تحدث حميد قرين وزير الاتصال في لقاء تقييمي لقطاع الإعلام في الجزائر عن الظروف التي مر بها الإعلام الوطني خلال العشرية السوداء والتي قال إنها كانت سببا في »صناعة رأي عام على مقاييس دموية وغير عقلانية«، بحيث دفعت بعض الصحف إلى بث سمومها وتصفية حساباتها مع الآخر، ومارست ثقافة الشتم والقذف وقدمت للمواطن أخبارا مغلوطةً من أجل الحصول على أكبر نسبة من المبيعات، مؤكدا أن المواطن كمُتَلَقِّي له الحق في الحصول على المعلومة الصحيحة والموثوقة. أعلن قرين عن تنظيم دورة تكوينية مفتوحة يؤطرها خبراء إعلاميون أجانب تحت إشراف الإتحاد الأوروبي وذلك يوم غد بالعاصمة يشارك فيها جميع الصحافيين على المستوى الوطني، ويدور موضوعها حول الدولة التكوينية والاحترافية وأخلاقية المهنة، وتأتي هذه المبادرة التي شرعت فيها الوزارة لتمكين الصحفي من العمل الإعلامي واكتسابه الاحترافية، والذهاب بشكل جدي وفعال إلى تطوير المنظومة الإعلامية. تصريح وزير الاتصال جاء خلال مؤتمر نظم بدار الثقافة مالك حداد حول معرفة وسائل الإعلام واختير له شعار للمواطن الحق في معلومة موثوقة، نشطه الأستاذ شعبان لوناكل الرئيس المدير العام للإذاعة الوطنية بحضور إطارات إعلامية ومسؤولين رفيعي المستوى، عرض فيه التجربة الإعلامية في الجزائر بالمقارنة مع تجربة بريطانيا وفرنسا من حيث التنظيم والتمويل والمكانة، ما جعل الجزائر تضع ترتيبات أولية للخروج من الوضعية التي عاشتها في التسعينيات، مشيرا إلى الاهتمام الذي حظي به قطاع الإعلام بكل تخصصاته )المكتوب، السمعي والسمعي البصري( في عهد المصالحة الوطنية، حيث صبت خطابات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جل خطاباته على إصلاح المنظومة الإعلامية، وأعطى له الدفع القوي، حتى يتوجه المهنيون إلى الاحترافية وتكريس حرية التعبير، مع ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة باعتباره شريكا في العملية وهذا من أجل بناء منظومة إعلامية. وقال شعبان لوناكل من جهته أن الإعلام أصبح من الوسائل الأساسية للدفاع عن مصالح البلاد، غير انه انتقد بعض وسائل الإعلام التي ميعت الرسالة الإعلامية حسبه وتعاملت مع قضايا هامة على أنها قضايا فرعية، في وقت أهملت فيه القضايا الجوهرية، وبالأخص ما يحدث في المنطقة، كونها تمس استقرار الجزائر، واهتمت بالمناوشات السياسوية، التي أصبحت تتصدر الصفحات الأولى، وقد خص لوناكل الحديث وبشكل مسهب عن دور الإذاعة الوطنية، لاسيما وهي تحتفل بذكرى تأسيسها، مشيرا بالقول أنه في بداية العشرية لم تكن هناك سوى 3 قنوات، ولم تكن على استعداد لمواجهة الانزلاقات، الأمر الذي دفع بفتح المجال أمام التعددية الإعلامية لإنشاء قنوات أخرى، فكانت البداية بإنشاء الإذاعة الدولية، وهذا استجابة لمطالب المؤسسات الإعلامية العربية التي كانت تريد تزويدها بما يحدث في الجزائر، وفي الفترة نفسها أنشئت إذاعة القرآن لمواجهة الخطاب التكفيري، ولتقريب المعلومة من المواطن أنشئت الإذاعات المحلية، وأضاف أن الجزائر اليوم تملك نظاما سمعيا متطورا متكاملا، »ولكن للأسف ظهور الربيع العربي جعل الجزائر من الدول المستهدفة، لضرب استقرارها وتفكيك تماسكها الاجتماعي و لهذا جاءت هذه الورشات لرفع التحدي الإعلامي في تقوية الرابط الاجتماعي«. وردا على تساؤلات الحضور أكد لوناكل أن الرسالة الإعلامية ليست محايدة، لأن كل المجتمعات تبني منظومتها الإعلامية لخدمة مصالحها.