علنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) عن اجتماع لممثلين عن قادة ومناضلين سياسيين ليبيين سيعقد الأسبوع المقبل بالجزائر في إطار مسار الحوار في ليبيا، فيما تناقلت مصادر إعلامية معلومات عن لقاء سري جمع عدد من الفصائل الليبية بالجزائر مؤخرا، خصص لمناقشة مسائل سياسية على رأسها مشاركة مختلف الأطراف في مسار المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) أول أمس الثلاثاء أن اجتماعا لممثلين عن قادة ومناضلين سياسيين ليبيين سيعقد الأسبوع المقبل بالجزائر في إطار مسار الحوار في ليبيا وأوضحت البعثة على موقعها الإلكتروني أنه بعد هذا اللقاء سيعقد اجتماع آخر ببروكسيل يجمع ممثلي بعض البلديات الليبية في إطار مسار الحوار الليبيين، كما دعت البعثة إلى عقد اجتماع ثالث يخص زعماء القبائل ومسؤولين آخرين عن المجتمع المدني الليبي ودعت البعثة قادة الجماعات المسلحة إلى وقف إطلاق النار ومباشرة مسار الحوار بشكل بناء. ومن جهة أخرى كشف عبد الحكيم بلحاج الرئيس السابق للمجلس العسكري لطرابلس عن زيارة قام بها خلال الفترة الأخيرة للجزائر، التقى خلالها بمسؤولين سامين في الدولة الجزائرية، وتناقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر ليبية مطلعة قولها أن بلحاج الذي يرأس حاليا حزب الوطن ناقش مع عدد من القيادات السياسية العليا، إمكانية لعب الجماعات المسلحة دورا في التسوية السياسية المرتقبة من الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة، وتم تناول وجهة نظر قادة المجموعات المسلحة، بشأن حكومة التوافق المزمع الإعلان عنها، ضمن جولات الحوار السياسي الليبي، كما استضافت عددا آخر من قادة المسلحين، تمهيدا لإشراكهم في إنهاء الأزمة، وبحسب ذات مصادر فإن الأممالمتحدة اتفقت مع الحكومة الجزائرية على تولي ملف قادة المليشيات، كونها تتمتع معهم بعلاقات وطيدة، ولديها قدرة كبيرة على التأثير على توجهاتها، مع إمكانية إدماجها في المشهد السياسي والعسكري الجديد، وأشار إلى أن الجزائر، تسعى إلى لعب دور محوري في إدماج الجماعات المسلحة، مثلما نجحت في قضية مماثلة، بعد نجاحها مع إقناع جماعات مسلحة مالية على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع سلطات باماكو الأيام الماضية . ونفى عبد الحكيم بلحاج مؤخرا أي دور له في الاعتداء الإرهابي على المجمع الغازي "تيقنتورين" بعين أميناس في جانفي 2013، وكذب بشكل قطعي المعلومات التي تم تداولها حول منعه من دخول التراب الجزائري، وقد عبر في تصريحات كثيرة عن تقديره للموقف الحيادي والجاد الذي تتبناه الجزائر حيال الأزمة الليبية، خاصة رفضها للتدخل الأجنبي وسعيها من أجل تقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف الأزمة في ليبيا للوصول إلى حل توافقي يضمن عودة الاستقرار لليبيا، وهذا خلافا لبعض المسؤولين الليبيين اللذين أقلقهم موقف الجزائر الداعي إلى ضرورة إشراك مختلف الأطراف الرافضة للإرهاب في مسار الحوار، فضلا عن رفض الجزائر التدخل الخارجي ومعارضتها للضربات الجوية التي قام بها الطيران المصري في ليبيا، ردا على نحر التنظيم الإرهابي "داعش"، 21 قبطيا في سيرت الليبية. وتسعى الجزائر منذ سبتمبر 2014 إقناع مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا على ضرورة تبنى خيار المفاوضات للوصول إلى توافق حول مخارج سلمية للأزمة التي تعصف بليبيا منذ اندلاع الحرب في هذا البلد وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، ويواجه المسار التفاوضي العديد من العراقيل على خلفية الانقسامات في المشهد السياسي والعسكري الليبي، ودخول بعض الأطراف الإقليمية، خاصة المغرب، في محاولة لإفشال المسار الذي ترعاه الجزائر وتدعمه الأممالمتحدة والدول الكبرى، فضلا عن أغلب الأطراف السياسية والعسكرية في ليبيا.