احتضن المجلس الشعبي الوطني، أول أمس، أشغال اليوم البرلماني حول موضوع الجزائر الكفاح ضد الاستعمار 1830 -1954 المقاومة والثورات الشعبية والحركة الوطنية عشية اندلاع الثورة، وقد ألح المشاركون في هذه التظاهرة على مطلب الشعب الجزائر في اعتذار فرنسا على جرائمها الاستعمارية في الجزائر، داعين من جهة أخرى إلى كتابة تاريخ كل الثورات والمقاومات لمواجهة حملات تبييض التاريخ الاستعماري الفرنسي على حساب ذاكرة الجزائريين. التظاهرة التي حضرها عدد من أعضاء الحكومة، وبرلمانيون ومجاهدون وخبراء وأساتذة في التاريخ، تضمن عديدا من المحاضرات التاريخية التي سلطت الضوء على كافة مراحل كفاح الشعب الجزائري وأساليب القمع والتعذيب المسلط عليه من طرف الاستعمار الفرنسي، حيث تعرض المحاضرون إلى المقاومات الشعبية ومميزاتها، وصولا إلى ثورة التحرير وجرائم فرنسا خلال هذه الفترة. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية التي ترأسها صالح غوجيل عضو المجلس الشعبي الوطني بكلمتين ألقاهما كل من وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني، ليتم بعد ذلك بث شريط وثائقي حول الكفاح ضد الاستعمار الذي أعده التلفزيون الجزائري. وخلال الجلسة الأولى التي ترأسها عبد القادر بونكراف العضو بالمجلس الشعبي الوطني، تم التطرق إلى المقاومات الشعبية حيث قدم جمال يحياوي مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954 محاضرة حول خصائص المقاومة المسلحة إبان القرن التاسع عشر، تلتها محاضرة أخرى قدمها أحمد عبيد الأستاذ المحاضر بقسم التاريخ بجامعة السانية بوهران تحت عنوان »الانتفاضات الريفية في القرن التاسع عشر: مقاربة سوسيولوجية«. وتميزت الجلسة الثانية التي ترأستها نائبة رئيس مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط، والتي تمحورت حول أساليب القمع الاستعماري، بتقديم محاضرة تحت عنوان »الكارثة الديمغرافية في الجزائر 1867- 1868 للدكتور الجيلالي صاري أستاذ التعليم العالي بقسم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الجزائر، إضافة إلى محاضرة ثانية حول دور البنوك الغربية في إرساء المشروع الاستعماري. وتضمنت الجلسة الثالثة التي ترأستها أيضا زهرة ظريف بيطاط محو الحركة الوطنية، النضال الاجتماعي والسياسي، حيث استفاد الحضور من محاضرتين أولاهما قدمها الدكتور فؤاد صوفي مفتش بالمديرية العامة للأرشيف حول المظاهرات الاجتماعية والمظاهرات السياسية في الجزائر ما بين 1919 و1954، أما الثانية فقد حملت عنوان »مسألة توحيد التنظيمات الجزائرية قبل نوفمبر1954« للدكتور أحمد رضوان شرف الدين أستاذ محاضر بقسم التاريخ في جامعة الجزائر. وتكلل اليوم البرلماني بجلسة ختامية ترأسها مصطفى عبيد عضو المجلس الشعبي الوطني، وتم خلالها تقدم محاضرة واحدة حول محاولات السطو على تاريخ الجزائر 1830-20096 قدمها الدكتور محمد القورصو الأستاذ بجامعة الجزائر. وقد شهد هذا اليوم البرلماني تنظيم معارض تطرقت إلى مسيرة الكفاح الوطني إلى غاية الاستقلال من خلال الصور والمخطوطات وأغراض شخصية لشخصيات جزائرية وشهداء الثورة وذلك بمساهمة المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ومتحف المجاهد. كما شهدت المناقشات خلال الجلسات عدة تدخلات أجمع أصحابها على ضرورة انتزاع الاعتراف والاعتذار من فرنسا عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر، وكذا كتابة التاريخ من أجل التصدي للحملات الفرنسية التي تستهدف ذاكرة الشعب الجزائري.