سقط أكثر من 80 شخصا بين قتيل وجريح في هجومين استهدفا مطار العاصمة بروكسل وأحد محطات الميترو هناك، وعلى إثر هذه الاعتداءات الدامية استنفرت العديد من الدول الغربية قواتها واضطرت إلى الرفع من حالة التأهب الأمني تحسّبا لأيّ طارئ. وأعلن المدعي العام الاتحادي في بلجيكا أن أحد التفجيرين اللذين وقعا بمطار بروكسل كان هجوما انتحاريا، فيما أكدت مصادر إعلامية محلية سقوط 28 قتيلا وعشرات في التفجيرات، وأفادت وكالة الأنباء البلجيكية بمقتل 28 شخصا وإصابة 55 آخرين في تفجيرين وقعا في مطار بروكسل وبمحطة مترو. وحسب وكالة الأنباء البلجيكية فإن إطلاق نار سبق انفجاري مطار بروكسل، وبعد أقل من ساعة هز انفجار جديد محطة مترو "شومان" القريبة من مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة بروكسل أدى وفق وسائل إعلام بلجيكية إلى مصرع 10 أشخاص، ووقع الانفجار لدى وصول القطار إلى المحطة أثناء ساعة الذروة الصباحية. وعقب ذلك أعلن تعليق رحلات الطيران وكذلك القطارات إلى مطار بروكسل الذي حصل التفجيران في صالة المغادرة التابعة له كما أخلي المطار بالكامل، ورفعت وزارة الداخلية البلجيكية عقب التفجيرين التأهب الأمني في بلجيكا إلى الدرجة القصوى في جميع أنحاء البلاد وألغت هيئة "يوروستار" لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل بعد التفجيرات. وأعلنت الشرطة البلجيكية أنها فككت عبوة ثالثة في قاعة المغادرين بمطار بروكسل، وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الأمن قامت في وقت سابق بتفكيك طرد مفخخ في المطار، وكانت الداخلية البلجيكية أعلنت في وقت سابق أمس رفع حالة التأهب القصوى في عموم البلاد، عقب وقوع التفجيرات التي هزّت مطار بروكسل ومحطة مترو »شومان« بحي »مالبيك« في العاصمة. يأتي ذلك بعد أيام على اعتقال صلاح عبد السلام الذي وصف بأنّه العقل المدبر لهجمات باريس، وحملة اعتقالات أخرى شنتها الشرطة البلجيكية، ووجه القضاء البلجيكي السبت تهمة "القتل الإرهابي والمشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية" إلى عبد السلام الناجي الوحيد من منفذي هجمات باريس. واستنفرت العديد من الدول الغربية قواتها واضطرت إلى الرفع من حالة التأهب الأمني في بلدانها على خلفية سلسلة التفجيرات التي هزت دمطار ومحطة ميترو في العاصمة البلجيكية بروكسيل. وبفرنسا التي شهدت هي الأخرى في الأشهر الماضية انفجارات مماثلة وتجمعها حدود برية مع بلجيكا، فقد أعلنت عن نشر 1600 شرطي إضافي لتعزيز الأمن عبر حدودها، وقالت على لسان وزير داخليتها برنار كازنوف، إنه بعد اجتماع عاجل مع الرئيس فرانسوا هولاند تقرر وضع 400 شرطي إضافي لتعزيز الأمن في منطقة باريس الكبرى وستوجه دوريات عسكرية إلى مواقع المواصلات العامة. وقال كازنوف إن البلاد مازالت تواجه تهديدا أمنيا بالغ الخطورة بعد مرور أربعة أشهر على هجمات نفذها متشددون في باريس في نوفمبر الماضي قتل فيها 130 شخصا. من جهتها، أعلنت الشرطة البريطانية أنها عززت انتشارها في المواقع الحساسة في البلاد على غرار المطارات، بعد انفجارات بروكسل، وقال مسؤول وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة مارك رولي إن القرار يأتي كإجراء إحتياطي تحسبا لعمليات مماثلة في المملكة المتحدة. وفوضت هولندا بدورها تدابير أمنية مشددة في مطاراتها وعززت إجراءات المراقبة عند حدودها مع بلجيكا حسبما أفادت به الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب، كما قررت من جهتها وزارة العدل الهولندية أيضا زيادة عدد عناصر الشرطة المنتشرين في محطات النقل الكبرى في البلاد. ولم تكن ألمانيا بمنأى عن الإجراءات الأمنية المتخذة في نظيراتها من الدول الأوروبية حيث اتخذت سلطاتها تدابير مشددة بمطار فرانكفورت الدولي غرب البلاد، الذي يعتبر أحد أهم وأكبر المطارات بأوروبا، كما صعدت الشرطة في كل من الدنمارك والسويدوفنلندا إجراءات الأمن بالمطارات والأماكن العامة. وقالت الشرطة الدنماركية في هذا السياق، إنها زادت دورياتها في مطار كوبنهاغن ونقاط رئيسية أخرى في المدينة أما في السويد أفادت الشرطة أنها عززت وجودها في المطار واتخذت المزيد من الإجراءات الأمنية في أماكن عامة أخرى، وقال وزير الداخلية الفنلندي بيتيرى أوربو على صفحة تويتر "مسؤولو الأمن في فنلندا زادوا المراقبة في مطار هلسنكي فانتا". أما روسيا فقد أعلنت أنها ستقيم الأوضاع الأمنية في كافة مطارات البلاد على خلفية التفجيرات، ونقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية عن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف، قوله "سنأخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار، وسنعمل بشكل جدي لتقييم لوضع الأمني في المطارات الروسية".