رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الفرنسي بمناسبة عيد الفطر المبارك    رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الإماراتي بمناسبة عيد الفطر المبارك    الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: تسجيل قرابة 13 ألف مشروع استثماري إلى غاية مارس الجاري    الجلفة..زيارات تضامنية للمرضى والطفولة المسعفة لمقاسمتهم أجواء عيد الفطر    عيد الفطر بمركز مكافحة السرطان بوهران : جمعيات تصنع لحظات من الفرح للأطفال المرضى    معسكر: وزيرة التضامن الوطني تشارك أطفالا و مسنين فرحة العيد    عيد الفطر: استجابة واسعة للتجار والمتعاملين الاقتصاديين لنظام المداومة خلال اليوم الاول    رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الإيراني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك    رئيس الجمهورية ونظيره التونسي يتبادلان تهاني عيد الفطر المبارك    فرنسا: إدانة مارين لوبان وثمانية نواب في البرلمان الأوروبي من حزب التجمع الوطني باختلاس أموال عامة أوروبية    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50357 شهيدا و 114400 جريحا    برلمانات دول حوض المتوسط تعقد إجتماعا لمناقشة الأوضاع في فلسطين    رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بجامع الجزائر    رئيسة الهلال الأحمر الجزائري تتقاسم فرحة عيد الفطر مع أطفال مرضى السرطان بمستشفى "مصطفى باشا" بالعاصمة    الجزائريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك في أجواء من التغافر والتراحم    "الكسكسي, جذور وألوان الجزائر", إصدار جديد لياسمينة سلام    مظاهر الفرحة و التآخي تميز أجواء الاحتفال بعيد الفطر بمدن ولايات شرق البلاد    عيد الفطر: رئيس الجمهورية ينهئ أفراد الجيش الوطني الشعبي والاسلاك النظامية وعمال الصحة    مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة .. منارة إيمانية و علمية تزداد إشعاعا في ليالي رمضان    الفلسطينيون يتشبّثون بأرضهم    الشباب يتأهّل    الجزائر حريصة على إقامة علاقات متينة مع بلدان إفريقيا    الدرك يُسطّر مخططا أمنياً وقائياً    طوارئ بالموانئ لاستقبال مليون أضحية    الجزائر توقّع اتفاقيات بقيمة مليار دولار    فيغولي.. وداعاً    66 عاماً على استشهاد العقيدين    تجارة: تحديد شروط سير المداومات والعطل والتوقف التقني للصيانة واستئناف النشاط بعد الأعياد الرسمية    تندوف : إطلاق أشغال إنجاز أكبر محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بغارا جبيلات    موبيليس تتوج الفائزين في الطبعة ال 14 للمسابقة الوطنية الكبرى لحفظ القرآن    مؤسسة "نات كوم": تسخير 4200 عون و355 شاحنة    القضاء على مجرمين اثنين حاولا تهريب بارون مخدرات بتلمسان    الجزائر تستحضر ذكرى العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة التاريخية    صايفي: كنت قريبا من الانتقال إلى نيوكاستل سنة 2004    مدرب هيرتا برلين ينفي معاناة مازة من الإرهاق    المخزن واليمين المتطرّف الفرنسي.. تحالف الشيطان    تحويل صندوق التعاون الفلاحي ل"شباك موحّد" هدفنا    ارتفاع قيمة عمورة بعد تألقه مع فولفسبورغ و"الخضر"    فنون وثقافة تطلق ماراتون التصوير الفوتوغرافي    أنشطة تنموية ودينية في ختام الشهر الفضيل    بين البحث عن المشاهدات وتهميش النقد الفني المتخصّص    تقييم مدى تجسيد برنامج قطاع الشباب    اجتماع تنسيقي حول بطولة المدارس الإفريقية لكرة القدم    مولودية الجزائر : بن يحيى يجهز خطة الإطاحة بأورلاندو بيراتس    غضب جماهيري في سطيف وشباب بلوزداد يكمل عقد المتأهلين..