بتدخل من الوزير ألأول عبد المالك سلال الوزير الأول، قررت وزارة التربية الوطنية في جلسة طارئة جمعتها أول أمس بنقابة »كناباست« ترقية 135 ألف أستاذ إلى الرتب الأعلى المستحدثة ) أستاذ رئيسي، وأستاذ مكون(، وهو تجسيد عملي فعلي لمطلب الترقية الآلية التي ألحّت عليها نقابة »كناباست« وتمسكت بها، إلى جانب إقرار تسوية وضعية الفئات الموصوفة ب »الآيلة للزوال« عن طريق إجراءات جديدة مكملة اتخذتها الوزارة. ومن جهتها نقابة »كناباست« قررت مساء أول أمس مقابل ما تحصلت عليه وقف الإضراب الذي تواصل على امتداد 31 يوما، والشروع في تعويض الدروس الضائعة ابتداء من صباح غد الأحد. أعلنت نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية )كناباست( أن الاجتماع الذي جمعها أول أمس بوزارة التربية الوطنية قد انتهى إلى وقف الإضراب الوطني المفتوح، الذي تواصل بشكل غير متقطّع ابتداء من يوم 16 فيفري الماضي، وعلى أن يشرع الأساتذة مباشرة ابتداء من صباح غد الأحد في تلقين التلاميذ الدروس الضائعة بسبب الإضراب، مقابل حصول النقابة على ترقية 135 ألف أستاذ للرتب المستحدثة، في إطار الترقية الآلية، والتي هي رتبة أستاذ رئيسي وأستاذ مكون، إلى جانب موافقة الوزارة على تسوية وضعية الفئات الموصوفة ب »الآيلة للزوال«، وذلك بإصدار جملة من الإجراءات المكملة والمعدلة للتعليمات السابقة، وكل هذا يأتي كنتيجة فورية للتدخل القوي الذي قام به الوزير الأول عبد المالك سلال، من أجل إنهاء حالة التعفين السائدة بالقطاع. وحسب الأستاذ نوار العربي المنسق الوطني للنقابة، فإن وزارة التربية الوطنية عقد ت أول أمس الخميس جلسة عمل طارئة مع القيادة الوطنية للنقابة، وواصلت وإياها النقاش والتفاوض حول كل المطالب المرفوعة، وأعلنت وزارة التربية في هذا الاجتماع أنها قبلت بتلبية مطلب الترقية الآلية التي تطالب بها نقابات القطاع، وعلى وجه التحديد نقابة »كناباست«، التي كانت منذ البداية تعتبر هذه الترقية الآلية مطلبا قانونيا مشروعا، وترفض رفضا قاطعا أن تُخضعه الوزارة والوظيفة العمومية للمسابقات والامتحانات. ووفق ما جاء على لسان نوار العربي الرجل الأول في نقابة »كناباست«، فإن وزارة التربية الوطنية ومعها الوظيفة العمومية قد قبلت بترقية 135 ألف أستاذ للرتب المستحدثة، والتي هي رتبة أستاذ رئيسي وأستاذ مكون، وهذا هو أهم مطلب عند »كناباست«، وقد أخذ لوحده من مفاوضات الجلسة الثنائية السابقة مع الوزارة التي انتهت إلى الفشل ما قيمته زمنيا عشر ساعات. والخلاف الذي كان سائدا بين الوزارة والنقابة في هذا المطلب بالذات، أن الوزارة ترى أنه من المحتّم قانونا أن يمرّ الأساتذة في ترقيتهم هذه للرتب المستحدثة على مسابقة أو امتحان خارجي، فيما تعتبر النقابة أن هذه الترقية هي ترقية آلية داخلية، يتحصل عليها صاحبها بموجب سنوات الأقدمية ) 10 سنوات من الخدمة الفعلية لرتبة أستاذ رئيسي، و20 سنة لرتبة أستاذ مكون(، ولا تحتاج أبدا لأية مسابقة أو امتحان خارجي، وكانت نقابة »كناباست« قد اشترطت على وزارة التربية الاحتفاظ بمناصب الأساتذة المتقاعدين سنويا لهذه الترقيات الداخلية، ولا يجب أن تُخصصها للمسابقات الخارجية للأساتذة الجدد في قطاع التعليم. ووفق ما تمّ الاتفاق بين الوزارة والنقابة، فإن هذه الترقية ستتواصل إلى غاية 2017 . وفيما يخص الفئات الموصوفة ب »الآيلة للزوال«، فإن وزارة التربية أعلنت في بيان رسمي أصدرته أمس أنها قررت إجراءات إضافية مكملة للتعليمة رقم 11 ، المؤرخة في 22 سبتمبر 2014 ، وللتعليمة رقم 004 ، المؤرخة في 6 جويلية 2014، المتضمنة إجراءات تنظيمية للمرسوم التنفيذي رقم 12 240 المؤرخ في 29 ماي 2012 ، المتضمن القانون الخاص بالموظفين المنتمين لأسلاك التربية الوطنية. وقالت الوزارة أن هذه الإجراءات تقررت هي من أجل ضمان استقرار مستديم للمدرسة الجزائرية، وقد جاءت كتتويج لمختلف جلسات وجولات الحوار السابقة التي عقدتها وزارة التربية مع »كناباست« وغيرها من النقابات الأخرى المعتمدة لدى القطاع، ابتداء من يوم 8 فيفري الماضي.