اعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الخطاب الأخير الذي ألقاه العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة ما يسمى ب »المسيرة الخضراء«، أي بمسيرة احتلال الصحراء الغربية، أنه يشكل تطورا خطيرا في التوجهات والسياسات الرسمية المغربية تجاه السكان الصحراويين المحرومين من حقوقهم الطبيعية المشروعة، في إقليم واقع تحت المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة، محذرا من جهة أخرى من خطورة هذا الصعيد المغربي الذي يتزامن مع مواصلة الرباط انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. حذر الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، في رسالة مستعجلة وجهها إلى الأمين العام الأممي بان كي مون ، من خطورة التصعيد المغربي الذي أفصح عنه الملك المغربي، محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه الجمعة المنصرم، بمناسبة الذكرى ال 34 لمسيرة »العار« المغربية، التي انتهت باحتلال الصحراء الغربية، واعتبر أمين عام جبهة البوليساريو أن خطاب العاهل المغربي جاء مزيجاً من التهديد المباشر للمواطنين الصحراويين، والتنكر الصريح لمقتضيات الشرعية الدولية ومحاولة لتبرير ممارساته القمعية أمام الرأي العام الدولي. وقال الرئيس الصحراوي بأن ملك المغرب »يقود شخصياً مسلسل القمع الوحشي والاعتقالات والاختطافات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي تمثل امتداداً لسياسات الإبادة ونهب الثروات الطبيعية الصحراوية والاستيطان التي انتهجتها السلطات المغربية منذ احتلالها للصحراء الغربية يوم 31 أكتوبر 1975«، وأشار من جهة أخرى إلى أن الخطاب يعكس تطوراً خطيراً في التوجهات والسياسات الرسمية المغربية تجاه السكان الصحراويين المحرومين من حقوقهم الطبيعية المشروعة، في إقليم واقع تحت المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة. واستغرب أمين عالم جبهة البوليساريو في نفس السياق من كون »ملك المغرب يصنف كل الصحراويين المتشبثين بحق تقرير المصير والمدافعين عن ميثاق وقرارات الأممالمتحدة، ومقتضيات القانون الدولي الإنساني، على أنهم جميعاً خونة ولا مكان لهم إلا السجون والمحاكمات العسكرية المغربية«، ولاحظ محمد عبد العزيز بأن ملك المغرب، بقوله » إما أن يكون المواطن مغربياً أو غير مغربي... إما أن يكون الشخص وطنياً أو خائناً«، إنما يصادر إرادة الصحراويين وحقهم في الاختيار الحر والسيد، بل إنه يصادر القوانين الدولية ويضعها في خانة الخيانة، متسائلا »هل يريد ملك المغرب أن يحتجز الشرعية الدولية ويقدمها للمحاكمة العسكرية، ويحكم عليها بالإعدام؟«. وواصل الرئيس الصحراوي، في رسالته، انتقاداته لمضمون الخطاب الأخير للملك المغربي، حيث أوضح انه من ضمن المخاطر التي حواها هذا الخطاب كونه » يشرع عمليات الاختطاف والاعتقال والتعذيب والترهيب في حق المواطنين الصحراويين المسالمين، ويشجع على الاستمرار في تلفيق التهم لهم، بما فيها تهمة الخيانة العظمى، وتقديمهم للمحاكمات الصورية بل وإلى المحكمة العسكرية والزج بهم في السجون والمعتقلات.« وأشار محمد عبد العزيز إلى الأهداف التي يصبوا إليها ملك المغرب، لمعاقبة الصحراويين، بأقسى العقوبات، على مواقفهم المشروعة، باعتبارهم، حسب وصف الملك، مجرد »شرذمة من الخارجين عن القانون« في إشارة إلى النشطاء والمناضلين الصحراويين، موضحا بأن الملك» يبحث عبثاً عن تبرير القمع والتنكيل والظلم والاستبداد، وبالتالي إصراره على المضي في تلك الممارسات والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية.« وأضاف الرئيس الصحراوي في رسالته التي وجهها إلى أمين عام الأممالمتحدة أنه »عندما يتحدث ملك المغرب عن قضية وجود لا مسألة حدود بخصوص قضية الصحراء الغربية، وهي القضية الدولية المعروفة والمصنفة لدى الأممالمتحدة في خانة تصفية الاستعمار، إنما يسوغ الأطماع التوسعية المجردة، بعيداً كل البعد عن مقتضيات القانون وقرارات الشرعية الدولية« ، وهو ما جعل أمين عام جبهة البوليساريو يواصل قائلا بأن ملك المغرب، يناور المجموعة الدولية ويغالط الرأي العام عندما يقول بأنه مستعد » للتفاوض الجاد...على أساس الحكم الذاتي وفي نطاق سيادة المملكة المغربية«، موضحا انه يبحث عن التنصل من التزامات المغرب الدولية التي قطعها على نفسه في عهد والده الحسن الثاني في اتفاقيات هيوستن ومخطط التسوية. وأكد محمد عبد العزيز، بأن محمد السادس يعمد إلى المغالطة المكشوفة، عندما يشترط الدخول في مفاوضات تقوم على محاولة فرض الأمر الواقع الاستعماري، في تناقض كامل مع نص وروح قرارات مجلس الأمن الأممي، وهي القرارات التي تؤكد، بلا لبس ولا غموض، بأن جوهر المفاوضات الجادة وغير المقيدة بشروط مسبقة، هو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، ووصف خطاب أعلى سلطة في المغرب بأنه »مشحون بالعدوانية والتحريض والتأليب ضد المواطنين الصحراويين العزل المسالمين المطالبين بحقوقهم الطبيعية المشروعة.