مفاجآت مدوية في كأس الجزائر    اللهم نسألك الثبات بعد رمضان    فتاوى : الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال    منظمات حقوقية: على فرنسا التوقف فورا عن ترحيل الجزائريين بطريقة غير قانونية    بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم الأرض واليوم العالمي للقدس..حركة البناء الوطني تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني    توجيهات وزير الصحة لمدراء القطاع : ضمان الجاهزية القصوى للمرافق الصحية خلال أيام عيد الفطر    لقد كان وما زال لكل زمان عادُها..    عمورة ثاني أفضل هدّاف بعد صلاح    6288 سرير جديد تعزّز قطاع الصحة هذا العام    أعيادنا بين العادة والعبادة    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال غدا السبت (وزارة)    صحة : السيد سايحي يترأس اجتماعا لضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال أيام عيد الفطر    قطاع الصحة يتعزز بأزيد من 6000 سرير خلال السداسي الأول من السنة الجارية    رفع مستوى التنسيق لخدمة الحجّاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة سقوط ' الكبار المفترضين ' .. في مصر !؟
نشر في صوت الأحرار يوم 07 - 12 - 2009

عندما سقطت وسائل الإعلام في مستنقع الرداءة، وراحت تتحامل على الجزائر والجزائريين بكل الأوصاف النتنة التي تحتويها القواميس، شكل لدى الرأي العام الجزائري صدمة كبيرة، لأننا كنا نعتقد أن الإعلام المصري مهني ومحترف، وفجأة اكتشفنا أن الإعلاميين في الفضائيات المصرية مجرد لاعبين هواة أوكلت لهم مهمة " شتم الجزائريين " ..
وفي الوقت الذي حاولنا فيه استيعاب الصدمة، وتجاوزها خاصة بعد انتصار الفريق الوطني لكرة القدم في الخرطوم بالسودان، حتى سقط " الأزهر " بفتوى أحمد النجار التي أخرج فيها الجزائريين من الإسلام بدون أن يحرك ذلك شعرة في رأس شيخ الأزهر وعلمائه الآخرين.
وعندما بدأنا نأخذ مقالات بعض كبار الكتاب في مصر مأخذ الجد لأنها أنصفت الجزائريين مما حدث، كمقالات الكاتب فهمي هويدي والدكتور حسن نافعة، والصحفي الشهير حمدي قنديل ، حتى وصلتنا مقالات أخرى لبعض كبار الكتاب أيضا، أو من كنا نعتقد أنهم " كتاب كبار " مليئة بالأكاذيب والقذف والإساءة للجزائريين.
المدعو يوسف زيدان .. واحد ممن يعتقد ( بضم الياء ) أنهم " كتاب كبار " .. وهو صاحب رواية " عزازيل " الشهيرة .. والفائز بجائزة البوكر العربي .. هذا الرجل تم توظيفه أيضا من طرف اللوبي المعادي للجزائر في مصر، فكتب بتاريخ 25 نوفمبر مقالا بعنوان " ذكريات جزائرية " ، المقال كله مليئا بالأكاذيب والمغالطات .. وهو ما يؤكد فعلا أن الرجل تم توظيفه ليقول ما قال .. ولولا التوظيف لما نزل كاتب في مثل مستواه إلى مستوى الحضيض الذي نزل إليه، من حيث ركاكة الأسلوب والكذب في المعلومات، والجهل التام بمن استهدفهم في " ذكرياته ".
عندما كان بوتفليقة وزيرا ..
أولا : ذلك الكاتب المسمى " يوسف زيدان " بلغت به الدناءة إلى حد يقول فيه " ذلك البلد المسمى الجزائر " .. لقد انحط إلى درجة دون مستوى فتوى أحمد النجار .. في أسلوب من السخرية والتهكم، ولاحقا يقول في مقاله : " لقد عزت الأسماء وندرت حتى جعلوا لبلادهم وعاصمتهم إسما واحدا".
ثانيا : عندما ذكر المسمى يوسف زيدان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ذكرياته، قال عنه " .. رئيسهم الحالي المسمى بوتفليقة الذي كان قبلها بقليل لاجئا بدولة الإمارات .. " ر
ليعلم المسمى يوسف زيدان أن الرئيس بوتفليقة .. هو واحد من الذين حرروا الجزائر، وكان عمره 19 سنة عندما كان ضابطا في جيش التحرير، وهو واحد من شهود العيان على " أن آباءك وأجدادك " يا الذي لا تسمى .. لم يكن بمقدورهم أن يحرروا الجزائر .. وعندما أصبح بوتفليقة وزيرا بعد الإستقلال في سن ال 25 سنة، كان المسؤولون عندكم اليوم " يفتحون له الباب عندما يحل بالقاهرة .. " .. أضف إلى جهلك هذا أيضا..
