تشهد أسعار المواد الاستهلاكية بما فيها الخضر والفواكه استقرارا لم يسبق له مثيل منذ حلول شهر رمضان وهو الأمر الذي أراح جيوب المواطنين كثيرا وأفرح »الزوالية« منهم، وحسب ما توصلت إليه »صوت الأحرار« فإن هذا الاستقرار مترتب عن مجموعة من العوامل في مقدمتها مشاريع السكن التي أخذت حصة الطلب، بالإضافة إلى تجنيد أعوان مراقبين للأسواق وكذلك أسواق الرحمة التي أصبحت مقصد المواطنين الأول ما يعني أنها منافس قوي. مع نهاية أوّل أسابيع شهر رمضان قامت »صوت الأحرار« بجولة استطلاعية إلى سوق »فرحات بوسعاد« ب»ميسونيي« بالعاصمة للوقوف على أسعار الخضر والفواكه وما مدى الإقبال عليها من طرف المواطنين، وبمجرد دخولنا السوق صباحا في حدود العاشرة والنصف لا حظنا حركة دؤوبة للمواطنين من الرجال والنساء كما بدت لنا وفرة في الخضر والفواكه. وعند اقترابنا من أحد التجار لاحظنا غياب التسعير رغم أننا سمعنا أن هناك مراقبين يتردّدون على السّوق منذ أول أيّام الشهر ومن بين أهم الأمور التي يفرضونها على التجار هو إلزامهم بوضع لافتات تحمل سعر كل منتوج، ومع ذلك لم يتردد التاجر من اطلاعنا على سعر كل ما يبيعه، فقد بلغت البطاطا والبصل 60 دج، و70 دج هو سعر الكوسة والطماطم وبالنسبة للفلفل الحلو والبادنجان فقد وصل سعرهما إلى 120 دج بينما وصل سعر الفلفل الحار 140 دج، و100 دج لكل من الخس، الجزر، واللفت. وأضاف التاجر أن السعر المرتفع يعود للّيمون الذي وصل إلى 300 دج للكيلوغرام والثوم ب500 دج للكيلوغرام أيضا، وعن الأسعار عموما قال أنها مستقرة مقارنة بالسنوات الفارطة كما أنها عرفت انخفاضا طفيفا مقارنة باليومين الأولين من رمضان حيث قدر الفرق من 20 إلى 30 دج؛ وفي زاوية أخرى من السوق لاحظنا اختلافا في الأسعار وكانت جد معقولة بداية من البطاطا والطماطم ب40 دج والبصل ب50 دج وصولا إلى الكوسة التي قدر سعرها ب3.5 دج. وبجانب تاجر الخضروات تتواجد طاولة للفواكه قمنا بلمح الأسعار التي كانت على كل فاكهة، فالخوخ والمشمش ب120 دج، و550 دج لحب الملوك بينما بدا سعر البطيخ معقولا حيث قدر ب40 دج للكيلوغرام، وحسب ما أوضحه لنا بائع الفواكه فإن أسعارها لم تبارح مكانها منذ دخول رمضان. وبعد انتهائنا من الحديث مع التجار توجهنا إلى بعض المواطنين الذين كانوا يتسوقون والبداية كانت مع نصيرة التي وجدناها تشتري في الديول والقطايف أكدت لنا أن الأسعار رغم أنها انخفضت عن الأيام الأولى إلاّ أنها لا تزال مرتفعة نسبيا وأضافت قائلة: »حقيقة الأسعار معقولة خاصة مقارنة بما كانت عليه في السنوات الفارطة، ونتمنى أن تستقر أو تنخفض أكثر الأيام القادمة«، وشاطرتها الرأي نورة التي أثنت على ما تقوم به وزارة التجارة بما في ذلك تجنيد أعوان للمراقبة بالأسواق لمراقبة الجودة. محمد مواطن آخر التقينا به بالسوق هو الآخر استحسن أسعار المواد الاستهلاكية عموما والخضر والفواكه خصوصا، وقد شاركنا رؤيته للأسباب التي ساهمت في استقرار الأسعار وفي مقدمتها انشغال المواطنين بمشاريع السكن بكل صيغه سواء عدل، الاجتماعي أو التساهمي ما جعلها تخطف اهتمام المواطنين وتلهيهم، وهو الذي انعكس بعزوفهم على الاقتناء العشوائي للمواد الاستهلاكية الذي كثيرا ما كنا نشهده كل سنة من رمضان، وحسب سفيان فإن أسواق الرحمة التي نصبتها وزارة التجارة كسرت جشع التجار وكبحت استنزاف الجيوب ومن جهتها جعلت تجار التجزئة يضبطون أسعار منتجاتهم. وعلى خلاف الخضر والفواكه وقفنا على اشتعال فتيل أسعار الأسماك التي بدت جهة بيعها شبه خالية، فالجنبري وصل سعره إلى 2000 دج، و»الروجي« 1200 دج، كالامار 1600 دج و السردين ب300 دج وقد علقت لامية على الأسعار بالجنونية وأضافت قائلة: »حرمنا من أطباق السمك هذه السنة«، وعن سبب هذا الارتفاع الفاحش أرجعه تاجر إلى قلة المنتوج بسبب توقف الصيد في هذه الفترة. وعموما توضح لنا أن أسعار مختلف المنتوجات الاستهلاكية معقولة هذه السنة وقد استقرت نهاية الأسبوع الأول من رمضان ومن المتوقع أن تحافظ على استقرارها كامل الشهر خاصة وأنها تتأثر بالأسعار التي تعرضها أسواق الرحمة والأهم من ذلك انشغال المواطنين بمشاريع السكن والترحيل التي ينتظرونها بفارغ الصبر والتي صرفت أنظارهم عن الاقتناء العشوائي للمواد الاستهلاكية عموما.