قررت الحكومة مؤخرا الرفع من قيمة الدعم المالي المخصص لإنجاز مطار جديد بوهران، ومد خطوط السكك الحديدية بين العفرون والخميس. تم ذلك بعد تحيين الدراسات والرفع من طاقة استيعاب المطار الجديد من 2,5 مليون مسافر إلى 8 ملايين. كما تَقرر إنشاء فروع جديدة بالنسبة للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية بعد فشل الإدارة في تحسين المداخيل وعجزها عن توفير رواتب العمال. واعترف وزير النقل السيد بوجمعة طلعي بتدني مختلف الخدمات التي تقدمها الشركة الجزائرية للخطوط الجوية وشركة النقل عبر السكك الحديدية، مشيرا إلى أن المسافرين يشتكون يوميا من تدني نوعية الخدمات وتأخر الرحلات لساعات بدون إعلامهم مسبقا، وهي المشاكل التي يتم حاليا دراستها لحلها بصفة نهائية، من خلال إطلاق مجموعة من الاستثمارات للرفع من قدرات الاستيعاب وتجديد الحظائر. وتوقع طلعي تحسين خدمات الجوية الجزائرية بعد تسلّم طلبيات الطائرات الجديدة، وعددها 16، مؤكدا أن تأخر الرحلات انخفض من 50 بالمائة إلى 30 بالمائة، وهو ما يُعتبر تحسنا ملحوظا، ليبقى الإشكال قائما بالنسبة لنوعية الخدمات واستقبال المسافرين، وعليه سيتم فتح مدرسة للتكوين في مجال الطيران بمدينة عين البنيان بالشراكة مع جامعة أوكسفورد البريطانية، لتكوين ورسكلة الطيارين والتقنيين، وهناك نية في فتح الملحقة لتكوين طيارين من الدول المجاورة. وردا على طلبات المسافرين توقع طلعي فتح خطوط جوية جديدة تربط الجزائر بمدينة نيويورك، وعنابة بلندن وروما والوادي بالعاصمة الفرنسية باريس، في حين هناك نية في جعل الجزائر قطبا إفريقيا لصيانة الطائرات بعد عصرنة وتوسيع المحطة المخصصة للصيانة بمطار هواري بومدين الدولي، وهو ما يسمح لشركة "الجزائرية" بتحسين المداخيل. أما فيما يخص النقل البحري، فقد أشار طلعي إلى أن 97 بالمائة من البضائع التي تدخل الجزائر أو تخرج منها، تنقَل عبر بواخر أجنبية، وهو ما يعني أن شركة النقل البحري تخسر الملايير من الدولارات، وعليه تنوي الوزارة نقل 30 بالمائة من البضائع التي تُنقل من وإلى الجزائر عبر بواخر الشركة الوطنية للنقل البحري قبل نهاية المخطط الخماسي الجاري، بعد استفادة الشركة من مبالغ مالية معتبرة لاقتناء بواخر جديدة. كما سيتم خلال الأسبوع المقبل التوقيع على اتفاقية مع شريك أجنبي لإنجاز شركة ذات أسهم لصيانة البواخر بمدينة أرزيو بوهران، وستسمح الورشات التي سيتم فتحها شهر فيفري المقبل، بترميم البواخر الجزائرية وحتى الأجنبية التي تطلب هذه الخدمة، مع العلم أن الشريك الأجنبي سيقوم بتكوين العمال الجزائريين. وبخصوص تحسين خدمات النقل بالسكك الحديدية، اعترف طلعي بانخفاض مداخيل الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية؛ ما جعل الوزارة تتدخل لمساعدتها على دفع أجور العمال كل شهر. وخلص الاجتماع الأخير مع مسؤولي الشركة إلى ضرورة فتح فروع تتخصص في عدة خدمات؛ بهدف تحسين تسيير 1200 كيلومتر من السكك الحديدية، مع اقتراح نقل الحاويات من الموانئ إلى المناطق الداخلية، بالإضافة إلى تسريع مشروع ربط السكك بالمناجم ومصنع الحجار للرفع من قيمة المداخيل. من جهته، سيرد مجلس مساهمات الدولة الأسبوع المقبل على قرار إعادة تأهيل كل الشركات التابعة لقطاع النقل لتحسين التسيير، مع خلق مجمعات عمومية تنشط حسب تخصص كل شركة، وهو ما سيحل كل المشاكل العالقة حاليا ويحسّن من أدائها الاقتصادي.