مشهد مثير ومحزن في آن واحد، امرأتان ورجل يقومون بفرز ما جادت به مفرغة القاذورات أمام مدخل سوق ”كلوزيل” بالعاصمة، الصورة تثير الكثير من التساؤلات، لكن في النهاية جميعهم يبحثون عن بقايا الخضر والفواكه التي ترميها أيادي التجار في هذا السوق المغطى في ظل غلاء الأسعار· روبورتاج: فتيحة/ ز
بجانب المفرغة المخصصة لجمع النفايات الخاصة بالسوق، يتواجد باعة صغار عرفوا كيف يجلبون زبائنهم أمام المدخل الرئيسي للسوق، يضعون سلعهم وبضاعتهم بطريقة تجلب الأعين وتشد الناظر· أما السعر فذاك سؤال آخر·
أفرغت الجيوب
خمس طاولات للفواكه تستقبل زوار السوق، قبل ولوجه بخطوتين أو ثلاثة فقط، هناك الموز والتفاح والتمر باعتبارها فاكهة الموسم وكذا مختلف أنواع الحشيش من بقدونس و”الكرافس” والحمص وحتى الثوم وغيرها من الحشائش الخضراء الطرية وذات الرائحة الزكية التي تجذب إليها الأنوف في الصباح الباكر، و لكن إن كان سعر البقدونس لا يتعدى العشر دنانير التي هي في متناول الأغلبية من المواطنين، فإن سعر الموز على تلك الطاولة 110 دينار، هذا في خارج السوق أما داخل السوق فحدث ولا حرج·
المثير في الأسعار التي عرضها الباعة في مختلف طاولاتهم المتراصة جنبا إلى جنب وطبشور أبيض على لوحة سوداء أنها باهظة جدا، مقارنة بالأسعار قبل ثلاثة أسابيع من يوم أمس· وبالأرقام فإن سعر البصل وصل إلى 60 دينارا وسعر البطاطا 75 دينار وهي مرشحة للارتفاع في اليومين المقبلين، على حد تعبير أحد الباعة في تصريحات متفرقة ل”البلاد ”· بينما سعر ”القرعة” وصل إلى 140 دينارا· أما البرتقال فوصل إلى 120 دينار و140 دينار· بينما سعر التفاح بلغ السقف، حيث يقدر ب200 دينار·
منخفضة ولكن
في السوق الشعبي ”العقيبة” وسوق ”مارشي12 ”ببلكور تختلف الأسعار، فالأسعار خاصة بالزوالية، على حد تعبير الكثيرين ممن تحدثت إليهم ”البلاد”، فهنا يلجأ المواطن لشراء الخضر والفواكه بسعر منخفض مقارنة مع أسعار معروضة في العديد من الأسواق، خصوصا الخضر مثل البطاطا والبصل والطماطم·
فمثلا سعر البطاطا هنا لا يتجاوز 50 دينار وهو سعر مرتفع مقارنة بأسعارها في الأشهر الماضية، لكنه منخفض بالمقارنة مع أسعارها في أماكن أخرى·
أما بالنسبة لسعر الفلفل الأخضر فيقدر ب80 دينارا· أما سعر ”القرعة” فيقدر ب110 دينار· كما أن سعر الطماطم وصل إلى 40 دينارا وهو سعر معقول في ”مارشي 12 ”، مقارنة بسعرها في أسواق أخرى بينما سعر التفاح 150 دينار إلى 120 دينار· فيما الموز لا يتجاوز سعره في ”العقيبة 100 دينار وهو ما يجعل الكثيرين يلجأون لشرائه كفاكهة تسيل لعاب الكثيرين· ولكن رغم ذلك لم تتوان إحدى النساء عن القول إن سعر الخضر والفواكه مرتفع جدا، وسيأتي يوم لا نشتري ولا نأكل·
بينما رد أحد التجار حول سبب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه بالقول ”ارتفعت الأسعار منذ بداية فيفري وخصوصا مع موجة البرد والثلوج التي شهدتها الجزائر خلال الفترة الأخيرة، ما رفع سعرها في سوق الجملة فمابالك في سعر التجزئة”·
عدد من الزبائن فضل أن يقوم بجولة بسيطة إلى السوق ورغم تلك الأسعار المنخفضة مقارنة مع أسعار أخرى في أماكن أخرى، إلا أنهم رفضوا شراء بعض الخضر المرتفعة أسعارها والاكتفاء بشراء البصل والحشائش· فيما كشفوا لجوءهم إلى طهي العجائن في مثل هذه الفترة من البرد القارس·
·· ويسألونك عن سعر البطاطا
