ورد إليّ هذه الرسالة /البييان من الصديقة المبدعة زهرة بوسكين التي ثارت أخيرا ضد الممارسات التي ألحقها البعض بالثقافة وبتاريخ اتحاد الكتّاب الجزائريين..أنشر حروفها كما وردت إليّ وأُشهد الناس على هذا العبث الذي زكم أنوفنا جميعا. وفيما يلي نص البيان: الآن أستطيع أن أخرج من الصمت وأتحدث بكل حرية عن الكثير من الأشياء لأنني مزقت الشاشية فالقول الذي كنت أسمعه دوما: رؤوسنا في شاشية واحدة. وكان رأسي هو الأكثر مضايقة لبقية الرؤوس... لقد خضت تجربة الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين خلال العهدة السابقة لأكتشف الوجه الآخر للأدب والثقافة أو بالأحرى وجود أشياء كثيرة والغائب الأكبر هو الثقافة ...ولأدرك جدوى الصراع الحقيقي على الإتحاد الذي يبدو في لباسه الأنيق مؤسسة للأدب ويتجلى في حقيقته في حرب المصالح والإستفادة من نعم الدولة ولو بمشاريع وهمية، ومن نعم اخرى أجهل الكثير منها وعنها. سأتحدث عن نقطة النهاية وهي المؤتمرالأخير...هذا المؤتمر الذي لم أشترك في تنظيمه ولا في عمل لجانه رغم أن اسمي وضع في لجنة الترشيحات لحسابات معينة ورفضت ذلك وانسحبت أمام كل القاعة،كما أجهل عنه كل شيء قبل انعقاده وحضرته كما يحضره الضيوف ولكن كواليس اللعب كانت تصلني من الواشين الذين يعتقدون أن كرسي في الاتحاد هو القمة..هو الوصول..هو المصلحة..هو الصندوق الأسود فيصطادون في الماء العكر، لأنهم لا يملكون فكرا يسندهم حين تنكسر الكراسي أو إبداعا يؤمنهم من خوف العبث ذلك العبث الذي مورس على الأدب وبأساليب غير قانونية وغير محترمة . الكل مثل ديكورا في القاعة والكل يعلم أن الأمر محبوكا..وكما قال لي أحد الأدباء: لو وصلت يوم السبت أو الأحد نهارا لشاركت في المؤتمر.. هذا إسقاط شكلي للأمرداخل القاعة فقط. أسماء أحترمها حضرت ولكنها قليلة مقابل تلك التي لاصلة لها بالأدب ولا أقصد فئة المبتدئين بل أقصد الذين لا علاقة لهم بالإبداع نهائيا ويجهلون تماما هذا المجال وجيء بهم بنفس الطريقة التي يؤخذ بها الغاشي في الحافلات من كل صوب لملئ القاعات الفارغة في المناسبات وفي الحملات الحزبية وقد قال دكتور فاعل في كواليس الاتحاد و المؤتمروالذي أكن له كل الإحترام : هذا مؤتمر يجسد كل معاني الديموقراطية وأكبر دليل على ذلك هو حضور هذه الفئات التي لا يشترط أن تكون على علاقة بالأدب... المهم خضع الأمر لمقاييس ميليمترية ليست بريئة ولا تزعجني بقدر ما أزعجني فضولي وتساؤلي عن ذلك الصندوق الذي جيء به ووضع لأجل الإنتخاب وتم كل شيء بدون انتخاب بسياسة الكوطة والتخياط وصيانة أهل الشيتة والمآرب الأخرى.. ورحل الجميع وبقي الصندوق فارغا يشهد مأساة الاتحاد والتعيينات الغريبة لأعضاء المجلس الوطني الذي ضم حتى من لا علاقة لهم بالوسط الأدبي لا من حيث الإصدار ولا من حيث الكتابة أصلا ...على ذلك من منطلق ما بعد الحداثة. وبكل شفافية أبرئ ذمتي من كل ما حدث سواء إيجابيا أو سلبيا وأعلن استقالتي من اتحاد الكتاب الجزائريين فلهم اتحادهم ولي إبداعي وقلمي الأبقى دوما في الأفق. الأديبة زهرة بوسكين بئس الحال التي وصل إليها المشهد الثقافي في الجزائر يا زهرة يا بوسكّين..!