دعا وزير النقل بوجمعة طلعي، أمس، شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى تغيير نمط عملها وإلا فإنها "مهددة بالضياع" في ظل التنافسية الكبيرة، التي قال إنها "أفقدت الشركة الوطنية ألوانها"، فيما استبعد إمكانية خوصصة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مطمئنا عمالها بعدم وجود نية في تسريحهم بسبب العجز المالي الكبير الذي تعاني منه الشركة. طمأن بوجمعة طلعي، أمس عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية البالغ عددهم 13 ألف عامل، بعدم وجود نية لتسريحهم بسبب ما أسماه العجز المالي الكبير الذي تعاني منه الشركة، التي أكد خلال استضافته بالقناة الإذاعية الثالثة، عدم وجود أي مخطط لفتح رأس مالها أمام الخواص، وقال وزير النقل إنه »لا يمكن خوصصة الشركة مهما كانت الظروف«، مبررا ذلك بالقول »من هو الطرف الأخر (وطني أو أجنبي) الذي بإمكانه استثمار أموال كبيرة لن يكون بوسعه استعادتها في وقت قريب« في إشارة إلى العجز المالي الكبير الذي تعاني منه الشركة، بسبب انعدام إيراداتها. إلى ذلك، نفى طلعي أي توجه نحو تسريح العمال موضحا أنه أكد خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي الفيدرالية الوطنية للسكك الحديدية أول أمس، على الحفاظ على مناصب الشغل وخلق مناصب جديدة أخرى مضيفا بالقول »قلت للعمال إنه لن يكون هناك أي تسريح في صفوفهم، ولكن طلبت منهم بالعمل على تحسين مداخيل الشركة من خلال بذل مجهود اكبر من ذلك ما تعلق بالتعامل مع الزبائن«، كاشفا عن مخطط لتمديد الشبكة التي ستتدعم خلال السنوات الثلاث المقبلة بخطوط تصل إلى 2300 كيلومتر تدعم الموجودة حاليا والمقدرة ب4500 كيلومتر، إلى جانب فتح خطوط جديدة في 2016 و2017 في بعض المناطق، وهو ما سيسمح بعد اقتناء تجهيزات جديدة برفع سرعة بعضها من 80 كيلومترا في الساعة إلى 160 وحتى 220 كيلومترا في الساعة. وفي حديثه عن النقل البحري، اعترف وزير القطاع أن الأسطول البحري الجزائري لشحن البضائع لا يسمح اليوم إلا بنقل 2 % من حجم البضائع الجزائرية في حين يتم نقل النسبة المتبقية عبر البواخر الأجنبية، وهو ما يتسبب في خسارة قدرها بأربعة ملايير دولار سنويا، حيث كشف أن هذا الأسطول يضم اليوم ست بواخر بعدما كان يقدر ب78 في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، لافتا إلى اقتناء 26 سفينة لاحقا بما يسمح برفع قدرات الشحن الوطنية إلى 30 % بما يعادل إيرادات إضافية بمليار دولار أو 1.5 مليار دولار سنويا. وفي سياق مغاير، قال وزير النقل إن شركة الخطوط الجوية الجزائرية، »ستضيع« إذا لم تغير نمط عملها، بعد تراجعها في السوق الجزائرية أمام شركات منافسة عديدة، وأضاف أنها »فقدت ألوانها«، مشيرا إلى مخطط استعجالي سارعت وزارة النقل لتطبيقه يهدف إلى إعادة تأطير الشركة من خلال وضع خطة لإعادة الانتشار والتكوين واحترام المواعيد، كاشفا عن سعي الشركة الوطنية لتجديد أسطولها المتكون حاليا من 59 طائرة.