تأجل الحسم في بطاقة التأهل بين الجزائر ومصر إلى الأربعاء المقبل حيث ستواجه المنتخبان من جديد في ملعب أم درمان بالسودان، ورغم الهزيمة بهدفين نظيفين فإن أشبال رابح سعدان أدوا مباراة بطولية بعد أن نجح الفراعنة في تسجيل هدف ثان قاتل في الوقت بدل الضائع، وعلى إثر هذه النتيجة يبقي الخضر على كامل حظوظهم في بلوغ مونديال جنوب إفريقيا شرط أن يكسبوا مواجهة هذا الأربعاء بأية نتيجة. وقد دخل الفريقان أجوا المباراة وسط ضغط كبير لكن المصريين عرفوا كيف يصلون إلى مرمى الحارس الوناس قاواوي منذ الدقيقة الثانية عن طريق عمرو زكي بعد ارتباك وأخذ رد وسط المدافعين الجزائريين، وجاء الهدف بعد سيطرة طفيفة أبدى من خلالها الفراعنة رغبتهم في التسجيل مبكرا. وتواصل ضغط المصريين حيث كاد أبو تريكة أن يضاعف النتيجة بمخالفة قوية أخرجها قاواوي بأعجوبة بمساعدة مجيد بوقرة في الدقيقة 15، لكن العناصر الوطنية سرعان ما دخلت في أجواء المباراة وراحوا يصنعون اللعب حيث عاش دفاع المنتخب المصري لحظات حرجة بفضل تحركات كل من زياني ومغني وصايفي، فقد اضطر الحارس عصام الحضري إلى صد رأسية محكمة من رفيق حليش في الدقيقة 22 بعد ركنية محكمة نفذها زياني. وعاد الحضري وتألق مرة أخرى في الدقيقة 34 عندما أخرج مخالفة نذير بلحاج إلى الركنية بقبضة، وسمحت هذه المحاولات في إعادة الثقة لرفقاء القائد يزيد منصوري من خلال استحواذهم على كل الكرات وتمكنوا من العبث بالدفاع المصري، وقد ضيّع عنتر يحيى في الوقت البدل الضائع فرصة ثمينة بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس الحضري الذي اضطر إلى استعمال رجليه لإبعاد الكرة، وجاءت محاولة الخضر إثر كرة على طبق من رفيق صايفي. الشوط الثاني كان أكثر حماسا وإثارة من الجانبين خاصة المنتخب الوطني الذي طهر أكثر تنظيما وتحكما في الكرة، وبدا واضحا أن أشبال سعدان عادوا إلى أرضية الميدان من أجل تعديل النتيجة وإرباك الخصم، وكانت أول محاولة في الدقيقة 56 حين أنقذ عصام الحضري مرماه بأعجوبة من كرة صايفي الذي حاول مخادعته، وبعدها بدقيقة نفّذ مغني بمخالفة قوية خارج منطقة العمليات. وفي الدقيقة 60 ردّ رد المنتخب المصري عن طريق عمرو زكي برأسية تصدى لها قاواوي، هذه اللقطة لم تثن من عزيمة الخضر في قيادة حملات هجومية منظمة كانت بدايتها مع البديل ياسين بزاز عن طريق هجوم معاكس حيث يمرر الكرة إلى صايفي لكن كرته خارج الإطار. وبعدها عاش دفاع رفقاء الحارس قاواوي ضغطا رهيبا خاصة بعد الخروج الاضطراري للمدافع المتألق رفيق حليش وتعويضه بالعيفاوي حيث أخرج الوناس قاواوي رأسية البديل عماد متعب من على الخط في الدقيقة 78، وانتظر المصريون حتى الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليتمكن اللاعب نفسه من إضافة الهدف الثاني برأسية محكمة خادعت حارس الخضر بعد توزيعة معوض. ولحسن حظ المنتخب الوطني أن كرة أحمد بركات خرجت بعيدا بقليل عن الشباك في الدقيقة 96، وهي الكرة التي أعلن على إثرها الحكم الجنوب إفريقي دامون عن نهاية اللقاء بتفوق المنتخب المصري بهدفين دون رد تاركا الحسم في تأشيرة التأهل إلى المباراة الفاصلة التي ستلعب في السودان هذا الأربعاء.