بعض تصريحات وزير الشؤون الدينية تبدو كردود على ما ينشر في الفايسبوك، ففي آخر تصريح له قال الوزير إن التشيع خطر حقيقي وأن هناك جهات خارجية تموله، وقال إن الجزائر طردت ملحقين ثقافيين في السابق لأنهم تدخلوا في شؤون البلد، والظاهر أن هذا الكلام هو استجابة لحملة أطلقها أشخاص على الفايسبوك تدعو إلى طرد الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية لدى الجزائر. لا تتعامل الدولة مع الدبلوماسيين الأجانب من منطلق الاستجابة لحملات غير مؤسسة يشنها أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم، ولم يسبق للجزائر أن اتخذت أي إجراءات ضد ممثلية دبلوماسية لدولة أجنبية إلا عندما تكون هناك مبررات واضحة وقائمة على أدلة لا يرقى إليها الشك، وأكثر من هذا، لم يسبق للمسؤولين الجزائريين أن خاضوا في هذه المسألة في وسائل الإعلام. كثير من القضايا التي تثيرها الصحافة، والأسئلة التي تطرحها، هي رجع صدى لمعارك وهمية تجري على مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنيت، وأغلبية المتورطين في هذه السجالات هم من عوام الناس الذين لا يدركون حقيقة ما يجري، وفوق هذا فإن هذه المعارك هي مجرد امتداد لواقع لا يعنينا في شيء، حيث يتم استيراد الصراعات الطائفية التي تجري في المشرق وتحويلها إلى قضية وطنية، وهي في حقيقتها مجرد وهم كبير. لقد اعترف وزير الشؤون الدينية أن مسألة الصراعات الطائفية ليست أصيلة ولا تعني الجزائر، لكنه في نفس الوقت يتحدث التشيع الذي يصفه بالخطر الحقيقي، والتفسير الوحيد لهذا التناقض هو أن الوزير يرغب في طمأنة كل الأطراف، فقد سبق أن قال إن الجزائر تأكدت من أن لا علاقة لإيران بالتشيع في الجزائر، ويعود ليتحدث عن الجهات الخارجية التي تسعى إلى نشر هذا المذهب في الجزائر. ليست وظيفة الوزير أن يجد الإجابات لكل أسئلة الصحافة، خاصة وأن كثيرا من هذه الأسئلة غير مؤسسة وغير مبررة، فهناك سياسة معلنة للدولة، وهناك دستور وقوانين يجب تطبيقها بصرامة، وحماية أمن البلد ومعاقبة المخالفين للقانون هي من مهام أجهزة الأمن والقضاء.