من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة الخضر والفواكه لاتحاد التجار والحرفيين فريد توامي، أن التقلبات الجوية التي عرفتها الجزائر في شهر فيفري الجاري ستؤثر سلبا على منتوج البطاطا وذلك بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الفلاحون وهلكت الهكتارات من الأراضي الفلاحية·
وقال توامي في تصريح صحفي، أمس، أن أسعار البطاطا ستعرف زيادات في الأيام القادمة قد تصل إلى 150 دينارا في أسواق التجزئة فيما سعرها يتراوح في سوق الجملة ما بين 90 و95 دينار·
وحذر المتحدث من ندرة البطاطا خلال الفترة المقبلة، على اعتبار الخسائر التي عرفها الفلاحون في الفترة الماضية، بسبب تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة التي لم تكن متوقعة·
وقال المتحدث لا يمكن أن نحدد سعر البطاطا في السوق لاعتبارات عديدة، أهمها الندرة المتوقعة، فضلا عن المضاربة التي ستعرف ارتفاعا بالموازاة مع فقدان هذه المادة الغذائية الأساسية في مأكولات الجزائريين·
اتحاد التجار يطمئن
الأسعار مرشحة للانخفاض ”قريبا”
طمأن الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح، المواطنين، متوقعا انخفاض أسعار الخضر والفواكه تدريجيا ابتداء من الأسبوع المقبل وهذا بعد تحسن الأحوال الجوية التي تعد السبب الرئيسي حسبه لهذا الإرتفاع، وبرر ارتفاع أسعار اللحوم خاصة البيضاء منها إلى الخسائر التي تكبدها المربون بسبب هلاك المئات من الماشية والدواجن بسب البرد وعدم قدرة الموالين على تسويق منتوجاتهم بالمدن بسبب الحالة السيئة التي تعرفها الطرقات·
الأمين العام لاتحاد التجار، أكد في اتصال هاتفي مع ”البلاد” أن الأسواق المحلية لم تشهد ندرة فيما يخص الخضر والفواكه، ما عدا بعض المناطق النائية، وأرجع الارتفاع الجنوني للأسعار إلى موجة البرد التي اجتاحت الجزائر وعرقلت تسويق المنتوج من المناطق الداخلية إلى أسواق الجملة بالعاصمة، خاصة أمام الصعوبات التي يواجهها الفلاحون في الحصول على المنتوج، وهذا ما أثر على أسعارها وقلل من مخاوف تأثير موجة البرد التي دامت قرابة أسبوعين على استمرار هذا الارتفاع الذي اعتبره ظرفيا، حيث طمأن المواطنين بشأن توقعات انخفاض أسعار الخضر والفواكه بدءا من الأسبوع المقبل بعد تحسن الأحوال الجوية· كما حمل مسؤولية بلوغ الخضر أسعارا قياسية إلى غياب الرقابة، في ظل التجارة الحرة التي جعلت التجار يدخلون في المضاربة ويفرضون أسعارا تفوق القدرة الاستهلاكية للمواطنين مستغلين هذه الظروف الجوية· كما كشف صالح صويلح عن توقف 3000 مؤسسة إنتاجية مختصة في استيراد الخضر والفواكه عن النشاط وهو العجز الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم بأنواعها·
زهية· ر
حتى مدينة سهل المتيجة لم تسلم من لهيب الأسعار
تعرف معظم أسعار الخضر والفواكه بولاية البليدة ارتفاعا ملحوظا مند عدة أسابيع، أرجع أصحاب المحلات اسبابه إلى تزايد الطلب ونقص العرض بأسواق الجملة ومنها سوق مدينة بوفاريك· هذا وقد سجلت ”البلاد” خلال جولتها الاستطلاعية للسوق ارتفاعا مذهلا مس معظم الخضر والفواكه، حيث بلغت الأسعار مستويات قياسية وهذا في فترة وجيزة قبل شهر رمضان، وتراوحت أسعار القرعة ”الكوسة” في سوق الجملة ببوفاريك بين 70 و80 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان سعرها لا يتجاوز 35دج خلال