لاشيء يمنع الجزائريون اليوم من متابعة مقابلة مصر الجزائر في إطار التصفيات المؤهلة لكأسي العالم و إفريقيا 2010 ،هذا الحدث الرياضي الذي دخل بيوت الجزائريين و طغى على كل أحاديث و أولويات الصغار و الكبار دون استثناء بدء من كبش عيد الأضحى الذي لم يعد يفصلنا عنه اقل من أسبوعين قل بل ندر الحديث عنه وصولا إلى إضراب عمال التربية لمدة أسبوع و كاد أن يوصف با للا حدث بينما حطم الجزائريون على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية و العمرية الرقم القياسي في التحلي بالروح الوطنية و حب الجزائر ليؤكدوا أن حب الجزائر يسري في عروقهم سريان الدم و أنهم يعشقون هذه الأرض الطيبة حتى النخاع. و لعل الأعلام الوطنية التي رفرفت فوق شرفات المباني و العمارات اكبر دليل على تمسك الجزائريين بوطنيتهم و اعتزازهم للانتماء لهذا الوطن من خلال التفافهم حول أشبال سعدان و قناعتهم الكبيرة بتأهل الخضر إلى جنوب إفريقيا ليعيد التاريخ نفسه و تعود ملحمة خيخون و الكل يردد سرا و جهارا" يولو الافراح كيف زمان... عاودها ياسعدان ". شوارع العاصمة تزينت بالألوان الحمراء و الخضراء و البيضاء صنع هذا الديكور الجميل شباب . الأحياء الراقية و الشعبية على حد سواء إذ تبرع البعض بمصروف جيبه لاقتناء اكبر عدد من الرايات و أطولها دليلا ربما في مفهومهم على قناعتهم الكبيرة بفوز الخضر و تأهلهم و هم يرددون هذا" العام المونديال"مثلما حدث في بعض أزقة حسين داي إذ التحفت بعض شوارع طرابلس على سبيل المثال لا الحصر بالأعلام وطنية لينبض الشارع وطنية و حبا اتجاه هذه الراية الوطنية التي ربما لم تعرف انتشارا و رواجا بهذا الشكل منذ الاستقلال ساهم في هذه الصحوة أصحاب الورشات الذين علقوا كل التزاماتهم مع تجار الملابس و دخلوا في سباق مع الزمن لإغراق السوق الوطنية بالعلم الجزائري الذي لن نختلف مع احد إذا قلنا أن ما من أسرة جزائرية إلا و اقتنت علما واحدا على الأقل خلال هذه المناسبة حتى التي كانت تؤكد أن الروح الوطنية في القلب و لا يهم إن كان أصحاب الورشات قد حققوا أرباحا طائلة من وراء هذه المناسبة التي كادت أن توازي أو تفوق أرباح الدخول المدرسي ما دام الهدف نبيلا و ساهم بشكل من الأشكال في تحرير الفرد الجزائري من حبك ساكن في قلبي و كفى. و إذا كان شباب حسين داي فضل الالتحاف بسماء مغطاة بالعلم الوطني فان أبناء بعض أحياء بوروبة اضطروا الاستيلاء على الأعلام التي زينت بها البلدية شوارعها بمناسبة الفاتح من نوفمبر بمناسبة الذكرى الخمسين للاندلاع الثورة المجيدة و فضلوا الاحتفاظ ببعض الريات الصغيرة و متوسطة الحجم للتعبير عن مساندتهم لرفاق صايفي الجولة الأخيرة من تصفيات كاس العالم 2010 . و قد أكد لنا احد المناصرين الشغوفين بالخضر الذي اعترف لنا انه استولى هو و أبناء الحومة على الرايات المستعملة خلال الفاتح من نوفمبر قائلا كان من المفروض أن تخصص البلدية ميزانية لهذه المناسبة حتى يشعر سكانها أنهم كغيرهم من الجزائريين وراء الخضر لكن للأسف غياب مثل هذه المبادرة و فقرنا دفعنا إلى التصرف بشيء من التهور لكن سنعيد الأعلام إلى البلدية في حال فوزنا أضاف ضاحكا . و قد أكد احد أولاد بوروبة أن أحياء هذه المنطقة الشعبية أصروا على أن يكونوا في الموعد إذ اقتنى بعضهم اقمصة الرياضية تحمل أرقام أشهر لاعبي الخضر الذين تألقوا خلال المقابلات و أمتعوا الجماهير بفنيات عالية و حرصوا على ارتداء قميص زياني و مطمور و بوقرة بينما اكتفى آخرون بمعاصم اعتبروها اضعف الإيمان و اضطر الشومارة و البطالين من الشباب التداول على لبس طاقم من اللباس رياضي و ضعه احد أصحابهم تحت تصرفهم و لكل دوره. الأحياء الجديدة خرجت من انغلاقها و قوقعتها على نفسها و لبست هي الأخرى أجمل و أبهى الأعلام الوطنية فقد حول شباب حي عدل بالسبالة بالعاشورالنافورة التي تزين هذا الأخير إلى مكان جميل علقوا على هذه الأخيرة مختلف أنواع و أشكال الأعلام يقومون بالتناوب على حراستها حتى لا تتعرض للسرقة مثلما حدث في إحدى المرات فاشبعوا السارق ضربا. يعول الجزائريون مساء اليوم سواء الذين سيتسمرون بالملايين أمام شاشات التلفاز لمتابعة مقابلة مصر- الجزائر أو حتى الذين يقولون أنهم سيحجمون عن متابعتها إن استطاعوا خوفا من المفاجآت غير السارة على أشبال سعدان في حسم مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات كاس العالم2010 لصالحهم . و كلنا معهم بقلوبنا و جوارحنا نردد سرا و جهارا معاك ياالخضرة ديري حالة لتعلو مع كل هدف مسجل في مرمى المصريين الزغاريد من كل عمارة من كل حي لتصنع عرس الجزائر الكبير صنعه خيرة أبناء هذا الوطن و الذي استحق بجدارة لقب بلد المليون و نصف المليون . و مهما كانت النتيجة التي نأمل من أعماق قلوبنا بالطبع أن تكون لصالح رفقاء زياني و مطمور نرجو في ظل الاعتداء الصارخ الذي أصيب بعض اللاعبين الجزائريين و الذي لا يمكنه لأي طرف مهما كان انتمائه أن يبرره أن يعودوا سالمين الى ارض الوطن شانهم شان المناصرين الذين تنقلوا الى بلد الفراعنة للمناصرة لا للحرب كما يعتقد البعض و هم يرددون" وان تو تري فيفا لالجيري "