أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي عن وجود تنسيق أمني جزائري مغربي لمراقبة الحدود المشتركة بين البلدين نافيا التأويلات التي أعطتها أوساط إعلامية مغربية وعربية لقيام الجزائر بنصب أجهزة المراقبة جديدة على الحدود الغربية وإرفاقها تعزيز قوات حرس الحدود. أكد وزير الخارجية في حوار أدلى به أمس الأول لقناة "العربية" أن السلطات الجزائرية تشتغل بالتنسيق مع الحكومة المغربية لتسيير ملف الأمن بطريقة ذكية، وفي حوار أجراه على هامش زيارته لدولة الإمارات العربية، قال مدلسي "إن تسيير الملف الأمني بين الجزائر والمغرب يلزم الطرفين باتخاذ تدابير منها التموقع في أماكن تسهل الرقابة على الحدود وهذا ما يعمل به الجميع ولا يوجد غرض آخر غير هذا"، نافيا بذلك الاتهامات التي شنتها أطراف مغربية ضد الجزائر عقب قرارها بتنصيب 150 جهاز لمراقبة الحدود الغربية للجزائر مع المغرب. وعبرت المغرب بداية الأسبوع الجاري عن تخوفها من إقامة الجزائر ل 150 مركز مراقبة جديد على طول حدودها البرية مع المغرب معززة بنحو 60 عنصراً من قوات الدرك الجزائري, ومجهزة بأحدث وسائل الاتصال والمراقبة، تزامنت مع مناورات نظمها حرس الحدود على الحدود الغربية مع المغرب أدرجتها مصادر حكومية في خانة العمل على مواكبة تطور التجهيزات المستخدمة للتصدي للإرهاب وظاهرة تهريب المخدرات والمتفجرات, وكذلك التدفق غير الشرعي للمهاجرين الأفارقة. وتغاضت وسائل الإعلام المغربية في تأويلاتها لخطوة الجزائر عن مدى الخطر الذي تتميز به الحدود الجزائرالغربية وما تفرضه على السلطات الجزائرية من تحصينات وحماية أمنية، و هو ما دفع أحمد عظيمي العقيد السابق والأستاذ بكلية العلوم السياسية إلى التأكيد في حوار مع قناة "العربية"، إلى انتقاد رد الفعل المغربي بخصوص هذه القضية مؤكدا "أن الرباط تفسر كل ما تقوم به الجزائر حسب قراءات خاصة تهدف دائما إلى التشكيك في كل نشاطات الجزائر على أنها موجهة ضد أمنهم وسلامتهم"، موضحا بأنه "لا يوجد أي بند في القانون الدولي أو أي مبدأ في الأعراف الدولية يحدد الطريقة والكيفية التي تحمي بها الدولة حدودها من الاختراق. وقدم العقيد السابق في الجيش الوطني الشعبي سلسلة من الحجج و البراهين الدامغة التي تفسر الغرض من الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر وتنفي التأويلات المغربية التي تصب كلها في خانة عرقلة فتح الحدود، مشيرا إلى مميزات الحدود الغربية للجزائر التي وكما قال " شكلت صداعا دائما للجزائر، فهي المنطقة الرخوة في منظومة الدفاع الجزائرية، فمن هذه الحدود تسربت الأسلحة خلال مرحلة الإرهاب وليس سرا أن مجموعات إرهابية كانت تستعمل أسلحة إسرائيلية الصنع، ولما نعرف بأن الدولة الوحيدة بمنطقة المغرب العربي التي لها علاقات وطيدة مع إسرائيل ومع الموساد هي المغرب، يصبح الأمر لا يتطلب أي ذكاء لمعرفة من أين سربت تلك الأسلحة"، مشيرا كذلك في نفس السياق إلى معضلة المخدرات التي تجد في هذه الحدود ممرا سهلا.