زعم استطلاع مغربي للرأي أنجزه ''مرصد نيت'' ونشرته الصحافة المغربية أمس، أن 74 بالمائة من مواطني الجزائر يؤيدون إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، فيما ادعى نفس الاستطلاع بأن النسبة ارتفعت بين المغاربة الداعمين لهذا الموقف لتصل - حسب ذات المصدر - إلى 88 في المائة من المواطنين المغاربة الذين يؤيدون الفكرة. وقال الاستطلاع الذي أوردت مقاطع منه صحيفة ''الصباح المغربية'' أمس، وجرى حسب ذات المصدر ما بين 21 و28 جوان الفارط في موضوع العلاقات المغربية الجزائرية، إن الغالبية العظمى من الجزائريين والمغاربة تدعم فتح الحدود بين البلدين الجارين، وهو الأمر الذي زعمت من خلاله أنه يعكس اقتناع هذه الفئة بأنها ستشكل الخطوة نحو إعادة الحياة إلى بناء مشروع بناء المغرب العربي. وقالت الصحيفة استنادا - حسبها - إلى ذات الاستطلاع إنه لم تتعد نسبة الجزائريين الرافضين لإعادة فتح الحدود بين البلدين الجارين نسبة 26 بالمائة من الأشخاص المستجوبين. ينبغي الإشارة هنا إلى أن الحدود البرية الجزائرية المغربية قد تم غلقها بعد هجوم على فندق في مراكش سنة ,1994 وذلك بعدما سارعت الرباط إلى اتهام الجزائر وتحميل المسؤولية في العملية إلى تنظيمات إرهابية جزائرية، وقررت السلطات المغربية فيما بعد فرض التأشيرات على كل الرعايا الجزائريين الذين يودون دخول المغرب، لترد الجزائر مباشرة بدورها بقرار غلق الحدود وفرض تأشيرات على الرعايا المغاربة، هذا فيما أقدمت المغرب على إلغاء التأشيرات للرعايا الجزائريين في سنة ,2005 وقابلته الجزائر بنفس القرار أي إلغاء التأشيرات للرعايا المغاربة الذين يودون دخول الجزائر في سنة ,2006 وبقى قرار غلق الحدود ساريا حتى يومنا هذا. وفي ذات السياق فإنه ليست المرة الأولى التي تروج فيها السلطات المغربية لرغبة مطالبة الجزائر بإعادة فتح الحدود بين البلدين، وتطبيع العلاقات، وفي هذا الشأن اعتبر بيان صدر عن الخارجية المغربية مؤخرا أن الرباط ترغب في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجارين. في هذا الجانب سبق للمغرب كذلك أن جدد مؤخرا دعوته الجزائر من أجل معاودة فتح الحدود وتطبيع العلاقات، وذكرت مصادر رسمية أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري عرض مساعي الرباط في هذا النطاق خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس برلمان أمريكا الوسطى خوليو غونزاليس الذي زار المغرب مؤخرا، ونقلت مصادر إعلامية عن الفاسي قوله بأن بلاده متمسكة ببناء الاتحاد المغاربي ''وقيام مغرب عربي موحد ومندمج وقوي''، مذكراً بدعوة بلاده من أجل معاودة تطبيع العلاقات مع الجزائر. إلا أن الجزائر تعتبر أن فتح حدودها البرية مع المغرب ليس من أولوياتها في الوقت الحالي تماما. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد صرح في أفريل الماضي أن إعادة فتح الحدود المغربية الجزائرية لا تمثل مسألة أولوية في العلاقات الثنائية بين البلدين، وأنها ''غير مرتقبة''، وقال مدلسي إن الجزائر ترغب في معالجة هذه القضية في إطار مقاربة شاملة وليس كحدث معزول، فيما كان وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني قد أدلى بتصريح مماثل في مارس بعد دعوة الرباط لإعادة فتح الحدود. وكانت الجزائر قد أعلنت كذلك سابقا أن الحدود ستظل مغلقة إلى حين اتفاق البلدين على ''جملة قضايا'' تشمل حلاً لنزاع الصحراء الغربية.