هجمات منسقة على ثكنة للجيش ومركزي أمن في بن قردان التونسية، الحصيلة مقتل ثمانية وعشرين مسلحا من الذين شاركوا في الهجوم، وعشرة من رجال الأمن، وسبعة مدنيين، والطريقة التي نفذت بها الهجمات توحي بأن الجماعات الإرهابية أعلنت حربا مفتوحة على تونس. بن قردان التي تقع على الحدود مع ليبيا كانت مستهدفة بشكل واضح منذ البداية، ومهما تكن الجهة التي نفذت عمليات الأمس فإن قياديين في داعش كانوا قد أعلنوا سابقا أهمية السيطرة على المدينة، ومحاولة التنظيم السيطرة على صبراتة في ليبيا لها علاقة مباشرة بما يحدث على الجهة الأخرى من الحدود، والواضح أن هناك مساع لتكرار تجربة داعش في سوريا والعراق أين تمت السيطرة على مناطق حدودية بين البلدين وأعلنت عليها ما سميت دولة الخلافة. الأربعاء الماضي قتل الجيش التونسي خمسة عناصر إرهابية كانت تتحصن في بن قردان، وهذا يؤكد أن المدينة مخترقة تماما، وأن هناك تصميما من جانب داعش على تنفيذ عملية استعراضية للسيطرة على منطقة حدودية مع ليبيا وفتح الحدود لتسهيل عبور الإرهابيين وتهريب السلاح من ليبيا إلى تونس، وما يخيف هو أن المعرفة السابقة بخطط داعش لا يمنع من وقوع الهجمات. قبل يومين أعلن وزير الدفاع التونسي عن توجه الحكومة نحو سن قانون يسمح بتواجد قوات أجنبية على الأراضي التونسية، وعندما نلاحظ حجم المخاطر التي تشير عليها عملية أمس في بن قردان، ندرك أن الأمر يتعلق بالاستعداد لحرب طويلة، وسيكون من الصعب حصر آثار هذه الحرب على الحدود بين ليبيا وتونس، لأن المنطقة كلها مستهدفة. لقد فات أوان الحديث عن سقوط نظام القذافي والمواقف التي اتخذها كل طرف، لكن ما هو قادم يستحق استعدادا أكثر جدية، وإذا كانت تونس قد اختارت أن تعتمد على الخارج من أجل الحفاظ على وجودها، فإن على الجزائر أن تكون جاهزة للحرب التي بدأت نذرها تتجلى في تونس.