عبّر المشاركون في الجامعة الصيفية التي يعقدها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بثانوية القديس أوغستان في عنابة عن رفضهم المطلق لخرجة بن غبريت الأخيرة، التي كشفت فيها عن سعيها لإقرار التدريس باللهجات العامية في التعليم التحضيري وفي السنتين الأولى والثانية ابتدائي، وقال الصادق دزيري رئيس الاتحاد للوزيرة بن غبريت وخبرائها فيما هي مستعجلة جدا لإقرار ما دُبّر بليل: كان أولى بك وبخبرائك إصدار توصيات لتطوير اللغة الأمازيغية، باعتبارها رافدا من روافد الشخصية الجزائرية، وحصنا منيعا للوحدة الوطنية، واعتماد اللغة الانجليزية لغة أجنبية أولى كونها الرائدة عالميا وعلميا. jنطلقت صباح أمس أشغال الجامعة الصيفية للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بثانوية القديس أوغستان في عنابة، تحت شعار »التقارب والتنسيق النقابي في خدمة الموظفين والعمال«، ورغم أن برنامج الجامعة ثري وواسع بالمحاضرات والمداخلات، وبما فيها المداخلات التي تناولت المطالب العمالية المهنية والاجتماعية، وغيرها من المحاور، إلا أن النقاش فيها تركز أساسا وبقوة على الندوة الوطنية التي نظمتها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت يومي 25 و 26 جويلية المنقضي، وبصفة أدقّ حول محورين أساسيين: الأول يتمثل في استنكار التحريف والتغيير المفاجيء لموضوع الندوة الوطنية حال انعقادها في قصر المؤتمرات بنادي الصنوبر دون سابق إعلام أو إشعار للنقابات، ولأهل القطاع جميعهم، بالرغم من أن بن غبريت هي نفسها كانت أعلنت ولأكثر من مرة في تصريحات قبلية عن أن هذه الندوة الوطنية ستكون خاصة فقط بتقييم التعليم الثانوي، وبصوت واحد قال المشاركون في الندوة، الآن عرفنا لماذا تكتمت بن غبريت عما تريده من هذه الندوة، ولماذا تعمدت تغيير موضوعها بالمرة . والثاني يتمثل في الخرجة التي بادرت بها السيدة بن غبريت ومن معها من التيار التقليدي الفرانكو شيوعي، المناصر لتوسيع تجسيد وترسيخ اللغة الفرنسية في الجزائر، والمعادي للغتين العربية والأمازيغية والإسلام ، وسائر القيم الوطنية الأخرى التي نصصت عليها ثورة نوفمبر المجيدة، وكان هذه المرة عن طريق فبركة توصيات مشؤومة، لا وطنية، تقضي بالتدريس باللهجات العامية عوض اللغة العربية في التعليم التحضيري وفي السنتين الأولى والثانية ابتدائي، قصد قطع الطريق عن اللغة العربية وتأخير سنة التدريس بها لغاية السنة الثالثة ابتدائي، التي هي سنة الشروع في تدريس اللغة الفرنسية. وقال الأستاذ دزيري في مداخلته الافتتاحية التوجيهية: » إن وزارة التربية الوطنية بخرجتها الاستعجالية في تنظيم الندوة الوطنية لتقييم تطبيقات إصلاح المدرسة الجزائرية وضعت الجزائر في مأزق وهي في منأى عنه، إذ أقحمت نفسها في موضوع ترسيم استعمال اللهجات العامية للأقسام التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي، الذي يحتاج لنقاش معمق، فاستفردت به بتحجج تبنّيها رأي خبراء للتربية«. هؤلاء الخبراء الذين قال بشأنهم دزيري »كان أولى بهم وبالوزيرة إصدار توصيات لتطوير اللغة الأمازيغية باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الشخصية الجزائرية، وحصنا منيعا للوحدة الوطنية، واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى كونها اللغة العالمية والعلمية الأولى في العالم، سعيا للتقدم العلمي والتكنولوجي، أم أن الخلفية الإيديولوجية والفكرية تغلبتا عن الروح العلمية الصرفة، وهو ما نعتبره سابقة خطيرة لا تحمد عقباها«. وبوضوح تامّ لا لُبس فيه، قال رئيس الاتحاد: » لا يمكن أبدا بعد أزيد من نصف قرن من استقلال الجزائر تحقيق ما عجزت عنه فرنسا الاستعمارية في ضرب اللغة العربية، والعودة للوراء، لأنه سبق أن سعت من أجله فرنسا في محاولة يائسة، لطمس معالم الشخصية الوطنية، وضرب هوية الشعب الجزائري في العمق«. ومن دون تردد قال المسؤول الأول في الاتحاد أيضا: » إن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين يرفض رفضا قاطعا إقحام المدرسة في صراعات إيديولوجية عقيمة، أخذت منا جهدا ووقتا ثمينين منذ الاستقلال ، كما يرفض رفضا جازما إرجاعنا لعهد السبعينيات من القرن الماضي، لاختلاق صراعات ومعارك وهمية جانبية تجاوزها الزمن كثيرا ما شغلتنا بالتوافه عن عظائم الأمور، وحدّت من إرادتنا في القيام بنهضة علمية شاملة، تضمن لنا التقدم والازدهار، في الوقت الذي تنْصبُّ فيه جهود دول العالم على التنافس من أجل التفوق العلمي والتكنولوجي فحققت المراد والمبتغى«. وواصل دزيري قائلا: » كان أولى بوزارة التربية الوطنية تخصيص هذه الندوة لتقييم مرحلة التعليم الثانوي، كما كان مبرمجا، ثم دراسة آليات تحسين النتائج المدرسية لتحقيق الأهداف المسطرة التي تضمنها القانون التوجيهي للتربية الوطنية، بتحقيق نسبة نجاح 70 بالمائة، وهو مشروع آفاق سنة 2015 ، والتفكير مليا في العقبات التي ستعترض الدخول المدرسي، من خلال تعيين 7200 متعاقدا )مستخلفا(، ناهيك عن الحالات الاستثنائية الأخرى، مما سينعكس سلبا على النتائج المدرسية والمردود التربوي، نتيجة بعض بنود التعليمتين المتعلقتين بالاستخلاف والمسابقات والامتحانات المهنية«.