انتقد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، الهجمة الشرسة التي شنتها أوساط رسمية مصرية وأخرى إعلامية ضد الجزائر بعد مباراة السودان، وقال إن بلادنا تعاملت بحكمة وروح مسؤولية مع تلك الأحداث، مضيفا أن »الذين حاولوا إلحاق الضرر بالجزائر جاءهم الجواب واضحا من قبل شعبنا ومن قبل شبابنا..«، مشيرا إلى أن تجنّب بلادنا الردّ على تلك الاستفزازات دليل أنها »دولة محترمة وشعبها شعب عظيم، شعب عبر تاريخه الطويل لم يطأطئ الرأس لأحد ولن يفعل..«. لم يتوان رئيس الغرفة العليا للبرلمان في كلمة ألقاها أمس الأول في جلسة علنية خصّصت للإجابة على عدد من الأسئلة الشفوية، في الإشارة إلى أن الجزائر لن تقدّم أي اعتذار للمصريين مثلما تطالب به بعض الأوساط هناك، وقد ترك هذا الانطباع من خلال قوله: »الذين حاولوا إلحاق الضرر بالجزائر جاءهم الجواب واضحا من قبل شعبنا ومن قبل شبابنا.. الجواب جاء أيضا من خلال موقف مؤسساتنا التي تصرّفت بحكمة وروح مسؤولية..«. والأكثر من ذلك فإن عبد القادر بن صالح بدا في غاية الحرص من أجل تمرير الكثير من الرسائل المشفّرة ردّا على الشتائم التي كانت بلادنا عرضة لها من طرف جهات رسمية وإعلامية مصرية في الفترة الأخيرة، حيث أورد أن الجزائر »وفي تعاملها مع تبعات الحدث أثبتت أنها حقا دولة محترمة وشعبها شعب عظيم، شعب عبر تاريخه الطويل لم يطأطئ الرأس ولن يفعل..« وهو تعبير واضح بأن بلادنا لم تخطئ في حق المصريين كما يزعمون. وأشار رئيس مجلس الأمة إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة الإنجاز التاريخي الذي حقّقه المنتخب الوطني بتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا، وفي مقابل هذا الانتصار أكد »أما ما عدا ذلك فهو كلام لا يشرّف قائليه ولا يكبرهم في عيون الناس ولا يؤثّر فينا..«، قبل أن يبرز في هذا الشأن أمرا في غاية الأهمية بقوله: »سيأتي اليوم الذي يدرك فيه المخطئون كم كان خطأهم كبيرا وكم كان تجنّيهم على الجزائر مجحفا..«. وفي تقدير بن صالح فإن كل ما صدر من تلك الجهات المصرية لن يضرّ الجزائر في شيء بقدر ما يسيء إلى تلك الأوساط ويكشف حقيقتها، حيث جاء على لسانه: »لكن هذا الأمر أضرّ في الواقع بأصحابه قبل أن يؤثّر فينا.. هو في كل الحالات لن يقلّل من قيمة ووزن بلدنا وشعبنا المعتزّ بتاريخه والواعي بدوره وبمكانته إقليميا ودوليا ماضيا وحاضرا ومستقبلا«. وبلهجة أكثر حدّة تابع المتحدّث ردّا على المساس بالجزائر في رموزها وثورتها بالتأكيد بالقول: »والجزائر كما يعرف الجميع لا تسير إلا في الطريق الذي تختاره هي لنفسها.. أما ما عدا ذلك فلنترك المجال فيه للجهات المعنية من خلال توفير الأجواء المناسبة لذلك لتواصل تأدية دورها، ولندعم جهودها العاقلة والمسؤولة بنفس الروح والحكمة التي سيّرت بها الموضوع حتى الآن..« في إشارة واضحة إلى ضرورة عدم الانسياق مع تلك الحملة التي استهدفت كل ما هو جزائري. وبالموازاة مع ذلك أشاد عبد القادر بن صالح بالدور الذي لعبه الرئيس بوتفليقة في تأهل الفريق الوطني »بعد العناية الفائقة للمنتخب وللحدث الكروي التاريخي الذي صنعه الفريق وكذا للتسهيلات التي أمر بتوفيرها لللاعبين وللأنصار أثناء لقاءاته«، كما وجّه بالمناسبة تحية عرفان إلى عناصر المنتخب الوطني وجهازه الفني، مؤكدا أن »أداءه الرائع ومهنيته العالية مكنته من انتزاع إعجاب واعتراف الجميع على الرغم من الظروف القاسية التي عانى منها«.