أسدل، عشية أول أمس، الستار عن فعاليات الطبعة ال,19 لصالون الدولي للكتاب بالجزائر، فبعد 10 أيام من النشاط المكثف لهذه الدورة، التي عرفت مشاركة قوية ل 926 دار نشر من 43 دولة من أربعة قارات، بما في ذلك 267 ناشر جزائري، والتي كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف الشرف. عرف الصالون الدولي للكتاب» نحن والكتاب« في موسمه ال 19 ناجحا مُعتبرا بسبب الإقبال الكبير للجمهور الواسع من عشاق الكتاب بكل روافده الدينية و الفكرية و العلمية و الدراسية و حتى في فنون أخرى كالطبخ و ما شابه ذلك من سياحة ومعرفة أقاليم بلدان العالم، و ما لفت الانتباه الجناح التركي الذي شهدا إقبالا من طرف الجمهور على غرار الشباب الذين لهم شغف معرفة تاريخ هذا البلد الذي أصبح وجهة الكثيرون من خلال دراساتهم وأبحاثهم فضلا عن السياحة التي أضحت تعرفها تركيا، وقال بهذا الشأن المكلف بدار النشر التركية الأستاذ جيلان سركان أن الجناح استقبل زوارا كثر من جميع الفئات ومنهم الشباب الذين أبدوا إعجابهم بتركيا والمعالم التي تعرفها، وعن مشاركة الجناح بالمعرض قال أنها تتمثل في حولي 200 عنوان بين الديني والفكري والتاريخي وهذا حسبه لشغف المثقف الجزائري على الإطلاع على مختلف الكتب وتاريخ الدولة التركية وقال أن شركة مجموعة »كيناك «والتي تعد أكبر مجموعة نشر بتركيا والتي لها عدة فروع بدول العالم على غرار بروكسل ونيويورك ومصر، حريصة على أن تكون حاضرة بصالون المعرض بالجزائر كل سنة، حيث تهتم بنشر الكتب العربية والفرنسية ومن بين الكتب التي لقيت اقبالا يقول جيلان سركان أن كتاب »نور الخالد« للأستاذ محمد فتح الله كولون والذي حاز على ترجمة تصل إلى 45 لغة والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث يعتبر الكتاب أول دراسة بهذا الشكل. وصرح المتحدث أن إقبال هذا العام تزايد مقارنة بالسنة الفارطة، كما زاد الطلب على عدد من الكتب منها »سلاطين الدولة العثمانية« و»مكة والمدينة« وكذا كتاب جديد »قانون السلطان سليمان« والذي اقتناه الزوار خلال اليومين الأولين فقط. ومن جهة أخرى قال المتحدث أن هناك دور نشر مختلفة ومتعددة تهتم بنشر مختلف الكتب منها دار نشر »الزمبق« والتي تهتم بنشر الكتب قبل المدرسي، وهناك دار نشر »النيل« والتي تختص بالكتب الدينية والثقافية باللغة العربية والفرنسية، وكذا المجالات العربية والتي تترجم إلى مختلف اللغات على غرار مجلة »حراء« التي ترجمت إلى 8 لغات ومنها ما هي موجهة خصيصا للمجتمع التركي وأخرى لدول العالم .كما صرح جيلان سركان أن دور النشر التركية مهتمة بترجمة الكتب العربية إلى اللغة التركية ولغات الأخرى على غرار كتاب »مالك بن نبي« الذي يلقى إقبالا كبيرا بتركيا مما سمح بترجمته إلى سبعة لغات . وفيما تعلق بشراكة مع دور النشر الجزائرية قال ممثل مجموعة »كيناك« للنشر انه وخلال الأيام القادمة سيتم فتح فرع بالجزائر ليكون التعامل سهلا مع عشاق ومحبي الثقافة التركية. وقد شهدت معظم أجنحة دور النشر المشاركة إقبالا متزايدا خلال اليوم الأخير من التظاهرة وهذا لاقتناء كتبهم المفضلة سيما وأن المعرض عرف تخفيضات من دور النشر الوطنية والأجنبية مما دفع بالزائر الجزائري من إقتناء أكبر عدد من الكتب وهذا لأن أثمانها في متناول الجميع إلى جانب الهدايا التي كانت تقدم لهم. كما تميز اتساع المعرض هذه السنة على مساحة 20000 متر مربع مما توافق مع استخدام أمثل للأجنحة الرئيسية لقصر المعارض للصنوبر البحري، والذي عرف برنامج ثري من قبل المنظمين للاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة الجزائرية طوال السيلا وبالأخص الفاتح نوفمبر. وحسب المختصين وزوار الصالون الذين أكدوا لنا أن المعرض تحول ومنذ أن فتح أبوابه للجمهور، إلى قصر لعرض وإقتناء إبداعات من الكتب بالصنوبر البحري، مما جعله يعد من أكبر الأحداث الثقافية وأحسن عرس أدبي تعودت الجزائرعلى احتضانه لسنوات. وقد تربع المعرض الدولي للكتاب على دائرة اهتمام المثقفين والأدباء والمبدعين والمفكرين والباحثين والدارسين والطلبة الجامعيين وحتى تلاميذ مختلف الأطوار والشغوفين بالمطالعة، حيث كانت فرصة أمامهم للاحتكاك مباشرة بكتاب ومؤلفين كبار على غرار زهور لونيسي والمجاهد زهرة ظريف وكذا الكاتب أمين الزاوي والكاتبة ربيعة جلطي. وشكلت هذه التظاهرة أيضا فضاء جيدا للقراء لحضور النشاطات الثقافية التي تنظم على الهامش، ليتحول بذلك المعرض إلى محجّ تتدفق عليه حشود بشرية تنتمي لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية الذين قدموا إليه من كل مكان من العاصمة ومن سائر ولايات الوطن.. وقد كان هذا الإقبال النوعي والقياسي على أجنحة الصالون، محل ثناء من قبل العارضين الذين تحدثنا إليهم، والذين أجمعوا على أن معرض الجزائر الدولي للكتاب يظل من أهم صالونات الكتاب في الوطن العربي، سواء من حيث حجم الإقبال عليه وكذا سقف المبيعات ما جعل مردوديته تعتبر الأعلى مقارنة من الصالونات العربية الأخرى سيما وأن المعرض يشهد تطورا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة.. كما شهدت الطبعة 19 للمعرض الدولي للكتاب، مشاركة قوية لعدد من الوزراء السابقين والشخصيات السياسية البارزة، وذلك من خلال مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تصب في قوالب سياسية وأدبية وتاريخية وسير ذاتية ومذكرات. ومن جهة أخرى هناك من قال أن المعرض فقد خاصة منح الفرص للمشاركين وأينما هناك من يرى أن المعرض أصبح فضاء يشارك فيه جهات معينة تحت لواء » المحاباة« .