والغريب أن هذا الكاتب البائس ، برر كذبة نزول الرئيس بوتفليقة إلى مستشفى باشا بأنه كان يتصنع المرض للتهرب من حضور قمة مغاربية تفاديا لحل المشكلات العويصة بين المغرب والجزائر، فهل تعتقد يا من لا تسمى أن الجزائر تنقصها الشجاعة للجلوس على طاولة واحدة مع المغرب ؟ لو كانت تنقصها الشجاعة لما استطاعت تحويل تعدادا بشريا بحجم دولة كاملة عبر جسر جوي تاريخي لتشجيع فريقها الوطني في أم درمان .. زيد يا زيدان ..
أما ادعاؤك أن الرئيس بوتفليقة كان لاجئا في الإمارات .. فلعلمك .. أن كل رؤساء الجزائر لا يعيشون لا في المنفى ولا في السجن .. فالجزائر لا يوجد بها سجين سياسي واحد .. إنهم جميعا في الجزائر ويستقبلون ويكرمون .. وإقامة بوتفليقة في دولة شقيقة ليست عارا ولا تساوي شيئا مقارنة بإقامة شخصيات عربية في إسرائيل، فهل غاب عنك ذلك، أم يجب تذكيرك.
وكيف تعير بوتفليقة بالإقامة في دولة الإمارات العربية الشقيقة .. وأنت قلت في بداية مقالك ما معناه " أنك كنت لاجئا في الإمارات " تشحت الطيبين هناك " لإتمام ما قلت عنه " أمر كان لابد أن يتم ". عودة إلى بلومي
ثالثا : يقول الكاتب أنه ليس من هواة كرة القدم، ويؤمن بمقولة أفلاطون " المعرفة هي التذكر " ، ولذلك تذكر حادثة وقعت عام 1989 ، في ستاد القاهرة في مقابلة بين مصر والجزائر .. يقول " استهانة ب 120 ألف مشجع مصري ، واستخفافا بقلب القاهرة .. فقأ اللاعب الجزائري الشنيع البائس لخضر بلومي عين طبيب مصري .. أجهد أهله أنفسهم لتعليمه ولجعله إنسانا مرموقا يفقأ عينه شخص تافه .. تصادف أنه يجيد لعب الكرة وتصادف أن أهله لم يحسنوا تربيته .. فصار يفقأ للمصريين عيون أطبائهم " .. تلك هي لغة الكاتب المرموق المنتقاة من... حاشاكم.
أيها المسمى يوسف .. لقد تأكد أسيادك من عالم كرة القدم في مصر والصحفيين المصريين وحتى من وظفوك لكتابة ما كتبت، أن بلومي لم يفقأ عين طبيبكم المصري .. وقد صرحوا بذلك في قنوات الفتنة التي تشتهر بها بلدكم .. وبالنتيجة فقد " تصادف أن أهلك لم يحسنوا تربيتك وتعليمك .. وتصادف أنك تجيد رص الحروف ، وأصبحت إنسانا تافها بائسا شنيعا "..
ثم قولك أن مصر المحروسة وبلد القانون والمنكوبة بعين الطبيب المفقوءة لم تفعل أي شيء ، لم تحاكم اللاعب ولم تحتجزه ولم تحقق معه .. بل أخذته في حماية الشرطة إلى المطار .. وهذا بعيد عن الحقيقة.
إن لخضر بلومي البريء والمفجوع بدولة القانون صار مطلوبا في الشرطة الدولية لمدة عشرين عاما، لم يغادر الجزائر حتى عام 2009 وكانت أول خرجة له إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة .. وهذا يضاف إلى جهلك وتعصبك الذي جعلك أعمى لا ترى إلا ما طلبوا منك أن تراه.. فأين ضاعت نزاهة المثقف، أم أن التعصب تركك تضيع في عالم الجهالة.
