على غير العادة، استقبل الشعب الجزائري عيد الأضحى المبارك تزامنا مع تأهل المنتخب الوطني لمونديال جنوب إفريقيا بطريقة خاصة ومختلفة تماما عما سبق، فبعدما كانت التهليلات والتكبيرات تسود شوارع العاصمة قبل عملية "النحر"، تعالت أصوات الجزائريين مرددين عبارة "وان تو ثري..فيفا لالجيري". في حي 20 أوت ببلدية باش جراح، استيقظ السكان صبيحة العيد على وقع احتفالات متواصلة بتأهل الخضر إلى كأس العالم وصنعوا مشهدا أقل ما يقال عليه بأنه الفرحة التي لا تنتهي بالرغم من مرور أكثر من أسبوع عن عبور "الخضر" إلى مونديال 2010. وأنست الفرحة الكثيرين بأننا بصدد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث قال (م.ن) ل"المساء": "بالرغم من ان الجزائر تحتفل اليوم بأحد أعيادها الدينية إلا أنني أشعر ان الشعب الجزائري مازال يعيش على وقع الاحتفال بالفوز الذي حققه الافناك في السودان، واليوم ننعم بفرحتين بدل فرحة واحدة، عيد الأضحى من جهة والمونديال من جهة أخرى". وشاطره (ل.ك) من حي "جنان مبروك" الرأي، قائلا: "صراحة، عيد الأضحى هذه المرة اكتسى حلة رياضية، وكما تلاحظون أضحية العيد هي الأخرى تلبس ثياب "الخضرة "بعدما زينها الشباب بالألوان الوطنية". وقالت السيدة (م.د) من حي "شريف بيدي" أنها لم تجد بدا في اختيار اللباس الرياضي لتزين به ابنها يوم العيد، واسترسلت في حديثها: "حتى كبش العيد لم يسلم من تداعيات المقابلة الأخيرة للخضر، حيث زينوه بالأعلام الجزائرية وأطلقوا عليه اسم "عنتر يحيى" تيمنا بقوة هذا الأخير". كما أشارت ان حالها يشبه حال العديد من جيرانها فكل واحد اختار تسمية كبشه بنفس الطريقة. من جهتها، وسائل الإعلام الجزائرية السمعية والمرئية احتفلت بعيد الأضحى المبارك على إيقاع "الخضرة"، حيث فضلت تمرير البومات رياضية لمختلف الفنانين الجزائريين الذين غنوا كثيرا قبل وعقب لقاء الجزائر مصر عبر مختلف قنواتها. وبما ان العيد هو فرصة للتغافر والتصالح، فضلت بعض العائلات الجزائرية ان تغتنم الفرصة لتفتح صفحة بيضاء مع الشعب المصري الذي مازال غاضبا بسبب اقصائة من التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال، ووجهت دعواتها لبعض عائلات الجالية المصرية المقيمة بالجزائر من أجل قضاء عيد الأضحى المبارك معها، وسط أجواء الأسر الجزائرية وتقاليدها، وتعويضهم حرمان البعد عن أجواء الأعياد في بلدهم الأم مصر. وقال ع.ص و هو رب إحدى العائلات التي استضافت المصريين ببيتها: "لا يمكن لمباراة كرة القدم ان تفصل بين شعبين عريقين يجمعهما التاريخ والدين". وقد استحسن المبادرة الرعايا المصريون نافين كل ما تطرقت إليه الفضائيات المصرية، حيث قال أحدهم: "كفاية من هذه الحرب الإعلامية التي يروج لها سماسرة الموت"، موضحاً أن الخاسر الوحيد هما الشعبين المصري والجزائري اللذين تربطهما أواصر تمتد عبر الأزمنة وأكبر بكثير من مقابلة دامت 90 دقيقة". واعتبر د.م و هو طالب بجامعة الحقوق ببن عكنون ان الشعب الجزائري مضياف وانه يشعر بأنه ببلده الأم، حيث قال في هذا الشأن: "أنا لا أشعر إطلاقاً بالغربة منذ مجيئي للدراسة في الجزائر، والمبادرة التي قامت بها العائلات الجزائرية تجاه المصريين في هذا العيد السعيد دليل على كرمهم ولابد ان تعود المياه إلى مجاريها بالنسبة للبلدين".