أنسى الفريق الوطني بما حمله من أحداث مؤخرا الأسر الجزائرية انشغالاتها اليومية فلم يعد هنالك حديث عن أسعار الخضر بالأسواق ولا حديث عن ملابس وأضحية العيد الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أياما معدودات، إلى جانب غض الطرف عن الحجاج الذين كانوا يحوزون على حصد الأسد من اهتمام العائلات الجزائرية في مثل هذا الوقت من السنة، ناهيك عن نسيان وباء أنفلونزا الخنازير الذي كان محور انشغال العام والخاص كيف لا ولم يعد يفصل أشبال رابح سعدان إلا قفزة واحدة للظفر بتأشيرة التأهل لكأس العالم الذي يعد حلم كل الجزائريين دون استثناء. قامت" المساء" بالتجول في شوارع العاصمة لمعرفة إلى أي مدى بلغ فيه انشغال الأسر الجزائرية بما يحدث اليوم على مستوى الفريق الوطني. تأجيل ملابس وأضحية العيد إلى ما بعد الفوز ونحن نتجول بشوارع الابيار قررنا الدخول إلى بعض محلات بيع ملابس العيد الموجهة للأطفال وما لم نكن نتوقعه هو دهشة الباعة بسبب الإقبال الشحيح على اقتناء ملابس العيد، إذ حدثنا كمال بائع ملابس أطفال قائلا "لا اخفي عليكم ليس هنالك أي استعداد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك فما يحدث اليوم للفريق الوطني جعل معظم الأسر الجزائرية إن لم نقل كلها تغض الطرف عن اقتناء ملابس العيد لأبنائها هذا ما لم نتعود عليه، ففي السنوات الماضية كنا نشهد في هذا الوقت ازدحاما منقطع النظير"... يصمت قليلا ويضيف قد نبيع بعض الملابس بعد الفرحة الكبرى" ... ونحن نتحدث إلى كمال دخلت سيدة رفقة طفليها وأخذت تتصفح بعض الملابس وعندما اقتربنا منها وسألناها إن كانت تقتني ملابس العيد ردت قائلة "لا..لا ..أنا انظر فقط فالفريق الوطني لم يترك لنا أي عقل، أذكر في السنوات الماضية اننا كنا نقتني ملابس العيد والأضحية شهرا قبل الموعد ولكن اليوم ولشدة انشغالنا بأشبال سعدان والرغبة في التأهل نسينا حتى أن العيد لم يبق له إلا أياما معدودة، كما أن زوجي قرر تأجيل شراء ملابس العيد للأطفال والأضحية إلى ما بعد الفوز على الفريق المصري وإلا فإن العيد لن تكون لديه أي نكهة"، وهو نفس الرأي الذي وجدناه عند عبد الرحمان متزوج وأب لطفلين حيث أكد لنا بأنه لن يكون للعيد أي معنى إن لم يتمكن الفريق الوطني من انتزاع تأشيرة التأهل ما عاذ الله وان حدث وفزنا إن شاء الله فإن ملابس عيد أولادي لن تكون إلا البذلة الرياضية الخضراء.... ويعلق ؛لولا عملي الذي لا استطيع تركه والتزاماتي العائلية لما سبقني إلى السودان أي جزائري ." لم تعد أسعار الخضر يثير الإنشغال آنست الأحداث التي يعيشها الفريق الوطني انشغالات الأسر الجزائرية اليومية فلم يعد هنالك أي حديث إلا على الفريق الوطني، ما الذي يقوله سعدان ... كم عدد التذاكر ... ماهو عدد الرحلات ...كيف حال المناصرين واللاعبين بأرض الخرطوم و..و..