ثم ما يزال يوسف زيدان يلوح كما لوح أمثاله بقضية " السكاكين والسيوف " التي يزعم أن الجزائريين قد استعملوها في الخرطوم .. رغم أن كاميرات وعيون مصر التي تنقلت ضمن الوفد المصري إلى ملعب أم درمان لم تتمكن من التقاط " سكين واحد " يحمله الجزائريون في الملعب .. ثم إن هذا الكلام يدين " الأمن السوداني " لأنه تساهل مع دخول " السكاكين الجزائرية " إلى ملعب أم درمان .. رغم أن دولة السودان تلقت تهنئة من الفيفا على نجاحها الباهر في تنظيم مباراة حساسة للغاية.
إن السكاكين الجزائرية .. إن وجدت فهي موجودة في كوكب المريخ وليس في ملعب المريخ بالسودان.
ما حكاية المصريين مع " السائقين " ؟
ومتأثر بتوجهه الروائي ، راح ذلك المسمى يوسف زيدان ينسج رواية لا تقل إجرامية عن تلك التي نسجها الإعلام المصري يوم 12 نوفمبر ، عندما قال إن اللاعبين الجزائريين ضربوا أنفسهم .. قبل أن يحصحص الحق ، فصرح مسؤولون مصريون رسميون يوم 6 ديسمبر قائلين : إن الإعتداء وقع فعلا على حافلة اللاعبين الجزائريين .. "
تقول الرواية التي نسجها ذلك الروائي البائس يوسف زيدان أنه حل بالجزائر بدعوة لحضور ملتقى ، وفي المطار شاهد سائق السيارة الذي جاء لاستقبالهم متخفيا، خوفا من تفجير مفاجئ .. عندما قرأت هذا الكلام قلت في نفسي إن ذلك قد يبدو أمرا عاديا خاصة في الفترة 1993 - 1997 عندما كان الإرهاب في الجزائر يشيع الرعب ويسفك الدماء البريئة .
لكن عندما واصلت القراءة ، سقط ذلك الذي يسمى يوسف زيدان سقوطا حرا .. حيث قال إنه مرض ونقل إلى المستشفى العام للعاصمة ( بدون شك يعني مصطفى باشا ) لكنه ظل أكثر من ساعة ينتظر عند بابه دون أن يدخلوه .. ثم علم أن المستشفى كان مغلقا لأن الرئيس بوتفليقة كان في طريقه إلى المستشفى ..
وهنا بان الخيط الأبيض من الأسود .. أولا : إن الرئيس بوتفليقة لا يعالج في مستشفى مصطفى باشا .. ولم يحدث إطلاقا أن أغلق المستشفى في وجه العامة من الناس لكي يعالج .. وثانيا .. إن القول بأن بوتفليقة كان في طريقه للعلاج .. يعني أن الرواية التي نسجها الروائي الشنيع يوسف زيدان تعود وقائعها لفترة حكم بوتفليقة .. وفي هذه الفترة كانت الجزائر قد قضت بفضل رجالها ونسائها على الإرهاب ولم يعد أحد يتخفى .. .. فمن أين جاء يوسف زيدان ب " سائق يتخفى خشية وقوع تفجير مفاجئ " .. ؟
بدون شك .. هناك حكاية مع السائقين في الرواية المصرية التي ولدت يوم 12 نوفمبر بالقاهرة .. فالسائق الذي كان يسوق حافلة الفريق الجزائري لكرة القدم يوم اعتدي عليه في شوارع القاهرة يوم 12 نوفمبر .. أصبح بطلا روائيا حيث لقن ليقول للمحققين بأن " الوزير الجزائري جيار ضربه " .. لكنه نسي ما لقنوه إياه فقال " إن بلومي هو الذي ضربه " فرد عليه ذلك المسمى أيضا " ابراهيم حجازي منشط برنامج " دائرة الضوء " بنيل سبورت " .. إن ذلك كان زمااااان .." وفي رواية يوسف زيدان في زيالرته للجزائر " جاءه السائق يتخفى " .. فما حكاية المصريين مع السائق ؟ وتناول البائس يوسف زيدان الإعلاميين المصريين وعاتبهم على جعلهم " الجزائر وهي البلد الوليد خصما لمصر التي لم يعرف الزمان كفوا لها في هذه البلاد الوليدة المجاورة " .. وفي موقع آخر من المقال يقول صاحب " ذكريات جزائرية " " إن تراثنا لا يعرف بلدا اسمه الجزائر " ..
