أكد رضا حمياني رئيس منتدى رؤساء المؤسسات في مداخلته أمس أمام ممثلين عن حركة المؤسسات الفرنسية »ميداف« أن المؤسسات الجزائرية بحاجة إلى الخبرة الفرنسية لتطوير قدراتها الإنتاجية والاستفادة من التحويل التكنولوجي ونقل المعارف اللازمة التي تسمح لها أن تكون أكثر تنافسية على المستوى الوطني والدولي وذلك في إطار شراكة إستراتيجية بين مؤسسات البلدين على حد تعبيره. استهل حمياني كلمته التي وجهها إلى عدد من ممثلي حركة المؤسسات الفرنسية بالحديث عن واقع الاقتصاد العالمي الذي اهتز بفعل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي ضربت اقتصاديات عديد الدول، مخلفة تراجع في النشاط الاقتصادي وارتفاع في نسبة البطالة، انخفاض عائدات الضرائب، صعوبة الحصول على القروض، تراجع الاستثمار وغيرها من النتائج السلبية التي أصبحت ظاهرة للعيان. وفي سياق متصل أشار المتحدث باسم منتدى رؤساء المؤسسات إلى المجهودات المبذولة من طرف السلطات الجزائرية لمواجهة الأزمة المالية العالمية وحماية ميزان المدفوعات لا سيما أمام انخفاض أسعار النفط من جهة وارتفاع نسبة الواردات من جهة أخرى والتي بلغت قيمتها حوالي 40 مليار دولار خلال سنة 2008. حمياني اغتنم فرصة لقائه بالمؤسسات الفرنسية التي كانت ممثلة برئيسة الحركة »لورنس باريسوت«، ليؤكد على أهمية الخبرة الفرنسية التي يفترض أن تساهم في تطوير قدرات المؤسسات الجزائرية في إطار شراكة إستراتيجية تجمع بين الطرفين، ومن هذا المنطلق أكد أن التشريعات الجزائرية لا تتعارض في أي حال من الأحوال مع منطق الاستثمارات الأجنبية في إشارة منه إلى الإجراءات الأخيرة التي تضمنها قانون المالية التكميلي لسنة 2009 والتي أثارات حفيظة بعض الجهات الفرنسية. واعتبر حمياني اللقاء الذي جمع ممثلين عن البلدين فرصة لتبادل الأفكار والحديث عن فرص إقامة استثمارات لمؤسسات فرنسية بالجزائر في إطار شراكة إستراتيجية تمس جميع القطاعات وتهدف إلى تحسين نوعية وكمية المواد المنتجة لتجعلها أكثر تنافسية على المستوى الخارجي، لا سيما وان الجزائر قد انتهجت خلال السنوات الأخيرة سياسة التفتح على الأسواق الخارجية. وذكر رئيس منتدى المؤسسات ممثلي ميداف بالفرص التي تمنحها الجزائر للمستثمرين الأجانب، مؤكدا على مختلف البرامج التنموية التي تبنتها الدولة ونسبة النمو التي يعرفها الاقتصاد الوطني خارج المحروقات واليت سجلت ارتفاعا بنسبة 5 بالمائة، كما تشير الإحصائيات حسب ما ردده رضا حمياني إلى أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى فيما يتعلق بالمبادلات التجارية مع الجزائر لعام 2008 وطيلة العام الجاري وهي رابع زبون للجزائر بالنسبة للصادرات خلال نفس الفترة المذكورة. وفي الأخير تحدث حمياني عن المقترحات التي حضرها منتدى رؤساء المؤسسات والمتعلقة بخلق بنك للاستثمار وصندوق خاص بالضمانات الموجهة للمستثمرين والتي تبقى في رأيه ضرورية ولا بديل عنها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية. ويشار إلى أن »ميداف« منظمة خواص تمثل مسيري المؤسسات الفرنسية، تم إنشاؤها في 27 أكتوبر 1998 عقب حل المجلس الوطني للباترونا الفرنسية، الهدف منها هو تمثيل المقاولين الفرنسيين أمام الهيئات والمنظمات النقابية بكل أنوعها وتمثل هذه الحركة 750 ألف مؤسسة فرنسية في قطاعات متنوعة، رئيستها الحالية هي »لورنس باريسوت«، كما أن هذا التنظيم يناضل في فرنسا من أجل الخفض من الضرائب ودفع وراتب خامة للعمال ويرفض نظام 35 ساعة عمل في الأسبوع.