون أن السعودية والبحرين ستجدان نفسيهما في موقف لا تحسدان عليه في حال استمرّت أجهزتهما الأمنية في قمع المحتجّين· من جانبه، اتّهم المتحدّث باسم وزارة الداخلية السعودية اللّواء منصور التركي جهات خارجية بالوقوف وراء أعمال الشغب التي وقعت في منطقة القطيف شرق المملكة· واستغرب متتبّعون للتعاطي الإعلامي لبعض القنوات الخليجية، وفي مقدّمتها قناة العربية التي تدّعي الاستقلالية، وهي القناة التي كانت تصف الحراك الشعبي في بلدان أخرى بالثورات وتصف المحتجّين بالثور، وها هي الآن تصف احتجاجات القطيف بأعمال الشغب وتصف المحتجّين بالمندسين· للإشارة، كان الضابط الرّوسي إيليا كورينيف قد أكّد أن القناة القطرية الجزيرة جزء من خطّة الاعتداء على ليبيا المندرجة ضمن مخطّط يشمل بعض البلدان العربية منها السعودية، وأضاف في أكتوبر الماضي أن الخبراء المؤهّلين يفهمون جيّدا أن الاعتداء على ليبيا ما هو إلاّ جزء من إجراءات مبرمجة، مشيرا إلى أن روسيا ستكون الأخيرة، حيث تجري إحاطتها بأنظمة عميلة معادية ورادارات وقواعد عسكرية، إضافة إلى التشجيع بكافّة الوسائل على الفساد وتنامي المشاعر الاحتجاجية داخل البلاد·