هذه هي الحقيقة .. إن المصريين لا يعرفون شيئا خارج مصر .. فهي أم الدنيا وهي أبوها .. وهي السينما والرواية . وهي الدولة والحكومة ... وهي الأعظم والأكبر .. بينما عجزوا على أن يكونوا مثل دول في الشرق الأوسط مثل إيران النووية ، وتركيا .. ويجهل زيدان .. إما عن قصد أو عن تعمد أن تاريخ الجزائر يمتد في الأعماق .. هي دولة وليدة لحداثة استقلالها .. لكنها عريقة في التاريخ .. ابحث قليلا .. فأنت من هواة التاريخ .. كما بينت " عزازيل " لتجد كيف كان أجدادنا الجزائريون يسيطرون على البحر المتوسط .. وكيف تحالف الغرب ضدنا لتحطيم أسطولنا البحري الذي كان يضاهي الأسطول السادس الأمريكي اليوم .. ثم ابحث عن التاريخ .. لتجد أن محمد علي باشا كان يتفاوض مع الغرب ليشن هجوما على الجزائر .. هذا هو التاريخ .. الذي أرغمتمونا لإعادته إلى الواجهة.
ثم اسأل التاريخ عمن بنى القاهرة ؟ وعن البنائين من أين جاؤوا .. ؟ استنطقوا التاريخ ولا تزوّروه ..
قدرة رهيبة على تزوير التاريخ
وفي قدرة رهيبة على الكذب الذي أبانه المصريون .. يقول المسمى زيدان أن مصر هي التي كانت تدفع المنحة للطلبة الجزائريين .. كيف يصدق عاقل أن من كان يقبض عمولة لمساعدة الثورة .. يقدم منحا مجانية للطلبة الجزائريين ..؟
وفي تكريس للكذب والإفتراء الذي سبقت إليه الفضائيات المصرية ومسؤولون رسميون وشبه رسميون في القاهرة يقول المسمى يوسف زيدان " لقد نسى الجزائريون أن مصر هي التي أنفقت من أموالها لجعلهم عربا، وأغدق عليهم جمال عبد الناصر وأوفد لبلادهم المدرسين كي يضعوا على ألسنتهم الحرف العربي الذي أنسته إياهم فرنسا ( الحرة ) ( كلمة الحرة للمسمى يوسف زيدان) فلا هم ظلوا عربا ولا هم صاروا فرنسيين ."
لاحظوا الخلط الهستيري للتاريخ .. لقد عربنا الإسلام منذ 14 قرنا .. قبل الرئيس المصري المحترم والكبير في قلوبنا وعقولنا جمال عبد الناصر .. الذي خلفه قوم أساءوا له منذ توقيعهم اتفاقيات الإستسلام مع العدو الصهيوني .. قبلنا العربية والإسلام لأن عرب شبه الجزيرة الحاملين لرسالة السماء ساعدونا في التحرر من الرومان الذي ظل جاثما علينا لتسعة قرون .. ولم ينصبوا علينا حاكما واحدا من عندهم بل كان الحكام جزائريين .. وأسس أبناء الجزائر حينها وبعدها العديد من الدول في العهد الإسلامي .. وكان هناك تناغم بين الإسلام وحب أجدادنا الجامح للحرية.
130 سنة كاملة من الإستعمار ولم تتزحزح هويتنا ولم يهتز إيماننا بالعروبة .. وبقيت العربية معززة رافعة الرأس .. بينما كانت 90 دقيقة في ستاد أم درمان كافية لكي يعلن المصريون أنهم " فراعنة وليسوا عربا " ..
كيف أنفقت مصر إذن علينا لتجعلنا عربا ؟ من أين لكم بهذا الهراء .. 130 سنة ولم تقض فرنسا على عروبتنا .. وفي مرحلة ما بعد الإستعمار استعانت الجزائر بمدرسين من عدة بلدان عربية ، قبضوا رواتبهم جملة وتفصيلا .. وربما مع بعض الإستثناءات فيما يتعلق بالمدرسين السوريين والعراقيين .. أما المصريون فلم يأت أي واحد منهم متطوعا للتدريس في الجزائر ..
