نجحت معظم دور النشر العربية للوصول إلى جيوب زوار الصالون الدولي للكتاب ، من خلال تركيزها على جلب كتب الطبخ، الحلويات وكتب الأطفال بكل الأشكال والألوان فضلا عن تلك المؤلفات التي تقدم وصفات سحرية لمعالجة أزمات الحب وكل ما يهتم بشؤون المرأة ، فيما راهنت دور النشر الفرنسية والجزائرية الناشرة بالفرنسية على رفع بورصتها خلال هذه الدورة من خلال القواميس و الكتب العلمية التي استقطبت الطلبة و المتمرسين وحتى الأولياء. لعل القارئ الجزائري تنوعت اهتماماته خلال الطبعة الجديدة من الصالون الدولي للكتاب ، حيث شهد الكتاب العلمي وكتب الأطفال ، وتلك التي تهتم بالطبخ و الحلويات اقبالا كبيرا من طرف الزواروذلك على حساب الكتاب الديني الذي اعتاد أن يكون الأول فيما يخص نسبة المبيعات طوال الطبعات السابقة، خاصة الكتاب المستورد من المشرق العربي،في الوقت الذي تعجّ فيه بعض دور النشر الجزائرية بالزوار والقراء، لا سيما منشورات »القصبة» و»الشهاب» و»الوكالة الجزائرية للنشر والإشهار »أناب»،إضافة إلى منشورات دار الحكمة وداليمان و غيرها وذلك لتنوع إصداراتها بين الكتب التاريخية المثيرة للجدل والأعمال الروائية لأشهر الروائيين بالبلاد ،فا ن أجنحة دور النشر الفرنسية شهدت توافدا كبيرا على الكتاب العلمي والقواميس، إضافة إلى كتب الطّب المتخصصة، والتي تعرف ندرة في السوق الجزائرية، وبعض القصص المصورة للأطفال. القواميس والكتب العلمية ترفع بورصة دور النشر الفرنسية تسجل المعاجم بكل أحجامها ولغاتها أعلى رقم مبيعات، خاصة بجناح لاروس وهاشيت و لوروبير وهي القواميس الأفضل في السوق؛ نظرا إلى ثرائها وتنوع تخصصاتها، رغم أسعارها المرتفعة. كما شهدت معاجم اللّغات إقبالا كيبرا، وهو ما يبن اهتمام القارى الجزائري باللغات الأجنبية. حيث لوحظ ازداد الطلب على المعجم فرنسي إسباني و فرنسي إيطالي. من جهة أخرى ، شهدت قواميس اللغات: الإسبانية والايطالية والألمانية إقبالا مثيرا للانتباه، الأمر الذي وصفه بعض الناشرين بأنه إيجابي كما عر ف جناح هاشيت إقبالا منقطع النظير، خلال الأيام الأولى من المعرض، بسبب ما تعرضه الدار من كتب متخصصة ككتب الطّب والهندسة والزراعة،ولم يقتصر اقبالالجمهور على هذه الأخيرة فقط بل وصل آلت تلك الكتب التي تهتم بالأدب الكلاسيكي الفرنسي ، وكتب الجيب التي تؤكد، من خلالها دور النشر الفرنسية حضورها بالصالون، لتبرز اهتمام الجزائري بآداب العالم. إقبال على كتب الطبخ وتدافع على كتب الحلويات رغم أن الدورة 20 لصالون الجزائر الدولي للكتاب أفردت مساحة كبيرة للكتاب العلمي ، والتاريخي إلا أن الكتب الخاصّة بالطبخ و الحلويات L?art culinaire مازالت تحصد أرقاما قياسية في نسب المبيعات، حسبما وقفت عليه » صوت الأحرار« في عدد من دور النشر الجزائرية والعربية. فجناح دار المرشد مثلا، فضّل وضع كتب الطبخ في الواجهة، حيث ان 70 بالمائة من الكتب التي يقدمها لزوار الصالون خاصة بفن الطبخ ،وهو ما يترجمه كتاب الشيف حورية التي تقدم برنامج الطبخ على قناة سميرة، حيث حدد سعر الكتاب ب100 دج وهو ما جعل الزوّار يتقاطرون على الجناح، مشكّلين طابورا طويلا من أجل اقتناء حصّتهم من العرض المغري، دون أن يلتفت أحد إلى الكتب الاخرى التي تعرضها دار المرشد ، وحسب المسؤول على ذات الجناح براهيم عبد الرحمان فان دار المرشد من تأسيسها عام 1999 وهي تعمل على توفير الكتب التي تهتم بالترجمة و القواميس اللغات العربية الفرنسية و الانجليزية المخصصة للتلاميذ ة الطلبة، وتعمل على عرض كتب اخرى في ذات المجال في النحو بمختلف اللغات الأجنبية و بطبعات أنيقة تجلب التلاميذ. رحلة شاقة بين غذاء العقل و البطن الزائر للصالون الدولي للكتب يلاحظ أن سواء تعلق الأمر بداخل أو خارج مساحات العرض ،اكتضاض حول محالات الأكل الخفيف بالسافكس ، ما جعل من الزوار الجلوس تحت الأشجار ، الأرصفة و السلالم لتصفح الساندوتش قبل الكتاب ... وهو ما يفند أن غذاء البطن عند الجزائريات يسبق غذاء العقل،رغم من الأسعار خيالية إلا أن الكل يشتري و الكل يشتكي. إقبال قليل على الأنشطة الثقافية للصالون لم يستقطب البرنامج الخاص باللقاءات الفكرية والمحاضرات المبرمج على هامش نشاط المعرض على غرار الدورات الماضية اهتمام الجمهور العريض باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر .و على غرار السنوات الماضية تكرر نفس المشكل و السبب في ذلك كما أكده بعض الزوار هو ضعف الاتصال و المعلومات عن الأنشطة. المبرمجة حيث كانت الملصقات واللافتات الاشهارية شبه غائبة عانى أيضا برنامج هذه الدورة من التأخير او الغاء بعض الأنشطة علاوة عن نقص في السندات السمعية البصرية واضطراب في توزيع نشريه الصالون. وبالرغم من ان اختيار المنظمين ركز هذه السنة على برمجة موجهة اساسا لمهنيي الكتاب بالتعاون مع الناشرين الفرنسيين الذين يعد بلدهم ضيف شرف الدورة إلا ان هذه المبادرة لم تجد الصدى المرجو لدى الناشرين والكتاب الجزائريين.