يجب أن نتفق أولا على أن المتنبي لم يخطئ وهو ينظم بيته الشهير "إذا أتتك مذمتي من ناقص..فهي الشهادة لي بأني كامل" ..كما يجب أن نتفق أيضا على حقيقة أن الثقة في ناقصي الفحولة ضرب من السذاجة والغباء، وأبواق الفتنة الإعلامية في مصر لا فحولة لهم. * من هو المعتوه الذي سيصدق "تافهي" الفضائيات المصرية وهم يصفون الإعلاميين الجزائريين ب "الهواة" و"المراهقين"؟ فكيف بهواة ومراهقين أن يصنعوا أمجاد كبريات الفضائيات والوكالات والصحف العربية والعالمية؟.. كيف بهواة ومراهقين أن يصنعوا الريادة الإعلامية العربية في عديد المحطات.. كما كان دأبهم مع حرب الخليج الأولى، التي ضربوا في تغطيتها أسمى أمثلة المهنية والاحترافية وقارعوا فيها قنوات الزيف والبهتان الأمريكية والأنجليزية والفرنسية؟..كيف بجريدة هاوية ومراهقة مثل "الشروق" أن تسحب كل يوم ما تسحبه كل الصحف المصرية مجتمعة، بصفرائها وخضرائها وحمرائها، والتي لا لون لها؟ * أيتها الأبواق الرخيسة، الفرق بيننا وبينكم، هو أننا قدمنا على مذبح الكلمة الحرة والموقف المستقل والدفاع عن عزة الدولة وكرامة الشعب أكثر من مئة شهيد، بينما تسيرون أنتم بال "ريموت كونترول"، فيكفي أن يضغط أسيادكم، الذين "تسجدون" لهم بالغدو والآصال و"تسبحون" بحمدهم في السر والجهار، على زر واحد منها حتى تسبوا أجدادكم وآباءكم، ولا أدل على ذلك من تلك المسرحية الممجوجة التي لعب دور بطولتها "مهرجكم" الغندور، والغندور في بعض روايات اللغويين العرب هو "الغلام الناعم"، عندما خر باكيا وهو يستمع ل "ابن الباشا" علاء مبارك يسب الجزائريين ويلعن وجودهم وينعتهم بأبشع الأسماء والأوصاف، ولم نر هذا الغلام الناعم، ولا غيره من غلمان الإعلام المصري، يذرف دمعة واحدة على صور عمارة سقطت على رؤوس ساكنيها في القاهرة، ولا على قطار حاد عن سكته براكبيه في الصعيد، ولا عبارة غرقت بالآلاف من مقليها المقهورين في البحر الأحمر. * أيتها الأبواق الرخيصة لقد انفضح عهركم وفاحت ريحكم النتنة واكتشف صديقكم قبل عدوكم بأن الإعلام بالنسبة إليكم هو الضحك على ذقن شعبكم والبكاء على جلاده. * أيتها الأبواق الرخيصة..حتى إذا جزمنا بأننا فعلا مراهقون كما تقولون، فإن المراهقة ليست عيبا ولا عارا، فهي فحولة وخصوبة وعنفوان، أما صحافتكم فقد بلغت من العمر أرذله، ومن "الخرف" أقبحه..صحافتكم أيتها الأبواق الرخيصة شاخت وشابت وداخت وآن لها أن تريح وتستريح.