لو نزلت حكومتنا إلى المستوى الذي أنتم عليه لنشرت قائمة بأسماء المدرسين المصريين وكشفت الرواتب والإمتيازات التي قبضوها .. ليتبين الصدق من الكذب .. ومع ذلك فلهم منا كل التقدير والعرفان.
لا تمنوا على بوحيرد
يجمع النقاد السينمائيون أنه بفضل فيلم " جميلة بوحيرد " صعد نجم المخرج المصري يوسف شاهين، وخرج من مصريته إلى رحابة العالم ، بسبب تجاوب العالم العربي والإسلامي مع الفيلم .. لكن المسمى يوسف زيدان يرى أن شاهين بفضل ذلك الفيلم هو الذي حرر الجزائر .. هذا هو المستوى .. لم أكن أصدق إطلاقا أنه يوجد في مصر المحروسة مثل هذه السفاهة في التفكير.
وتراث المصريين حسب المسمى يوسف زيدان لا يعرف عالما واحدا من الجزائر، وهذا نقاش تافه لا أريد أن أنزل إلى مستواه .. يكفي المسمى يوسف زيدان أن يبحث في الأنترنيت لمدة دقيقة واحدة في قوقل مثلا يكتب في خانة البحث " علماء الجزائر " حتى يكتشف جهله التام الذي اكتشفناه مع " ذكرياته الجزائرية " .. لقد فاق بعضهم المصريين في النحو والبلاغة مثل ابن معطي الزواوي صاحب ألفية قيل أنها أشهر من ألفية ابن مالك لأنها تستشهد كثيرا بالآيات والأشعار أكثر من ابن مالك. ولأن ابن معطي الزواوي الذي هو من مواليد مدينة بجاية توفي في مصر : زور المصريون التاريخ وأطلقوا عليه إسم " ابن معطي المصري " كما هو مكتوب على قبره .. أي وقاحة .. حتى الموتى لم يسلموا من التزوير.
ولم يسلم من تفاهات المسمى يوسف زيدان حتى الأمير عبد القادر الجزائري .. الذي قال عنه " كان مكرما في الشام .. انتزعه الجزائريون من مرقده كي يضعوه في مكان مهجور على طريق المطار .. " هكذا يزور ذلك المعتوه الحقيقة، وهو الذي يجهل أن المكان الذي يتحدث عنه يرقد فيه أبطال الجزائر من الشهداء الأبرار.
إن الأمير عبد القادر الذي يقول عنه كثير من المؤرخين أنه مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة .. جاهد حتى النهاية .. وعندما خير بين البلدان التي تنفيه إليها فرنسا المستعمرة اختار الشام .. دمشق .. هل يعرف المسمى يوسف زيدان لماذا لم يختر أميرنا مصر أم الدنيا واختار الشام .. بدون شك هناك حاجة في نفس الأمير .. وهو العالم والقائد والعارف والسياسي والعسكري ..
لقد تنقل الأمير عبد القادر إلى دمشق برجاله وخيله، وكان مدرسا هناك ويذكر له التاريخ أنه بفضل سماحة الجزائريين وتحضرهم وعلمهم ومعرفتهم المجسدة في أميرهم عبد القادر الجزائري جعلته يحمي المسيحيين الذين لجؤوا إلى بيته طلبا للحماية، وهذا باعتراف أعدائه من ملوك ورؤساء دول غربية.
وفي خرجة غريبة يدعو المسمى يوسف زيدان إلى قطع العلاقات مع الجزائر ويؤكد أن ذلك لا يضر مصر لا من قريب ولا من بعيد .. ويرى أن ذلك يعيد لمصر كرامتها التي أهدرت.. عجيب تلك الكرامة التي سقطت في أم درمان ولم تهدر في في كامب ديفيد أو حصار غزة.. هذا هو السقوط الكبير في مصر ..
بدون شك سوف يصحو المسمى يوسف زيدان من غيبوبته كما صحت الفنانة يسرى بعد سكرة أم درمان .. وتراجعت عما تفوهت به من قذارة في حق الجزائر ، وقالت : " إن 48 ساعة التي عشتها في وهران بالجزائر هي أحلى أيام في حياتها " ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.