برهنت الجزائر نضج دبلوماسيتها وخبرتها في حل الأزمات الداخلية والإقليمية، بفضل الدور الفعال الذي أدته لحل الوضع في دول الجوار من خلال إدارة المفاوضات المالية ومشاركتها المحورية في ليبيا وهي الملفات التي يتفق الجميع على أنها أكثر الملفات تعقيدا في القارة السمراء، كما أضعفت الزيارات المتكررة للمسؤولين والدبلوماسيين الأجانب للجزائر حجة المعارضة التي تحاول تصوير الدبلوماسية الجزائرية في صورة مريضة وتضع توافد الزوار الأجانب في خانة تبديد الأموال. تمكنت الدبلوماسية الجزائرية في الفترة الأخيرة، من كسب ثقة العديد من الدول بفضل السياسة التي تنتهجها وحرصها على الخيار التفاوضي لحل الأزمات التي تعيشها بعض عواصم القارة السمراء، وما نجاحها في إدارة المفاوضات بين الأطراف المالية التي توجت بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام في المنطقة، وتدخلها الفعال لحل الأزمة بليبيا إلى جانب دورها الايجابي في نجاح الانتقال الديمقراطي بتونس، إلا دليل على نجاح الدبلوماسية الجزائرية في أن تكون مرجعا لباقي الدول في السلم والمصالحة، والديناميكية التي تشهدها السياسة الخارجية الإقليمية للجزائر. وليس من الغريب أن يشهد الجميع للجزائر بخبرتها الكبيرة في المجال الدبلوماسي وحنكتها في إدارة الأزمات، فبالعودة إلى مواقفها عبر التاريخ خاصة ما تعلّق منها بالقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، يتضح أن الجزائر أضحت نموذجا يحتذى به من طرف كبريات الدول، كما أن التوافد الدبلوماسي لعديد رؤساء الدول ووزراء الخارجية أكبر دليل على الصحة الجيدة للدبلوماسية الجزائرية والثقة الكبيرة التي يضعها هؤلاء فيها، خاصة بعد النجاحات المتكررة التي حققتها في أكثر المواقف تعقيدا على غرار الدور الكبير الذي لعبته في اتفاق شط العرب بين إيران والعراق سنة 1975 وتدخلها لتحرير الدبلوماسيين الأمريكيين الذين احتجزوا في إيران سنة 1981.