و هي أسئلة متنوعة واستفسارات كثيرة ملأت أرجاء الأسواق وأصبحت العملة الوحيدة المتداولة بين الباعة والزبائن ولعل سوق ببوزريعة خير دليل على ذلك فبعد أن كنا نسمع بمجرد دخولنا السوق شكاوى عديدة عن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه على حد السواء لا سيما من طرف النسوة والعجائز فقد توجه اهتمامهن اليوم إلى البحث عن أي جديد يخص الفريق الوطني من خلال نقل الأخبار المتداولة بالسوق، اقتربنا من الحاجة يمينه 60 سنة التي كانت تبتاع البطاطا وبمجرد أن وجهنا إليها السؤال حول غلاء الخضر ردت بعفوية "شكون اللي بقا يهدر على الغلاء، اليوم الفريق الوطني ما خلا حتى عقل في الرأس ربي يجيبها في الصواب برك"، وتضيف "نسينا حتى العيد نشا لله نربحوا يا رب"، وغير بعيد عن الحاجة يمينه حدثتنا السيدة نوال "ف" أم لبنتين قائلة "سوف نؤجل الحديث عن همومنا وانشغالاتنا إلى ما بعد الفوز على الفريق المصري فالتأهل لكأس العالم افقدنا حتى الشهية ولم يعد يطيب لنا الأكل والشرب إلا بعد الاستماع إلى آخر أخبار أشبال الخضرة ليت الربح يكون من نصيبنا حتى نعيش الأفراح"، وعن الأسعار بالسوق علقت قائلة "لم نعد نأبه بالأسعار، المهم الفوز بإذن الله". الإضراب جاء في وقته وإذا كانت ملابس العيد والأضحية قد تم تأجيلها إلى ما بعد المباراة المرتقبة اليوم على أرض السودان فإن الطلبة عبروا عن سعادتهم بالإضراب الذي جاء في أوانه حسب شهادة بعض المستجوبين فقد اغتنموا فرصة انقطاعهم عن الدراسة من أجل الخروج لمناصرة الفريق الوطني بل إن البعض منهم اغتنم الفرصة من أجل السفر إلى السودان، بينما قرر البقية تنظيم مسيرة طلابية تضامنية مع الفريق الوطني تنطلق من جامعة بوزريعة وقد اعتبروا هذه المسيرة أقل ما يمكن القيام به للتعبير عن مناصرتهم ونصرتهم لمن سيهدي تأشيرة التأهل إلى كأس العالم للجزائريين الذين رغم الخسارة التي منيوا بها على أرض مصر فإن عزيمتهم لم تحبط بل زادتهم إيمانا على الوقوف إلى جانب الفريق الوطني وما يحدث بكل ربوع الوطن من احتفالات ملونة بألوان العلم الوطني خير دليل على الثقة الكبيرة التي يضعها كل الشعب الجزائري بالفريق الوطني. الحج ووباء أنفلونزا الخنازير... لا حدث إلى وقت ليس بالبعيد كانت رحلات الحجاج إلى البقاع المقدسة تتصدر واجهات الصحف وتعد أهم حدث، إذ تقام الأفراح لتوديع الحجاج إلا أن انشغال الشارع الجزائري بكل ما يخص الفريق الوطني جعل الحديث عن الحجاج يصنف ضمن القائمة المؤجلة، ومن الأمور الطريفة التي حدثت يروي سليمان البالغ من العمر 35 سنة من العاصمة وهو من أشد المناصرين ل"الخضرة" نسي في موجة ما يحدث لشدة انشغاله بأخبار الفريق الوطني أن والدته مبرمجة في آخر رحلة للسفر إلى البقاع المقدسة ولو لم تتفطن والدته لضيع عليها فرصة الحج ...وكما يقول "حتى وان ضاع حج والدتي فأنا معذور! " وان كان الحج قد أدرج ضمن قائمة الاحتياط فإن أنفلونزا الخنازير أصبحت بالنسبة للشعب الجزائري لا حدث فلم تعد تثير المخاوف كيف لا ومعظم الذين استجوبتهم "المساء" ليسوا على علم بأن الفترة الممتد بين 15 إلى 17 نوفمبر هي المدة التي قررتها وزارة الصحة من أجل التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية على الرغم من الحملات الإعلامية المكثفة التي تم برمجتها لتوعية المواطنين ولكن ما عسانا نقول إلا الله يستر.