دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العمال الجزائريين إلى التشمير عن سواعدهم في سبيل تشييد البلاد وحمايتها من الكيد والأذى الناجم عن الحملات الداخلية والخارجية التي تريد ضرب استقرار الجزائر، وقال لن أكون في أي مكان سوى معكم وفي الخط الأمامي، وأكد عزمه على عدم التراجع عن استغلال الغاز الصخري، مشدّدا أن الاستثمار في هذا المصدر الجديد للطاقة لن يتم دون الحرص على صحة المواطن والبيئة. قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الرسالة التي بعث بها، أمس، إلى العمال بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1956 وتأميم المحروقات عام 1971، والتي قرأها عنه نيابة بمجمع أرزيو بوهران، محمد غازي مستشار برئاسة الجمهورية، إن الذكرى ال 44 لتأميم المحروقات تأتي في مسار استكمال الاستقلال الوطني وهذا التأميم يعتبر إذانا للممارسة المشروعة للسيادة الوطنية بما سمح بتدارك العجز الاقتصادي، كما لا يمكن لأي كان أن ينكر الإسهام الحاسم للاتحاد العمالي في تعبئة العمال من اجل استرجاع السيادة الوطنية. وأضاف الرئيس في رسالته، أن هذه الذكرى تحل بعد أسابيع من انعقاد المؤتمر الثاني عشر للمركزية النقابية الذي كرس تصور الاتحاد العام للعمال الجزائريين على أن يكون الحوار سبيلا لحل مشاكل عالم الشغل وكقوة اقتراح من خلال تجنده الصريح لإعادة الاعتبار للاقتصاد الوطني. وأشار الرئيس إلى ما تم تحقيقه منذ تأميم المحروقات على جميع المستويات بما انعكس ايجابيا على الاقتصاد الوطني، مؤكدا أنه تم انجاز أنابيب عابرة لقارات وتحقيق أعلى نسب على المستوى العالمي بالنسبة للربط بالكهرباء والغاز، وفي هذا الصدد قال بوتفليقة "إن النفط والغاز الطبيعي والغاز الصخري والطاقات المتجددة، كلها هبة من الله ونحن مناط بنا الاستفادة منها لصالحنا ولفائدة أجيالنا مع الحرص على صحة الساكنة وسلامة البيئة". وتحدث رئيس الجمهورية في رسالته عن تحسن المستوى المعيشي للجزائريين وعن أهداف الألفية المحددة من طرف الأممالمتحدة والتي تم تجاوزها من خلال انجاز عديد المشاريع على غرار السكن، الماء الشروب، الكهرباء، فضلا عن اقتناء المواد الاستهلاكية وغيرها من الانجازات، كما أن تثمين المحروقات سمح بتطوير نسيج صناعي. وفي حديثه عن تدهور أسعار النفط، أكد بوتفليقة، أنه بهدف تعزيز قوة الاقتصاد الوطني ضد الهزات الخارجية بسبب تراجع أسعار النفط منذ منتصف 2014، الجزائر تملك كل الوسائل لمواجهة هذه الأزمة، كما تم تكليف الحكومة لاتخاذ الإجراءات الأزمة لتقليص انعكاساتها على المواطنين وفي هذا السياق -يقول الرئيس- سنعمل على تطوير الصناعة والبتروكيماء، الفلاحة، السياحة وكذا تكنولوجيات الإعلام والاتصال ولن نتنازل قيد أنملة عن تحقيق العدالة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي وسنواصل تطوير أجهزة التشغيل، كما أوضح أن "السعي إلى تنويع اقتصاد البلاد وجعله تنافسيا مافتئ يكتسي طابع الأولوية بالنسبة لنا توخيا لاستغلال كافة قدرات النمو المتاحة في العديد من القطاعات الأخرى القادرة على خلق الثروة ومناصب الشغل ولتعزيز قدرة اقتصادنا على مغالبة الصدمات الخارجية". وأكد الرئيس في السياق ذاته، على الاستمرارية والمواصلة في تنفيذ سياسة ترقية التشغيل الموجهة نحو الشباب من خلال الحفاظ على أجهزة ترقية الشغل ذات الراتب والتدابير العمومية الخاصة بدعم إنشاء النشاطات وتعزيزها، ودعا إلى تعبئة كافة القوى الحية وجميع العمال والإطارات للتمكن من مواصلة المسيرة نحو الرقي والتنمية مع الحرص على ألا تتم ممارسة الدفاع المشروع واليقظ عن حقوقهم على حساب التقيد الفعلي والمنتظم بواجباتهم والتزاماتهم. ويؤكد بوتفليقة أنه "لا يوجد معنى للتنمية إلا إذا أسهمت في تحسين الظروف المعيشية وتعميم الازدهار للمواطنين ما من شأنه تعزيز الأمن الوطني في محيط جهوي وعالمي مفعم بالاضطرابات ومشحون بالتهديدات"، مشددا على ضرورة صون السلم والاستقرار الوطني الذي قال إنه "ما استرجعناه إلا بدفع أبهظ الأثمان"، مبرزا أنه "لا يمكن لأية تنمية أن تتحقق في غياب السلم". ودعا الرئيس العمال إلى توخي الحذر حتى لا يكون الحرص على الدفاع عن حقوقهم المشروعة على حساب واجباتهم وهذا ما يستدعي تعزيز اليقظة ، والعمل على مواجهة محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات وحماية الاقتصاد الوطني، مؤكدا أنه بفضل هذه اليقظة استطاعت الجزائر أن تتغلب على خطوب ومحن وتحولها إلى خبر وتجارب وها هو العالم يسعى ليطلع على تجربة الجزائر في مجال محاربة الإرهاب وكذا في مجال المصالحة الوطنية، لتصبح الجزائر مرجعا في حل النزاع. وبعد أن وجه تحية تقدير للجزائريين الذين شاركوا في معركة بناء المستقبل الاقتصادي للجزائر، ربط رئيس الدولة مستقبل البلاد بمدى تحقيق الانسجام بين القطاعين العمومي والخاص، معتبرا أن » الدفاع عن الأمن الشامل لبلادنا الذي يستأثر بكل جهودنا، يقتضي تعبئة وتجنيد قوانا الحية كلها من أجل ضمان أمننا الاقتصادي«. وعاد بوتفليقة للحديث عن أزمة النفط والتي قال إنها»لا أحد في مأمن من الصدمات الخارجية من مثل انخفاض الأسعار الذي تشهده سوق النفط منذ منتصف سنة 2014«، وأضاف أنها أزمة تمسنا في اقتصادنا وليس لنا من وسيلة أو سبيل إلا الاعتماد على إمكانياتنا الذاتية، من عمال وعلماء لإيجاد بديل للمحروقات والاهتمام أكثر بمجالات منتجة للثروة المستدامة مادية كانت أو ثقافية أو روحية للتمكن من مواجهة الوضع الحالي، وأضاف قائلا "سياسة التقشف لا تكفي في مواجهتها واللجوء إلى الصبر حتى تعود الأسعار لسابق عهدها ليس سوى أمل مؤقت ينتهي حال ما تنضب آبار البترول" ، ومن هنا دعا الرئيس العمال الجزائريين إلى التشمير عن سواعدهم في سبيل تشييد البلاد وحمايتها من الكيد والأذى الناجم عن الحملات الداخلية والخارجية التي تريد ضرب استقرار الجزائر، وختم بالقول، "لن أكون في أي مكان سوى معكم وفي الخط الأمامي".