مثل أمس، أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، زوجان متّهمان بقتل ابنهما خطئا عن طريق الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة باستعمال المطرقة والشنق، حيث أدينا بعقوبة 4 سنوات سجنا نافذا بعدما التمست النيابة العامّة إدانتهما بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا. ترجع وقائع الحادثة المثيرة التي إهتزّ لها حيّ بلانتير الشعبي، ليلة 28 ديسمبر من سنة 2008، حيث أقدم والد الضحيّة المسمّى "ف.ب" والذي لا يتجاوز عمره العشرين على قتله بضربتين بالمطرقة، على إثر مناوشات حدثت بينهما، حيث أصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس، خصوصا وأنّ الغيض الذي كان بصدري الأب والأمّ جرّاء تصرّفات ابنهما العاق، دفعت الأمّ إلى شنقه بعدما ضربه والده بالمطرقة، ما أدّى إلى نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي، إلاّ أنّ المتّهمان أفادا للمصالح الطبيّة أنّ الضحيّة تعرّض لاعتداء عنيف بالأسلحة البيضاء من قبل مجهولين، ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك، وقد أقاما له العزاء وبدت مظاهر الحزن عليهما، إلاّ أنّ شكوكا ومعلومات تلقّتها مصالح الأمن دفعتها للتحقيق في الحادثة ليتبيّن أنّهما وراء قتله، ولم تكن حادثة الاعتداء التي رواها كلاهما غير قصّة مفبركة، لمداراة الجريمة، وقد أكّد المتّهمان أثناء التحقيق معهما أنّ الضحيّة "ف" كان مدمنا على تناول المخدّرات وكان شديد العقوق لهما، إذ تعرّض لهما بالضرب والسبّ والشتم عدّة مرّات، مستشهدين بشكاوى أودعت من قبلهما لدى مصالح الأمن في إطار التعدّي على الأصول، وليلة الحادثة ثار غضب الأب بعدما اكتشف اختفاء جهاز الاستقبال الرقمي ليتبيّن أنّ الابن باعه، حيث كان ذلك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ليقوم بضربه بالمطرقة، وقد تمّ تكييف القضيّة إلى الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة بدلا من القتل العمدي، مع الإشارة إلى أنّ كلا الزوجين المرتبطين منذ حوالي 30 سنة، تبادلا التهم فيما بينهما وحاول كلّ منهما إنكار ما نسب إليه.