الأيام الماضية· فيما وصل سعر الطماطم إلى حدود 60 دج بعدما كان سعرها لا يتجاوز 30 دينارا منذ حوالي أسبوعين· في حين بلغ سعر الفاصوليا الخضراء 120 دينار· أما الفلفل فقد تجاوز سعره 100 دينار والذى كان بدوره لا يتجاوز 60دج خلال الأسبوع المنصرم· أما البطاطا فقد وصل سعرهما إلى 60 دينارا· أما عن بقية الخضر فلا تقل أسعارها عن 80 دينارا للكيلوغرام الواحد كما هوالشأن بالنسبة للكرنب والباذنجان فيما كان يقدر سعريهما قبل أسبوعين فقط ب 40 دينارا· فيما حطمت أسعار الجزر رقما صدم المواطنين بوصول سعرها إلى 90 دينارا· أما سعراللفت فقد بلغ 100 دينار·
ارتفعت في الفترة الأخيرة بمدينة قسنطينة، أسعار الخضر والفواكه إلى أعلى مستوياتها، بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرفتها المدينة خلال هذه الأيام بسبب التساقط الكبير للثلوج· ويتحجج الفلاحون بعدم القدرة على جني المنتوج، بالنظر إلى الظروف المناخية الأخيرة والتي منعت الكثير من الفلاحين من جني محصول الموسم وخاصة ما تعلق بمنتوج البطاطا، التي تبقى أسعارها في غير متناول غالبية المواطنين، حيث تعرف معظم الأسواق الجوارية والفوضوية ارتفاعا جنونيا في أسعار الخضر والفواكه، حيث قفز سعر البطاطا إلى 70 دينارا للكيلوغرام الواحد هذه الأخيرة المعروفة بوفرة إنتاجها محليا، حيث أضحت في غير متناول المواطن البسيط بعد أن كان سعرها يتراوح بين 30 و40 دج ووصل سعر الطماطم إلى 80 دينار للكيلوغرام الواحد و160 دينار بالنسبة للقرعة ”جريوات”، وقدر للكيلوغرام الواحد للبصل ب 60 دينارا ووصل سعر الجزر إلى 60 دج للكيلوغرام أيضا· أما الفلفل الحار فتراوح سعره بين 160 و200 دج· وفيما يخص الفواكه فهي تعرف استقرارا، حيث قدر سعر الكيلوغرام الواحد للبرتقال ب 80 دج وتراوح سعر الموز بين 120 دج و140 دج للكيلوغرام، وفي الوقت ذاته، عرفت اللحوم الحمراء والبيضاء غلاء فاحشا، حيث قدر سعر لحم الغنم 1200 دينار للكيلوغرام و1000 دج بالنسبة للحم البقر بينما الدجاج وصل ثمنه إلى 3500 دج·
تشهد أسواق ولاية سكيكدة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية وعلى رأسها الخضروات والفواكه التي بلغت أسعارها أرقاما قياسية لم تبلغها من قبل· أما اللحوم البيضاء والحمراء والأسماك فلمن استطاع إليها سبيلا·· ”البلاد” تجولت في مختلف أسواق سكيكدة المغطاة وغير المغطاة ووقفت حقيقة على التهاب الأسعار في ظل تفاقم أزمة سوء الأحوال الجوية، حيث شهدت أسواق مدينة سكيكدة والمدن الكبرى وضواحيها خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا فاحشا في مختلف المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، سواء تعلق الأمر بمختلف الخضروات أو باللحوم البيضاء والحمراء، بما في ذلك الأسماك التي أسقطتها الطبقة المتوسطة من قائمة المشتريات الضرورية بعد أن بلغ سعرها مستويات قياسية جاوزت ال 450 دج للسردين الأزرق الذي كان سعره لايتجاوز 100 دج قبل الأزمة، شأنه في ذلك شأن اللحوم بنوعيها، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاءبسكيكدة خلال اليومين الأخيرين ال400 دج/كلغ، وهو سعر مرشح للارتفاع حسبما أدلى لنا به بعض الباعة وكذا بعض أصحاب المداجن بحكم تقلص المربين، بسبب سوء الاحوال الجوية التي لاتساعد في تربية الدواجن بسبب البرد القارس الذي اجتاح الولاية·