يشكل اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية المقررة في شرم الشيخ المصرية يومي 28 و29 مارس الجاري، فرصة بالنسبة للجزائر للتأكيد على مواقفها المبدئية من الكثير من القضايا الإقليمية والعربية الراهنة، وعلى رأسها تلك المتعلقة بمعالجة الوضع في ليبيا والتعاون العربي من أجل مواجهة تهديدات الإرهاب والتصدي لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« الذي أصبح يشكلا تهديدا مباشرا لأمن واستقرار جميع الدول العربية. يشارك اليوم وزير الخارجية رمطان لعمامرة على رأس وفد هام في أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهذا تحضيرا للقمة العربية المقررة يومي 28 و29 مارس الجاري بشرم الشيخ بمصر حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية الذي وأوضح "أن جدول أعمال هذه الدورة"التي تنعقد في ظروف إقليمية بالغة الحساسية يتضمن عددا من البنود أبرزها متابعة مستجدات القضية الفلسطينية والتطورات الخطيرة في ليبيا وسوريا واليمن إلى جانب بحث سبل التصدي للتهديدات والتحديات الأمنية التي يواجهها الوطن العربي«، وأضاف ذات البيان أن هذه القمة ستعكف على مناقشة مواضيع تعزيز العمل العربي المشترك وإصلاح وتطوير الجامعة العربية فضلا عن دراسة الملفات المتعلقة بتوطيد التعاون الاقتصادي، مشيرا من جانب أخر إلى أن هذا الاجتماع »الذي سيصادق على التقارير والتوصيات التي سترفع للقمة سيكون فرصة للتأكيد مجددا على مواقف الجزائر الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية وابرزا أهمية الحوار السياسي وانتهاج المقاربات السلمية في فض النزاعات وتسوية الأزمات خصوصا في ليبيا وسوريا واليمن«. ويرتقب أن يلتقي رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة خلال تواجده بشرم الشيخ مع عدد من نظرائه العرب »لبحث وتدارس مختلف المواضيع المطروحة على جدول أعمال القمة وكذا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها«، ويرجح العديد من المراقبين أن تشكل بعض الملفات، وعلى رأسها الملفات الأمنية المتعلقة بالتهديدات الإرهابية أولوية بالنسبة لوزير الخارجية، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى إقناع العديد من شركائها في المنطقة العربية بمقارباتها فيما يتعلق بمعالجة عدد من النزاعات الإقليمية والتعاطي مع ظاهرة الإرهاب التي تحولت إلى هاجس حقيقي بالنسبة للدول العربية والعالم أجمع. وفي الوقت الذي تراهن فيه القاهرة على إقناع بعض الدول العربية المتحفظة، خاصة الجزائر بأهمية الطرح المتمثل في تشكيل قوة عربية لمواجهة الإرهاب، تواصل الجزائر مساعيها من أجل إقناع شركائها، بما في ذلك مصر، بضرورة تبني مقاربة تعتمد على التعاون والتنسيق الأمني وتبني خيار الحل السياسي التفاوضي لإنهاء بعض النزاعات خاصة تلك التي تمزق ليبيا وسوريا واليمن. وتدافع الجزائر على مواقفها بشأن الأزمة الليبية، وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول العربية ترجيح كفة الحسم العسكري، ترى الجزائر أنه من الضرورة مساعدة الليبيين على فتح باب الحوار الذي يفضي إلى حل سلمي ينهي حالة الانقسام والاقتتال التي أصبحت السيمة الغالبة التي تطبع المشهد الليبي، وبخصوص الإرهاب ومحاولات تنظيم »داعش« التمدد أكثر في المنطقة العربية، ترى الجزائر بأن الحل الحقيقي لا يأتي من التدخل الأجنبي، وإنما من عمل عربي مشترك لدعم جهود كل دولة لتواجه الجماعات المتطرفة وعزلها، ناهيك عن تبني مقاربات أخرى لمعالجة ظاهرة الإرهاب سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية.